الثلاثاء 19 أغسطس 2025 06:31 صـ 24 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رياضة

أوهام التوسع الإسرائيلية.. خطاب نتنياهو بين السياسة والدين !

أثار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلاً واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي أعلن فيها ارتباطه بما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، واعتبر تحقيقها "مهمة تاريخية وروحية". هذه التصريحات، التي جاءت في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لحصار وعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر، تكشف بوضوح طبيعة المشروع التوسعي للاحتلال، وتعكس ذهنية استعمارية تتناقض مع القانون الدولي وحقوق الشعوب.

خطورة هذه التصريحات لا تكمن فقط في مضمونها، بل في توقيتها أيضًا. فهي تصدر بينما يعاني الشعب الفلسطيني من جرائم يومية من قتل وتجويع وتدمير، في محاولة يائسة لفرض سياسة الأمر الواقع. ويحاول نتنياهو من خلال هذا الخطاب إضفاء غطاء ديني على مشروع سياسي توسعي، في إطار ما يمكن وصفه بـ "الدعاية التوراتية"، التي تُستخدم لتبرير العدوان وإقناع الداخل الإسرائيلي بجدوى استمرار الصراع، وهو تناقض صارخ مع أي دين يحترم حياة الأبرياء والأطفال.

التاريخ الحديث يؤكد أن مثل هذه الأوهام التوسعية لا يمكن أن تدوم، وأن الشعوب قادرة على إفشالها مهما طال الزمن. فالمقاومة الفلسطينية، رغم الظروف القاسية، ما زالت ثابتة، والدعم الشعبي العربي والإسلامي يتعاظم رفضًا للتطبيع ولأي اعتراف بشرعية الاحتلال.

إن ما قاله نتنياهو يضع مسؤولية جسيمة على عاتق الحكومات والمنظمات الدولية، ليس فقط في إدانة هذه التصريحات، بل في مواجهة السياسات التي تنبثق عنها، عبر محاسبة الاحتلال على جرائمه وتعزيز المقاطعة السياسية والاقتصادية والإعلامية.

اقرأ أيضاً

وفي النهاية، تبقى القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة، لأنها ليست مجرد نزاع حدودي أو خلاف سياسي عابر، بل قضية حقوق تاريخية ثابتة للشعب الفلسطيني: حقه في أرضه التي سُلبت، وحق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم بموجب القرارات الدولية، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. هذه الحقوق لا تسقط بالتقادم ولا تُمحى بخطابات دينية أو أوهام توسعية، بل تبقى راسخة في صورة ذهنية يورثها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل، في نضال مستمر من أجل الحرية والكرامة والسيادة.

الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو فلس