الجمعة 19 أبريل 2024 05:44 مـ 10 شوال 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    ابجدية الحوار الثقافي بين الشرق والغرب 

    د . آمال محمد

    النظرة الجلدية للحضارة الإنسانية هي كل واحد متطور في الزمان، وهذه الوحدة لا تلغي الثقافات المختلفة للشعوب، فهي أعضاء ذلك الكل، يحيا أي عضو بحياة الكل، ويموت أي عضو إذا بتر نفسه منفصلاً منعزلاً عن الكل. وتظل الثقافات حية في تواصل ما دامت قادرة على الحوار، فالحوار هو جوهر الحياة الثقافية، ومبعث النهضة الحوارية، والحوار الإيجابي الذي يسمح بتجاوز الحدود الجغرافية وتجاوز إشكالية الندية والهوية لا يكون ممكناً غلى في إطار عقلنة الحياة الثقافية، ليكون الحوار مستنداً غلى القيم الحضارية، وبالتالي يكون الحوار بين الثقافات لا بوصفها ثقافات شرقية وغربية، ولا بوصفها إسلامية أو مسيحية، ولكن بوصفها ثقافات إنسانية.
    واستقراء التاريخ خير دليل على ذلك، فحوار الفلاسفة المسلمين مع الثقافة اليونانية، وكيف أثمر ذلك الحوار الحضارة الإسلامية. وايضاً أوروبا مع الحضارة الإسلامية قرب نهاية العصر الوسيط، وكانت ثمرته الحضارة الأوروبية الحديثة فالحوار الإيجابي هو حوار القيم الحضارية، فهي الأبجدية الإنسانية المشتركة التي يسمح بها الوعي باستيعاب الآخر وتمثله أو تجاوزه.
    وسوف نتحدث عن أبجدية الحوار الثقافي في فصل المقال لابن رشد محاولين البحث عن القيم الحضارية التي تنطوي عليها مضمون الكتاب والتي يمكن أن تؤدي دوراً في عقلنة الحياة الثقافية في عصر تحجرت فيه الهوية بفعل تغيب العقل عن فكرنا وواقعنا إلى حد صار فيه الحوار الثقافي والتواصل مجرد أمل يراود الخيال.
    والبحث عن أبجدية الحوار الثقافي يذكرنا بالقول المأثور عن أرسطو النطق نطقان: نطق خارجي، ونطق داخلي، والخارجي هو اللغة هو اللسان متعدد بتعدد الأجناس والأوطان، متطور في تقدم الزمان... بينما النطق الداخلي هو العقل، وهو كما يقول ديكارت" أعدل الاشياء قسمة بين الناس" لا فرق بين زنجي وأبيض، ولا بين شرقي وغربي، ولا بين فقر وغنى، فالعقل هبة طبيعية لكل البشر.
    ولكن العقل كما يقول الفيلسوف الإنجليزي جون لوك (1632 – 1704) هو مجموعة من القدرات المعرفية ليست فطرية ولكنها تربى وتربية العقل ليست قضية منوطة بالفرد فقط، بل هي قضية مجتمعية، وقد اتخذت لها مسار خاص في المجتمع الغربي، انتقل فيه الغرب من العصر الوسيط إلى الإحياء في القرن الرابع عشر، والإصلاح الديني في القرن الخامس عشر، والنهضة في القرن السادس عشر إلى أن وصل إلى عصر العقل العصر الحديث في القرن السابع عشر والتنوير في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ثم القرن العشرين عصر العلم. وقد أثمر ذلك المسار العديد من المذاهب الفلسفية، العقلية والنقدية، والمادية الجدلية، والوجودية والوضعية المنطقية، وفلسفة التحليل اللغوي والبنيوية، والتفكيكية وجميع هذه المذاهب هي تعبير عن تطور بنية العقل في الحضارة الأوروبية، وقد أثمر ذلك المسار أيضاً الثورة العلمية والتكنولوجية وغزو الفضاء والإنترنت.
    لذلك فإن ملخص مفهوم الثقافة هو أنماط بأشكالها وكافة أنواع الإبداع الإنساني في العلوم والفلسفة والعلوم الإجتماعية والنفسية.
    حيث أن ثقافتنا العربية المعاصرة هي تلك التي تخلفت عقب الحرب العالمية الثانية، ويمكن توصيفها بأنها أفرزت ثلاثة تيارات:
    - التيار التقليدي: ذلك الذي ينطلق من مبدأ محاكاة الماضي وإعادة إنتاجه أو إعادة طرح التراث بمفهوم جديد مخالف.
    - التيار التجديدي: هو التيار الذي وضع في أولوياته التفاعل مع منجزات الحضارة الغربية والإستفادة من العلوم الفلسفية التي ازدهرت في أوربا.
    - التيار التوفيقي: وهو التيار الذي مزج بين كلا التيارين من حيث الإستفادة من خبرات الثقافة العربية.
    ومن هنا يظهر أن العقل ليس عضو بخلاف المخ عضو في جسم الإنسان، ولكنه ملكة كما رأينا في القرآن أنزل القرآن والحكمة، والحكمة في البخاري هي الإصابة في غير النبوة، إذن العقل ملكه من ملكات الإنسان يستطيع أن يميز بها بين الصواب والخطأ.
    ونرى أن الغرب غرق في الثنائيات مثل الدين والدولة والفصل بينهم الإنسان والآخر، العقل والنقل، غرقت الحضارة الغربية في ذلك ولكن الدين الإسلامي دين وسطية لذلك يبعد تماماً عن الثنائيات وبعض الناس يصف الوسطية على أنها الموقف الثالث مثل أرسطو ولكن الدين الإسلامي يأخذ من هذا ويأخذ من ذلك.
    مثال (1) القاضي يحكم بالعدل فيجمع القاضي بين عناصر مختلفة فيسمع القاضي من الوجهتين من النظر يأخذ من هذا ويأخذ من هذا.
    أما عن مصطلح النقل: في القرآن الكريم هو معجزة كونية وهي الوحي تأتي لتدهشك.
    أما المعجزة المادية: تأتي لتدهشك لا يعمل فيها العقل.
    أما عن القرآن: فهو معجزة عقلية.
    مثال (2) نجد في النصرانية "اغمض عينيك واتبعني".
    أما في الإسلام الطريق لمعرفة الله هو العقل لأن لكي تؤمن ان هذا النقل صادق لا بد من تصديق أن الرسول صادق لذلك "تتأمل الإبداع فتتأكد أن هناك مبدع".
    ولو تأملنا القرآن الكريم سوف نجد أن هناك (49) آية قرآنية تتحدث عن العقل باللفظ، مثال(1) "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" أي أن أصحاب النار لم يستخدمو العقل.
    لذلك فالفلسفة الإسلامية: هو التفكير العقلي الذي يوصل غلى اليقين.
    العقلانية الإسلامية: هنا عقل يفهم النقل.
    أما العقلانية الغربية: كان عقل بلا نقل.
    أما عن النهضة الأوروبية: عقل ثورة على النقل.
    ومن هنا نستنتج أن الإسلام يرفض ما يسمي بصدام الحضارات، فالحضارات في جوهرها تشكل التقدم المادي والروحي للإنسانية، إنها تعني التسامح وقبول الآخر والانفتاح على كل الثقافات والأديان، وهذا يعني من جانب آخر أنها تمثل حصون الإنسانية ضد النزاعات العبثية والمدمرة، ولكنها بالقطع ليست سبباً لها لأن هدف الحضارات الحقيقي هو بناء نظام يضمن للإنسانية العدل والأمن والاستقرار.
    إن أسباب النزاعات إذن ليست في اختلاف الحضارات، كما يزعم المرجون لصدام الحضارات، فالصدامات تنشأ أيضاً داخل الحضارة الواحدة مثلما حدث ذلك في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي وراح ضحيتها أكثر من ستين مليوناً من البشر، في حين أن أعداد ضحايا الحروب بين الغرب والإسلام على مدى اربعة عشر قرناً من الزمان تعد بالنسبة إلى ذلك قطرة في بحر، ولا وجه للمقارنة بينها وبين ضحايا الحربين العالميتين.
    أن دروس التاريخ تعلمنا أن الحروب لا تحل المشكلات، بل تؤدي إلى تفاقمها وإلى تدمير لا معنى له والبديل المعقول هو الحوار الذي يعد اللغة الحضارية الوحيدة التي تليق بالإنسان وهو السبيل القويم لحل كل أشكال النزاعات بين الأمم والشعوب.
    في خضم هذا الصخب المعكر لصفو العلاقات بين الجانبين الغربي والإسلامي نجد هناك أصواتاً عاقلة على كلاً من الجانبين وهي أصوات جديرة بالإستماع إليها والتجاوب معهما.
    ومن بين أمثلة عديدة في هذا الصدد نشير إلى أحد أساتذة اللاهوت المشهورين ليس فقط في ألمانيا بل في العالم، والذي أصدر ثلاث مجلدات كبيرة درس فيها اليهودية والمسيحية والإسلام، وهذا الأستاذ هو هانز كونج (Hans Kueng) الذي يقول في محاضرة له منذ سنوات قليلة في مدينة فرايبورج الألمانية: "لا توجد دولة إسلامية حتى الآن قامت بالإعتداء على دول غربية، ولكن العكس هو الصحيح وهذا من وجهة النظر الإسلامية يظهر الغرب في صورة المعتدى".

    الدكتورة آمال محمد مقالات الشرق الغرب

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 05:44 مـ
    10 شوال 1445 هـ 19 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:52
    الشروق 05:24
    الظهر 11:54
    العصر 15:30
    المغرب 18:25
    العشاء 19:46