السبت 20 ديسمبر 2025 10:13 صـ 29 جمادى آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    عبدالحليم قنديل يكتب: حروب ”إسرائيل” غير المنتهية

    لا أحد عاقل يتوقع أن يعم الهدوء فى المنطقة ، ولا أن تسود اتفاقات "أبراهام" اللعينة إياها ، بل أن تكون الحروب المتجددة المستأنفة هى سمة المنطقة الأبرز فى عام 2026 ، وبالذات فى المشرق العربى من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا والعراق وصولا إلى إيران ، والسبب لا يخفى ، فلم تنتصر "إسرائيل" أبدا ، ولا حققت جوهر أهدافها فى حروب توالت منذ 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم ، ولا صنعت ما تسميه "الشرق الأوسط الجديد" على مقاسها ، ولا هى استعادت قوة الردع المانعة لتجدد الحروب ، ولا أنهت حربا باستسلام الخصوم ، وهم ـ باستثناء دولة إيران ـ من جماعات وحركات المقاومة الشعبية ، وصحيح أن نار الحروب لم تنطفئ حتى بعد اتفاقات وقف إطلاق النار على جبهتى "غزة" ولبنان ، لكنها تجرى فى مستوى منخفض إلى حد ما ، وتبدو كصدامات من طرف واحد هو كيان الاحتلال ، الذى اخترق وقف النار المعلن فى لبنان لنحو سبعة آلاف مرة ، واخترق وقف النار المعلن من أسابيع فى "غزة" لأكثر من ألف مرة ، بينما بادر العدو باختراقات دون رد على جبهة سوريا ، اللهم إلا باستثناء حالات نادرة أهمها فى قرية "بيت جن" ومقاومتها الشعبية ، رغم ضراوة القصف "الإسرائيلى" والغزوات البرية المتصلة على مدى أكثر من عام فى جبهة سوريا وصولا إلى قلب دمشق ، وتحطيم كافة أسلحة وقواعد الجيش السورى بآلاف الغارات ، والاستيلاء الفعلى المباشر على أراض فى جنوب سوريا أضيفت للجولان المحتل ، تبلغ مساحتها فى أقل تقدير أكثر من ضعف مساحة "غزة" ، فوق حضور ظل الاحتلال "الإسرائيلى" بالأصالة وبالوكالة على أزيد من ضعف مساحة لبنان بكامله .
    وفى فلسطين قلب الصراع الدامى المتصل لنحو ثمانين سنة ، لا تبدو الحرب منتهية حتى تاريخه ، ليس فقط فى "غزة" ، التى توقفت فيها حرب الإبادة الجماعية للبشر والحجر والشجر كما كانت عليه قبل أكثر من شهرين ، وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين الجدد نحو خمسمائة إلى الآن ، أضف استمرار اغتيالات قادة المقاومة على طريقة اغتيال الشهيد "رائد سعد" ، ومنع العدو لتدفق المساعدات الإغاثية على "غزة" المتفق عليها فى المرحلة الأولى من تنفيذ "خطة دونالد ترامب" ، ولم يصل إجمالى الإغاثات الغذائية والطبية المسموح بها حتى إلى ربع المتفق والموقع عليه ، مع غلق معبر "رفح" ، وبقاء الاحتلال "الإسرائيلى" المباشر فى 53% من مساحة "غزة" وراء ما أسموه "الخط الأصفر" ، الذى أزاحته "إسرائيل" غربا ومدت حضورها العسكرى المباشر إلى 60% من إجمالى مساحة "غزة" ، ومدت رعايتها لجماعات العملاء المسلحة قبل وبعد تصفية العميل الأول "ياسر أبو شباب" ، وصرنا بصدد جماعات عملاء مضافة ، من نوع عصابة "حسام الأسطل" فى شرق "خان يونس" إلى "رامى حلس" و"أشرف المنسى" وغيرهم فى شرق مدينة "غزة" وشمالها ، واستمرت "إسرائيل" فى هدم آلاف المبانى المتبقية بعد دمار حرب الإبادة ، ومنعت دخول مئات آلاف الخيام والمساكن الجاهزة ، وأحالت حياة الفلسطينيين فى "غزة" إلى جحيم ومآسى لا تنتهى ، ظهرت علاماتها الفاجعة مع دخول فصل الشتاء ، وإطاحة السيول والمنخفضات الجوية بخيام النزوح المهترئة البالية ، وموت الشيوخ والأطفال الرضع تجمدا من قسوة البرد وأمراضه ، وهو ما بدا متصلا مع مذابح الإبادة الجماعية التى قتلت وأصابت أكثر من ربع مليون فلسطينى ، وكلها أمارات تدلل على غلبة توقع استئناف الحرب ، حتى مع امتناع "حماس" وأخواتها عن الرد إلى الآن ، وحتى مع مساعى الدخول إلى المرحلة الثانية من تنفيذ "خطة ترامب" ، التى يسعى الوسطاء والرئيس الأمريكى لإقناع "بنيامين نتنياهو" وحكومته بشروطها المعلنة ، وهو ما لا تبدو الطرق إليه سالكة ، حتى مع استقدام ما تسمى "قوات الاستقرار" وتشكيل مجلس الوصاية والانتداب المسمى "مجلس السلام" .
    وفى لبنان كما فى الضفة والقدس ، لا يتوقف إيقاع حروب "إسرائيل" من طرف واحد ، فحرب الإبادة والتهجير جارية فى كل مدن ومخيمات الضفة ، وبالذات فى القطاع الشمالى ، حيث تجرى عمليات تجريف وإخلاء وتفجير آلاف المبانى والمنازل ، وتصعيد اعتداءات جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين ، واحتجاز الناس فى معازل خلف أكثر من ألف حاجز ، ولا يكاد يمر يوم دون ارتقاء شهداء فلسطينيين جدد ، ومواصلة اعتقال وسجن الآلاف ، وحتى بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين ما يفوق العشرة آلاف ، مع دفع عشرات الآلاف للنزوح وهجر المخيمات المدمرة ، وتحويل موسم قطاف الزيتون إلى ميادين دماء ، وتوحش وتوسع عمليات إقامة مستوطنات استعمارية ، وهو ما يجرى شئ مثله فى جنوب سوريا ، وفى الجنوب اللبنانى ، الذى شهد إقامة حزام أمنى متصل مع مرتفعات وسفوح "جبل الشيخ" فى جنوب سوريا ، ففى بداية مرحلة ما أسمى اتفاق وقف العمليات العدائية فى لبنان قبل أكثر من عام ، سيطرت قوات الاحتلال على خمس نقاط استراتيجية حاكمة داخل الحدود اللبنانية مع شمال فلسطين المحتلة ، أضافت القوات "الإسرائيلية" إليها نقاطا أخرى ، وقيل أن المجموع وصل إلى ثمانية نقاط حتى اليوم ، فى حين تراوح مساعى الحكومة اللبنانية دبلوماسيا فى مكانها ، رغم قرار الرئيس اللبنانى والحكومة إضافة ممثل دبلوماسى مدنى إلى وفد لبنان العسكرى فى اجتماعات ما تسمى "لجنة الميكانيزم" ، التى يترأسها جنرال أمريكى ، وقد خضع الحكم اللبنانى لشرط إضافة السفير اللبنانى السابق "سيمون كرم" ، وهو المعادى بالخلقة لمقاومة "حزب الله" وسيرتها منذ وجدت .
    وبالمقابل ، لا تبدى جماعات الحكم الافتراضى ، لا فى سوريا ولا فى الضفة ، أى رغبة بمقاومة الاحتلال ، اللهم إلا باستمراء تقديم الشكاوى والاستغاثات بما يسمونه المجتمع الدولى ، فى حين تصمت طلقات حركات المقاومة الشعبية إلى أجل غير مسمى ، وتركز جماعات المقاومة على رفض تسليم أو نزع سلاحها ، ويرفض "حزب الله" نزع السلاح خارج منطقة جنوب نهر "الليطانى" ، فيما ترفض جماعات "حماس" وأخواتها مبدأ نزع السلاح من أصله ، وتعتبر ـ عن حق ـ أن المقاومة المسلحة باقية ما بقى الاحتلال ، وأنها لن تسلم سلاحها إلا لحكومة دولة فلسطينية مستقلة حين تقوم ، ولا تبدو مهمة نزع السلاح فى غزة ميسورة ولا متاحة لأى طرف كان ، وتتصور واشنطن أن المهمة المنصوص عليها فى "خطة ترامب" ، يمكن أن تقوم بها ما تسمى "قوة الاستقرار الدولية" بقيادة جنرال أمريكى ، بينما لا تبدو الدول المرشحة للمشاركة بالقوة حماسا لخطيئة التورط فى قتال مع "حماس" وأخواتها ، ويطرح بعضها صيغا من نوع تجميد السلاح طوعا ، أو تسليمه كوديعة موقوتة ، بينما يصور "نتنياهو" مهمة "القوات الدولية" فى جانب وحيد هو نزع سلاح "غزة" بكاملها ، ويعلن أن "إسرائيل" لن تكمل الانسحاب من "غزة" دون نزع سلاح "حماس" وأخواتها ، ويقول أن الجيش "الإسرائيلى" مستعد للقيام بالمهمة ، التى فشل بها عبر أكثر من سنتين فى حرب الإبادة ، وكل تلك عوامل مهددة لاستكمال اتفاق غزة بخطواته المعلنة ، وقد تنذر بتجديد حرب الإبادة فى أى وقت ، بينما تتدافع النذر إلى حرب اجتياح شاملة فى لبنان ، وبدعوى فشل الحكومة اللبنانية فى نزع سلاح "حزب الله" ، وضرورة نهوض إسرائيل بعملية إفناء السلاح ، التى تبدى أطراف عربية منتفخة ماليا استعدادا لتمويلها بمليارات الدولارات ، وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكى "ترامب" فى تصريحات أحدث ، وأكد أن أطرافا فى الشرق الأوسط تريد التدخل مساندة للكيان فى حرب نزع سلاح المقاومة .
    والمحصلة ببساطة أن حروبا أعنف وأشمل تدق الأبواب ، ليس فقط فى فلسطين وفى لبنان ، بل حتى فى سوريا التى ترفض "إسرائيل" عقد اتفاق أمنى مع حكومتها ، وتسعى لحرب تلحق الجنوبين السورى حتى دمشق واللبنانى حتى بيروت بنفوذها الأمنى المباشر ، وتحويل كامل سوريا وكامل لبنان إلى حديقة أمنية ملحقة بكيان الاحتلال ، وطبيعى أن الهدف لن يتحقق بغير شن حروب إضافية عالية الوتيرة ، قد يصح توقعها فى غضون أسابيع أو شهور ، وقد تمتد شراراتها إلى اليمن والعراق ، وبدعوى وجود جماعات ولاء إيرانى ، وقد تتضمن الخطط المتفق عليها أمريكيا و"إسرائيليا" ماهو أبعد ، ونشهد حرب تصفية حساب جديدة مع إيران ذاتها ، بعد أن انتهت حرب "الإثنى عشر يوما" إلى وضع معلق ، لم يحقق لأمريكا ولا "إسرائيل" شيئا يذكر من الأهداف المعلنة ، فلا البرنامج النووى الإيرانى جرى القضاء عليه كما ادعى "ترامب" ، ولا البرنامج الصاروخى الإيرانى تعطل ، ولا طهران فقدت قدرتها على الردع ، خصوصا مع استكمال النظام الإيرانى لاستعدادات الحرب المقبلة ، وتطوير مقدرته الدفاعية الجوية بالتعاون النشط مع روسيا والصين ، ووصول جولات التفاوض كلها مع الأمريكيين والأوروبيين إلى الحائط المسدود

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    السبت 10:13 صـ
    29 جمادى آخر 1447 هـ 20 ديسمبر 2025 م
    مصر
    الفجر 05:13
    الشروق 06:46
    الظهر 11:52
    العصر 14:40
    المغرب 16:59
    العشاء 18:22