خالد مصطفى يكتب: رجل من رجال الله

يعتبر الشيخ عبدالعزيز يوسف نموذجاً ملهماً من علماء الأزهر حيث قدم جهودًا مشهودة
في دعم تحفيظ القرآن الكريم وقاد المسابقات بروح تنظيمية عالية إن مساهماته تعكس حرص الأوقاف والأزهر على تنمية التنافس الإيجابي
بين الأجيال لحفظ الكتاب الكريم
في قلب محافظة الشرقية حيث تتنفس الأرض عبق التاريخ ويضيء الريف بنور القرآن بزغ نجم رجل من رجال الله هو الشيخ عبدالعزيز يوسف رجل جمع بين الحزم والعلم وبين التواضع والقيادة حتى صار رمزاً من رموز الأزهر الشريف ومشعلًا من مشاعل النور في زمان كثرت فيه الظلمات وُلد الشيخ عبدالعزيز بقرية أنشاص الرمل في كنف أسرة عُرفت بحب القرآن والعلم وسار على درب الصالحين منذ نعومة أظافره
لم يكن شيخًا تقليدياً بل صاحب رسالة حمل همَّ الأمة على كتفيه
فكان يحفظ القرآن ويفتح صدور الأطفال له ويبني فيهم حبَّ كتاب الله كما يُبنى الحصن المنيع تخرّج من الأزهر الشريف لكنه لم يغادره أبداً فقد ظل الأزهر حيًاً فيه في سلوكه وكلامه وتعامله مع الجميع
من خلال إشرافه على مسابقات القرآن الكريم وأبرزها مسابقة الزاهد الرمضانية صار الشيخ عبدالعزيز عنواناً للعمل الجاد والمنهجي لم تكن المسابقة مجرد منافسة بل كانت مدرسة إيمانية يحضرها المئات من الأطفال والفتيان محملين بالأمل وتغمرهم أنفاس الوحي
تحت إشرافه انتظمت فروع المسابقة ربع نصف ثلاثة أرباع والقرآن كامل وفق أعمار المتسابقين لم يكن يكتفي بالسؤال والإجابة بل يزرع المعنى في القلوب ويغرس عظمة القرآن في النفوس
كان الشيخ عبدالعزيز حاضراً بروحه قبل جسده فكان قدوة قبل أن يكون محكماً تُبصِر فيه الأب الحاني والمربي الحكيم وتلمح فيه صرامة العالم وحكمة الشيخ يشجع المتميز
ولا يقسو على المبتدئ ويؤمن أن كل خطوة
في طريق القرآن تُرضي الله وتبني الأمة
ما من موسم رمضاني مرَّ إلا وكان الشيخ عبدالعزيز حاضراً في القلب والميدان في كل عام، يُكرَّم العشرات من حفظة القرآن على منصةٍ تملأها البهجة وتعلو فيها آيات الله قبل الأسماء وتظل كلماته بعد التكريم نبراساً
في العقول ليس هناك تاج يعلو في الدنيا أعظم من تاج الوقار الذي يُلبس لوالدي حافظ القرآن يوم القيامة لم يكن أثر الشيخ عبدالعزيز يوسف محصوراً في جدران المساجد أو قاعات المعاهد بل جاوز ذلك إلى البيوت والمنتديات والحفلات الروحانية حيث تجد كل أمّ تردد دعاءً بأن يكون ابنها مثل أحد طلابه وكل أبّ يدعو أن يرزقه الله بسكينة القلب التي رأى آثارها على من تربوا على يديه في زمن يبحث فيه الناس عن النماذج يقف الشيخ عبدالعزيز يوسف شامخاً بين أهل القرآن نموذجاً للعالِم الذي جمع بين العلم والعمل وبين القيادة والتواضع، وبين الحكمة والبصيرة هو ليس فقط شيخاً في محافظة الشرقية بل شاهد على أن الخير
لا يزال في الأمة ما دام فيها من يزرع النور
في صدور الأبناء