قصة غراب قصر "إسماعيل باشا المفتش" وانتقامه من العمال (فيديو وصور)


"أخرة خدمة الغز علقة.. هما الغربان صعايدة ولا إيه".. بهذه الكلمات بدأ "عم عبد المنعم"، أحد العاملين في قصر "إسماعيل باشا المفتش" الموجود بميدان "لاظوغلي" بالقاهرة، قصته مع الغراب الأسود، الذي أراد مساعدة ابنه الصغير حينما وقع من على الشجرة، ولكن قام الأب "الغراب الأكبر" بالثأر لابنه بالضرب المتتالي لـ "عم عبد المنعم"، على مدار الأيام التي توالت عليه عقب مساعدته للغراب الصغير.
تنتشر على الأشجار المحيطة بالقصر طيور الغربان السوداء، الأمر الذي كان ملفتًا للأنظار سواء للعاملين داخل القصر أو المواطنين المارة بجواره، وقال "عم عبد المنعم": "أحنا منكناش بنركز مع الغربان اللي هنا ولا في دماغنا ولا حتى كنا بنقرب منهم لغاية ما بدأوا ينتشروا في كل مكان، وينزلوا علينا وأحنا داخلين وخارجين ويضربونا برجليهم".
ولأن الإنترنت وسيلة للحصول على المعلومات عن مختلف الأمور للجميع، بحث أحد العاملين عليه عن الغربان وأسباب غضبهم من الإنسان، ومحاكمتهم للآخرين في حالة ارتكاب خطأ بحقه، واستطرد "عم عبد المنعم" قائلًا: "اكتشفنا أن محاولات مساعدتنا للغراب الصغير لما وقع من الشجرة علشان يرجع ليها تاني افتكروها أننا عايزين نقتله وكده ضايقناهم، وكل يوم بتزيد خطورتهم ووصلتهم أنهم بقوا ينزلوا الشارع ويضربوا الناس برجيلهم".
يتميز المصري بطبعه بحبه للخير ومساعدة الآخرين من الناس أو الحيوانات أيضًا، التي قد تواجه ظروف تمنعهم من مواكبة حياتهم اليومية بشكل طبيعي مثل إصاباتهم في الحوادث وفقدانهم القدرة على الحركة وغيرها، فهذا ما حدث مع العاملين بقصر "إسماعيل باشا المفتش"، الذين أرادوا مساعدة الغراب الصغير، ولكن الأب والأم "الغربان" لم تركوهم على هذا الفعل، وتابع "عم عبد المنعم" حديثه، قائلًا: "قلنا حرام نسيبه في الشارع كده يخرج على الطريق وعربية تموته، علشان كده قررنا نرجعه للشجرة تاني، ولبست الخوذة على رأسي وجريت رفعت الغراب بسرعة على الشجرة، وكانت حرب من الغربان عليا عقبال ما وصلت للغراب ورفعته تاني".
لا يترك الغراب ثأره أبدًا، ولهذا أصبح "عم عبد المنعم" وزملائه أهداف مرصودة من قبل الغربان، فبعد هذا الموقف أصبحت الغربان جميعًا ترصد تحركات العاملين بالقصر يوميًا، وتستعد للهجوم عليهم في وقت محدد، مجهزين أسلحتهم القاتلة "المنقار" وسنه في القطع الحديدية، فقال "عم عبد المنعم": "الغراب كان بيرصد تحركاتنا من الصبح لحد انتهاء العمل وكان ماشي ورانا لحد ما نركب المترو كل يوم بعد الشغل، لحد ما جيه يوم الانتقام الصبح جيه الغراب ضربني على رأسي برجله كالمعتاد، وفضل واقف يبصلي ويصرخ بصوته جامد لحد ما استخبى شويه وبعدين ضربني تاني بس بالمنقار ضربة جامدة ودماغي اتفتحت، وكان لازم أروح المستشفى علشان البكتريا المتجمعة في المنقار".