«القصر العينى» بأسيوط ..أحلام مشروعة ينتظرها الصعيد لدعم الصرح الكبير


المستشفى الجامعى بأسيوط، الذى يطلق الناس عليه «قصر العينى»، ظل عبر سنوات طويلة واحدًا من أهم وأكبر المواقع الطبيعة فى الصعيد كافة، يأتى إليه المرضى والمصابون يحملون أوجاعهم من أقصى الصعيد آملين فى الشفاء والعودة سالمين إلى قراهم البعيدة.
كانت المدينة فاتحة أبوابها طوال الوقت للآباء والأمهات القادمين يحملون طفلهم المريض من قرى لا يعلم بها إلا الله، باحثين عن مكان وسط الزحام حتى ينال هذا الطفل رعاية يستحقها، ولا أظن أن مستشفى أسيوط الجامعى تأخر أبدًا فى تقديم يد المساعدة يومًا ما إلى أبناء الصعيد أو غيرهم.
ورغم الامكانيات المحدودة التى توفرها الحكومة للمستشفيات الجامعية تبقى كلمة السر فى بقاء هذه المستشفيات الجامعية وخدمة أهالينا فى الصعيد رغم كل مشاكلها يكمن فى كلمتين «الحلم ، العزيمة»، حلم الطبيب المستوعب إبن البيئة والمكان لاوجاع اهله وناسه ووطنه بأن ينجح فى تخفيف آلامهم مهما كان ضعف الامكانات والمعوقات البيروقراطية، ليشعر بمتعة هائلة ورضا كامل بما انجز، حكاية كفاح وصراع المستشفيات الجامعية باسيوط لاجل البقاء حية تؤدى رسالتها، ملايين المرضى يتوافدون على تلك الصرح العملاق فى محافظة أسيوط.
الارقام تؤكد .. أن مستشفيات جامعة أسيوط استقبلت العام الماضي نحو 2 مليون مريض متردد على العيادات الخارجية ، شهرياً يتم إجراء نحو 2500عملية جراحية مابين زرع كُلى وكبد وعمليات نقل أنسجة واستئصال أورام، ففي عام واحد استقبلت تلك المستشفيات نحو 123ألف حالة إصابة منها نحو 33 ألف حالة إجريت لهم عمليات جراحية
ورغم أن مستشفيات جامعة أسيوط بها 5 آلاف سرير منها 200سرير عناية مركزة إلا أنها مازالت تنقصها التجهيزات الفنية، وعجز شديد فى التمريض والذي وصل العجز فيه لنحو 2300 ممرضة في حين أن الصحة يوجد بها نحو 6 آلاف ممرضة زيادة عن حاجتهم ، ويكفى ان تعلم أن ميزانية الدولة المخصصة لهذه المستشفيات تصرف كراوتب للموظفين ، فميزانية مستشفيات أسيوط الجامعية مثلا تقدر بنحو نصف مليار جنيه شاملة الموارد الذاتية التى تأتى من العيادات الخارجية 70 بالمائة منها خاص بالرواتب والاجور، والباقى موزع مابين الانفاق على توفير الادوية والمستلزمات الطبية، والتجهيزات التى تعانى خللاً كبيراً
وباتت الحكومة مطالبة بأن تساند المستشفيات الجامعية بأسيوط، لأنها بالفعل مستشفيات تستحق أن نساندها، هى قبلة مرضى الصعيد بل يتوافد عليها مرضى من خارج صعيد مصر، نظراً لكفاءة العاملين فيها بدءاً من الرئيس وحتى العامل البسيط، هم بالفعل يتحملون عبء كبير.
حلم يراود المجتمع الصعيدى المهمل يتمنى إنجازها خلال الفترة المقبلة أولها تجهيز وتشغيل مستشفى الإصابات وهو حلم يراود الجميع في أسيوط حيث أن زيادة حوادث الطرق في الصعيد أدي إلي زيادة الضغط علي المستشفيات الجامعية بأسيوط حتى أن قسم الإصابات بات لا يستوعب هذا الضغط الكبير الذي وصل إلي حد استقبال المستشفيات نحو 123ألف حالة إصابة منها نحو 33 ألف حالة أجريت لهم عمليات، وبدأ التخطيط لإنشاء أول مستشفي للإصابات في صعيد مصر وبالفعل تحقق الحلم وتم الانتهاء من أعمال البناء كصرح عملاق مزود بمهبط طائرات لاستقبال حالات الإسعاف الطائر ولكن هذا الحلم توقف مؤقتا لعدم وجود الدعم المادي حيث يحتاج المبني إلي تشطيبات وتجهيزات تقدر بنحو 270مليون جنيه حتى يدخل الخدمة والذي بدوره سيمثل نقلة نوعية في الخدمات التي تقدمها أسيوط الجامعى لمرضي الصعيد وينهي التكدس والزحام علي أقسام الإصابات .
تصريحات رجل من أكفأ أطباء المستشفيات الجامعية تدعو للتفاؤل والطمأنينة على مستقبل تلك الصروح الطبية العظيمة، هو الدكتور أشرف زين العابدين مدير المستشفي الرئيسي والذى أكد خلالها ان مستشفيات جامعة أسيوط مستعدة لإمداد مستشفيات الصحة بالكوادر الطبية وهو ما تم بالفعل مع مستشفى مدينة أسيوط الجديدة التي تم استلامها، وكذلك وضع منظومة صحية متكاملة تستهدف التنسيق بين مستشفيات الصحة والجامعة والوحدات الصحية بالقري والنجوع.
واخيراً حتى لا ننسى قطار التطوير فى مستشفيات جامعة أسيوط تم افتتاح أكبر وحدة عناية مركزة علي مستوى الجمهورية بتكلفة 10 ملايين جنيه وتضم أحدث الأجهزة والإمكانيات الطبية الموجودة فى الشرق الأوسط بطاقة استيعابية 30 سريرا، كما تم افتتاح وحدة زراعة النخاع بمعهد الأورام والتي تعتبر بارقة أمل للكثير من مرضى سرطان الدم الذين لا يستجيبون للمعالجات القياسية من المصابين بالأورام الخبيثة والمزمنة كما أنه يجري حاليا استكمال إجراءات إنشاء معهد جديد للأورام بمدينة أسيوط الجديدة على مساحة من 15إلى 20 فدانا وهو مايتطلب تبرعات للانتهاء من هذه الانشاءات وافتتاحه وتشغيله قريبا على غرار معهد الأورام بالشيخ زايد.