أوهام التوسع الإسرائيلية.. خطاب نتنياهو بين السياسة والدين !


أثار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلاً واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي أعلن فيها ارتباطه بما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، واعتبر تحقيقها "مهمة تاريخية وروحية". هذه التصريحات، التي جاءت في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لحصار وعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر، تكشف بوضوح طبيعة المشروع التوسعي للاحتلال، وتعكس ذهنية استعمارية تتناقض مع القانون الدولي وحقوق الشعوب.
خطورة هذه التصريحات لا تكمن فقط في مضمونها، بل في توقيتها أيضًا. فهي تصدر بينما يعاني الشعب الفلسطيني من جرائم يومية من قتل وتجويع وتدمير، في محاولة يائسة لفرض سياسة الأمر الواقع. ويحاول نتنياهو من خلال هذا الخطاب إضفاء غطاء ديني على مشروع سياسي توسعي، في إطار ما يمكن وصفه بـ "الدعاية التوراتية"، التي تُستخدم لتبرير العدوان وإقناع الداخل الإسرائيلي بجدوى استمرار الصراع، وهو تناقض صارخ مع أي دين يحترم حياة الأبرياء والأطفال.
التاريخ الحديث يؤكد أن مثل هذه الأوهام التوسعية لا يمكن أن تدوم، وأن الشعوب قادرة على إفشالها مهما طال الزمن. فالمقاومة الفلسطينية، رغم الظروف القاسية، ما زالت ثابتة، والدعم الشعبي العربي والإسلامي يتعاظم رفضًا للتطبيع ولأي اعتراف بشرعية الاحتلال.
إن ما قاله نتنياهو يضع مسؤولية جسيمة على عاتق الحكومات والمنظمات الدولية، ليس فقط في إدانة هذه التصريحات، بل في مواجهة السياسات التي تنبثق عنها، عبر محاسبة الاحتلال على جرائمه وتعزيز المقاطعة السياسية والاقتصادية والإعلامية.
اقرأ أيضاً
برلمانية: موافقة حماس على هدنة غزة تتويج لجهود مصر لدعم القضية الفلسطينية
برلماني: زيارة وزير الخارجية ورئيس وزراء فلسطين إلى معبر رفح يعكس موقف مصر الثابت ورفض التهجير
طارق عناني: دعم القضية الفلسطينية موقف تاريخي واستراتيجي لا يتزعزع
”صوت الشعب” يدين استمرار مخططات الاحتلال في تهجير الفلسطينيين
رئيس حزب الاتحاد: أي دولة تشارك أو تقبل بتهجير الفلسطينيين جريمة ترفضها مصر
أشرف أبو النصر: تهجير الفلسطينيين جريمة حرب ومصر لن تسمح بتمريرها
مدبولي يؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية.. والرفض التام لأي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين
نشأت عبدالعليم: بيان الخارجية يؤكد أن مصر لن تخذل الشعب الفلسطيني
قيادي بالجبهة الوطنية: البيان العربي– الإسلامي المشترك تحول نوعي في مواجهة إسرائيل ويعكس إدراكًا بخطورة المرحلة للقضية الفلسطينية
رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تستنكر تصريحات نتنياهو حول ”إسرائيل الكبرى” وتدعو إلى المقاطعة الدقهلية
باسم الجمل: تصريحات نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى» يمثل تجسيدًا واضحًا للعقلية الاستعمارية التوسعية
مصطفى مزيرق: الطموحات الزائفة لـ نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى» ستصطدم بصخرة من الإرادة المصرية والعربية
وفي النهاية، تبقى القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة، لأنها ليست مجرد نزاع حدودي أو خلاف سياسي عابر، بل قضية حقوق تاريخية ثابتة للشعب الفلسطيني: حقه في أرضه التي سُلبت، وحق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم بموجب القرارات الدولية، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. هذه الحقوق لا تسقط بالتقادم ولا تُمحى بخطابات دينية أو أوهام توسعية، بل تبقى راسخة في صورة ذهنية يورثها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل، في نضال مستمر من أجل الحرية والكرامة والسيادة.