الفنان حسان العربي يُحذر: سرعة الإنتاج قتلت الإبداع في الدراما والسينما
 
	 
	
استعاد الفنان حسان العربي، ذكريات الزمن الجميل للدراما والسينما، كاشفًا عن الفروقات الجوهرية التي أثرت سلبًا على جودة المحتوى الفني الحالي، مشددًا على أن سرعة الإنتاج قتلت الإبداع.
وفي مقارنة بين دراما الثمانينات والتسعينات وبين الإنتاج الفني الحالي، أكد الفنان حسان العربي، خلال لقائه مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، أن الفارق الجوهري يكمن في عامل الكتابة، معقبًا: "كان زمان الكاتب بيكتب بحب شديد جدًا، عايز يكتب حاجة حلوة عشان تعلم مع الناس.. كان في ورشة عمل يقعدوا مع بعضهم وده إيه وده لازم تتحط هنا، كل حاجة كان فيها تصليح".
وأشار إلى أن هذا الإتقان والحرفية تراجعا بشكل كبير لصالح السرعة والتكنولوجيا السريعة، حيث أصبح من المعتاد أن يتلقى الفنان الحلقات على الهواء أو أن يكون المؤلف "قاعد وبيكتب" أثناء التصوير، مما يخلق فجوة كبيرة جدًا في العمق والجودة.
وانتقل الفنان حسان العربي للحديث عن السينما، مؤكدًا أن أفلام الماضي كانت تُصنع على مدار سنتين أو ثلاث سنوات، بينما الآن أصبح الفيلم بيتعمل بسرعة جدًا، 20 يوم، 25 يوم، شهر، تلاقي الفيلم اتعمل، مشددًا على أن هذه السرعة أدت إلى غياب "الحكاية اللي هي تبصم مع الناس"، مشيرًا إلى أن الأفلام القديمة، حتى الأبيض والأسود منها، ما زالت تُشاهد بتفاعل كامل، "كأنها لسة بادئة معاك"، وهو ما يفتقده المشاهد في الكثير من أعمال اليوم.
واعتبر أن المسرح هو أكثر الفنون تأثرًا بهذا التدهور، حيث اختفت الكوميديا الحقيقية، موضحا أن الكوميديا في زمن العمالقة، كالأستاذ فؤاد المهندس، كانت تأتي "من عضم الشخصية" ومن "عضم الرواية" نفسها، ولذلك ما زالت مسرحيات مثل "سك على بناتك" و"أنا وهو وهي" عالقة في الذهن، وأصبحت المسرحيات الحالية، في رأيه، تتجه نحو "الاستظراف" و"زق الناس زق على الضحك"، حيث يسعى الفنان جاهدًا لجذب الجمهور للضحك بأي شكل، حتى وإن كان ذلك خارج سياق النص، مما يُفرغ العمل من الكوميديا الحقيقية.
ونصح الفنانين بأن الكوميديا الحقيقية تتطلب قبولًا من الجمهور، وأن الفنان الكوميدي يجب أن يُدرك الفرق بين الكوميدي والتراجيدي، فإذا لم يكن كوميديًا أصيلًا، فعليه أن يكتفي بـ"اللايت كوميدي" اللطيف الذي يستقبله الناس بالترحيب بدلاً من الوقوع في فخ الاستظراف.
أكد الفنان حسان العربي، أن الصورة أصبحت أهم من المضمون في الأعمال الفنية، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا والمؤثرات لم تعد أدوات مساعدة بل أصبحت هي الأساس، كما أبدى رأيه في جيل الدراما الموازية على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال الفنان حسان العربي، خلال لقائه مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، إن المؤثرات البصرية والصوتية جزء لا يمكن الاستغناء عنه في الإنتاج الفني الحديث، محذرًا من تحولها إلى بديل للمحتوى الجيد.
وتابع: "المؤثرات دي عوامل موجودة، بس في نفس الوقت مش هي برضه الأساس الكبير قوي.. لازم يبقى المضمون كويس عشان أقدر أوصل صوتي صح والمؤثرات تبقى عاملة صح".
وأشار إلى أن المؤثرات قد تخفي ضعف الأداء أو الكتابة، ضاربًا المثل بالغناء الذي يمكن تعديل صوته ليصبح "حلو جدًا" بفضل التكنولوجيا، متسائلًا: "كل ده وفي الآخر مفيش مضمون؟.. والله حلو والشكل حلو جدًا، إنما كان بيقول إيه؟، كان بيعمل إيه؟، ما فيش حاجة فاضي".
وعن ظاهرة الدراما الموازية أو نجوم السوشيال ميديا والتيك توك، أكد أن الهدف الأول لمعظمهم هو الماديات، مشيرًا إلى تحديين رئيسيين يواجهانهم وهما فقر الإنتاجية، حيث يفتقر هذا النوع من الأعمال إلى سراء في الإنتاج والرؤية الحلوة في الإخراج، حيث يضطر الممثل إلى التصوير في زوايا محدودة وضعيفة، فضلًا عن غياب الموهبة والدراسة، حيث أن الكثيرين يمثلون بطريقة مفتعلة، و"تحس إن هو بيمثل" باستثناء "واحد ولا اتنين سايب نفسه وبيمثل براحته" ولديه الموهبة.
وشدد على أهمية الحبكة الدرامية التي غابت عن الكثير من أعمالهم، معتبرًا أن النص الذي يفتقر إلى "الصامولة اللي بتأخذك من حتة لحته" لن ينجح، مشيرًا إلى أن الهوس بالتمثيل أصبح ظاهرة، فالجميع "كل مصر عايزة تمثل"، لكن الموهبة وحدها لا تكفي.
وشرح المقولة الشهيرة "الموهبة لوحدها مش كفاية" قائلاً إن الموهبة هي "هبة من ربنا"، لكنها تحتاج إلى الدراسة "عشان ازاي تعرف تبقى ما تبقاش محدود، تبقى أكثر وأحلى وأحسن"، والخبرة والتعلم من "الأساتذة الكبار"، مشددًا على أنه تعلم من جيل عظيم ولم يتعلم من فراغ.
وأكد على أن الفن الحقيقي يتطلب التكامل بين الموهبة، والدراسة، والخبرة، وتقديم مضمون عميق يحترم المشاهد، بدلاً من الاعتماد فقط على بهرجة الصورة والمؤثرات.
قال الفنان حسان العربي، إن الهدف الأساسي من المهرجانات الفنية الكبرى التي تقام في مصر، وفي مقدمتها مهرجان الجونة السينمائي، هو تنشيط السياحة، متسائلا بوضوح عن النتائج الفعلية والمحقق الذي يبرر استمرارها في ظل الكم الكبير من النقد الذي يلاحقها.
وأكد الفنان حسان العربي، خلال لقائه مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، على انجذاب المشاهد المصري العادي للمهرجان، مشيرًا إلى البهرجة البصرية التي تظهر على الشاشة، معقبًا: "أنا كمواطن مصري بسيط بتفرج عليه.. بنبهر شايف سجادة حمراء ومنظر جميل وممثلين حلوين وفساتين حلوة".
وأوضح أن السؤال الجوهري الذي يجب الإجابة عليه هو "أنا عايز أعرف حققنا إيه؟"، مشددًا على أن المهرجانات لا تُقام لمجرد العرض، بل يجب أن تُحقق هدفها المعلن وهو تنشيط السياحة، وإذا كانت النتيجة "صفر"، فلا قيمة للمهرجان، قائلاً: "إذا وصلت النتيجة حلوة يبقى على راسي مهرجان الجونة، لو وصلت النتيجة مفيش أي حاجة صفر يبقى مش على راسي".
وعلى صعيد دعم الحركة الفنية، أكد على الأهمية الحيوية للمهرجانات كنقطة التقاء لصناع السينما والفنانين المستقلين والشباب، موضحًا أن أي مهرجان هو إيفنت يتيح للفنانين والمخرجين والمنتجين فرصة مقابلة بعضهم البعض والتعارف، مشيرًا إلى أن المهرجانات تُساهم في تذكير المنتجين والمخرجين ببعض الفنانين الذين ابتعدوا عن الساحة، مستخدمًا المقولة الشعبية "اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب".
ولفت إلى أن الوجود المستمر والمشاركة في هذه الفعاليات، حتى في أوقات الابتعاد عن التمثيل، هو أمر مهم جدًا للفنان ليظل على الساحة.
وعن قيمة الجوائز الفنية وتأثيرها على مسيرة الفنان، أكد أن "الجمهور ده نمرة واحد بلا شك"، معتبرًا أن الجمهور هو المقياس الحقيقي لنجاح أي فنان، أما الجوائز، فهي "حاجة تشجيعية" و"حافز" فقط، محذرًا من تحول الجائزة إلى نقمة.
وتابع: "ساعات بتقلب من فنان أن هو ياخد جايزة يبقى حاجة ثانية.. ممكن تبقى ضده".
ونوه بأن الفنان الحقيقي هو من يأخذ الجائزة ويفكر "200 ألف مرة" في كيفية الحفاظ عليها وتقديم الأفضل، مشيرًا إلى أن لجان التحكيم قد تمنح الجائزة أحيانًا لفنان شاب لديه عمل جيد لدفعه وتجويده، وليس بالضرورة لأنه وصل إلى القمة.
كشف الفنان حسان العربي، عن الأوضاع المهنية للفنانين المخضرمين المبتعدين عن الكاميرا، مؤكدًا أن نقابة المهن التمثيلية "ليست جهة تشغيل"، موضحًا الدور الحقيقي والفعال الذي يراه مطلوبًا من النقابة في ظل التحديات الإنتاجية الراهنة.
وأكد الفنان حسان العربي، خلال لقائه مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، أن مفهوم النقابة يجب أن يرتكز على الحفاظ على الحقوق الأدبية والمادية للفنان، مشيدًا بالجهد الخارق الذي بذله الدكتور أشرف زكي، نقيب الممثلين، في محاولة الموازنة بين متطلبات الجميع.
وعن الدور الحقيقي المفقود الذي يمكن للنقابة أن تلعبه قال: "النقابة لو تقدر تساعد الممثلين أن هي تُعرف الناس دي (الفنانين) بالمخرج أو بتاع، أنا ممكن أجي في مسلسل ما يكونش لي دور تعظيم سلام، بس أنا على الأقل عرفت المخرج، عرفت الإنتاج.. هي دي بقى النقطة".
وأشار إلى أن النقابة يجب أن تُسهل عملية التعارف والتواصل بين الفنانين، خاصة البعيدين عن الساحة، وبين المخرجين والمنتجين.
وكشف عن صعوبة وصول الفنان إلى فرص العمل في الوقت الحالي، خاصة بعد تقلص جهات الإنتاج كالتلفزيون وقطاع الإنتاج واعتماد السوق على جهات إنتاج محدودة، موضحًا أنه من الصعب جدًا التواصل مع المخرجين أو مديري الإنتاج عبر الهاتف أو الرسائل، حتى الأبطال النجوم "ما بيردوش".
وأكد على وجود "نوع من أنواع العزة" لدى الفنان المعروف الذي يجد صعوبة في "تخبط على باب" الإنتاج قائلاً: "أنا عايز أشتغل"، ملخصًا المأساة في أن الفنان قد يُعرض عليه مشهد وكلمتين أو مشهد ومشهدين، وهما لا يكفيان لتغطية نفقات العام، على عكس ما كان يحدث سابقاً عندما كان المسرح يغطي نفقات فترات عدم الإنتاج التلفزيوني.
وكشف الفنان حسان العربي، عن دائرته المقربة التي يرجع إليها لأخذ الرأي الفني عند نزول أي عمل جديد، موضحًا أنه يعتمد بشكل أساسي على زملائه الكبار وصناع الخبرة مثل الأستاذ أحمد بدير والأستاذ صلاح عبد الله، وأحيانًا الدكتور أشرف زكي، لاستشارتهم في الأمور الفنية المهمة، موضحًا أن رأي البيت لا يُعتمد عليه كمرجع فني، مفضلًا عليه رأي الأصدقاء المقربين من خارج الوسط الفني وزملاء دفعته الذين يشاركونه تجربة المهنة.




















 العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1027» العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022» غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
العدد الجديد من جريدة الميدان «983» الميدان تشاطر الأحزان في وفاة والدة الأستاذ محمد ربيع منيسي المدير المالي...
الميدان تشاطر الأحزان في وفاة والدة الأستاذ محمد ربيع منيسي المدير المالي... الكاتب الصحفي محمد يوسف وأسرة جريدة الميدان ينعون والدة الدكتور ماجد موسى...
الكاتب الصحفي محمد يوسف وأسرة جريدة الميدان ينعون والدة الدكتور ماجد موسى... ترقيه دكتوره منال متولي الي مدير عام بشركه ميدور
ترقيه دكتوره منال متولي الي مدير عام بشركه ميدور عائلات السماحي بالجدية تحتفل بخطوبة الأستاذة عبير كمال السماحي في أجواء مبهجة...
عائلات السماحي بالجدية تحتفل بخطوبة الأستاذة عبير كمال السماحي في أجواء مبهجة...