الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 12:26 صـ 13 ربيع آخر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    أحمد الخولي

    أحمد الخولي يكتب: روح أكتوبر المجيد.. المصريون يحتفلون بالنصر ويواصلون معركة البناء والتحدي


    فى مثل هذا اليوم المجيد، تتجدد كل عام ذكرى العزة والفخار، وتعود إلى الأذهان صور البطولة والتضحية التي سطرها جنود مصر البواسل في ملحمة العبور الخالدة عام 1973. إنها الذكرى التي لا تنطفئ، لأنها ليست مجرد حدث عسكري، بل رمز لإرادة أمة قررت أن تنهض من الانكسار إلى الانتصار، وأن تثبت للعالم أن المستحيل ليس في قاموس المصريين.
    يحتفل المصريون بذكرى نصر أكتوبر المجيد هذا العام وسط أجواء من الفخر والاعتزاز، وهم يستلهمون من روح ذلك النصر دروسًا تتجاوز ميادين القتال إلى ميادين العمل والبناء والتنمية. فكما انتصرت مصر بالأمس على العدو العسكري، فإنها اليوم تخوض معارك أخرى لا تقل شراسة، ضد الفقر والتحديات الاقتصادية والإقليمية والعالمية، واضعة نصب عينيها هدفًا واحدًا هو بناء مستقبل يليق بعظمة تاريخها وشعبها.
    لقد كانت حرب أكتوبر لحظة فاصلة في تاريخ الأمة المصرية، إذ واجهت مصر قبلها سنوات من الانكسار واليأس بعد نكسة 1967، حين بدا للبعض أن الأمل قد تلاشى، وأن الاحتلال أصبح أمرًا واقعًا لا مفر منه. لكن مصر لم تعرف الاستسلام قط، فبدأت فورًا في إعادة بناء قواتها المسلحة تحت قيادة حكيمة وشعب مؤمن بعدالة قضيته. لم يكن الطريق سهلاً، بل كان مليئًا بالتحديات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لكن عزيمة المصريين كانت أقوى من كل الصعاب.
    جاء يوم السادس من أكتوبر ليؤكد أن الإيمان بالوطن والعمل الجاد قادران على تحقيق المعجزات. ففي لحظة تاريخية، تمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع، أحد أقوى التحصينات في التاريخ العسكري الحديث. كانت تلك اللحظة تجسيدًا حقيقيًا لوحدة المصريين، حيث امتزجت دماء المسلمين والمسيحيين على أرض المعركة، والتف الشعب خلف جيشه ودولته بإيمان راسخ بأن النصر قادم لا محالة.
    ومنذ ذلك اليوم المجيد، أصبحت روح أكتوبر نبراسًا يضيء طريق الأجيال المتعاقبة. فهي الروح التي تدفع المصريين إلى مواجهة كل ما يعترض طريقهم من تحديات، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية. واليوم، بعد أكثر من خمسة عقود على النصر، ما زالت مصر تستمد من تلك الروح طاقتها في معركة التنمية والتحديث التي تخوضها على كافة الأصعدة.
    تعيش مصر في السنوات الأخيرة مرحلة غير مسبوقة من التنمية والتطوير. فالمشروعات القومية العملاقة تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها. مدن جديدة تبنى على أحدث الطرازات، وطرق ومحاور تربط بين أطراف الوطن لتسهيل حركة المواطنين والبضائع، ومناطق صناعية وزراعية تفتح آفاقًا جديدة للعمل والاستثمار. كما شهدت قطاعات التعليم والصحة والطاقة طفرة واضحة، تعكس إرادة الدولة في بناء الإنسان المصري وتحسين جودة حياته.

    لم تكن هذه الإنجازات وليدة الصدفة، بل هي ثمرة تخطيط طويل المدى وإصرار على تحويل التحديات إلى فرص. فكما واجهت مصر في الماضي عدواً يهدد وجودها، تواجه اليوم أعداء من نوع آخر، يتمثلون في الأزمات الاقتصادية العالمية، والتقلبات السياسية الإقليمية، ومحاولات بث الشك والإحباط بين صفوف الشعب. لكن المصريين، وهم أبناء أكتوبر، يدركون أن المواجهة الحقيقية تبدأ من الداخل، بالإيمان بالقدرات الوطنية، وبالعمل المتواصل والإخلاص في خدمة الوطن.
    لقد أثبتت مصر، خلال الأزمات الأخيرة التي عصفت بالعالم، قدرتها على الصمود والمواجهة بفضل سياستها المتوازنة وقيادتها الحكيمة. فعندما اجتاحت جائحة كورونا العالم، استطاعت الدولة المصرية أن تدير الأزمة بكفاءة، موازنة بين حماية المواطنين والحفاظ على عجلة الاقتصاد. وعندما اشتدت الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجعت معدلات النمو في دول كبرى، ظلت مصر ماضية في تنفيذ مشروعاتها القومية، مستندة إلى قاعدة إنتاجية متنامية وشعب يدرك قيمة العمل والصبر.
    وإذا كانت روح أكتوبر قد جسدت في الماضي معنى التضحية من أجل الأرض والكرامة، فإنها اليوم تتجسد في الإصرار على التنمية وتحقيق التقدم رغم كل التحديات. فالمعركة الآن لم تعد بالسلاح وحده، بل بالعلم والعمل والانضباط والإبداع. فالمهندس الذي يشق طريقًا جديدًا، والطبيب الذي يسهر على علاج مريض، والعامل الذي يواصل الليل بالنهار لبناء مصنع، كلهم مقاتلون في معركة البناء، وكلهم أبناء لروح أكتوبر.
    وفي خضم هذه الاحتفالات المجيدة، تتجدد الدعوة إلى كل المصريين بأن يتوحدوا خلف دولتهم وجيشهم، فالوحدة كانت دائمًا سر قوة هذا الوطن. إن التحديات التي تواجهها مصر اليوم، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو حتى فكرية، تتطلب تماسكًا ووعيًا من الجميع. فالجيش الذي حمى الأرض قادر على حمايتها دومًا، لكنه بحاجة إلى شعب يقف خلفه ويدعمه، تمامًا كما فعل أجدادنا في حرب أكتوبر.
    إن ذكرى النصر ليست مجرد احتفال أو مناسبة وطنية، بل هي تذكير دائم بأن مصر قادرة على تجاوز كل المحن طالما ظلت متماسكة قوية. إنها رسالة إلى الأجيال الجديدة بأن الانتصار لا يتحقق إلا بالإيمان والعمل والوحدة. وفي الوقت الذي تنظر فيه دول كثيرة إلى المستقبل بقلق، تمضي مصر بثقة في طريقها، مستلهمة من ماضيها المشرق دروسًا لمستقبل أكثر إشراقًا.
    وفي النهاية، تبقى ذكرى السادس من أكتوبر درسًا خالدًا في الوطنية والبطولة، ودليلًا على أن الشعوب التي تؤمن بذاتها لا تعرف الهزيمة. ستظل مصر، أرض الكنانة، وطنًا شامخًا يقهر الصعاب، وينتصر في كل معاركه، سواء كانت عسكرية أو تنموية أو اقتصادية. ومع كل ذكرى جديدة لنصر أكتوبر، يؤكد المصريون للعالم أن روح أكتوبر لا تزال حية فيهم، وأن إرادة النصر والبناء لا تعرف التراجع، ما دام هناك وطن يستحق التضحية وجيش يحميه وشعب يؤمن بأنه قادر دائمًا على صنع المعجزات.

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 12:26 صـ
    13 ربيع آخر 1447 هـ 07 أكتوبر 2025 م
    مصر
    الفجر 04:25
    الشروق 05:52
    الظهر 11:43
    العصر 15:04
    المغرب 17:34
    العشاء 18:51