سفاره بكين بالقاهره تحتفل بذكرى الانتصار العظيم للحرب العالمية الثانية


أقيمت في بكين فعالية إحياء الذكرى الـ80 لانتصار حرب الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، حيث أقيم في ميدان تيانآنمن عرض عسكري مهيب، وألقى الرئيس شي جين بينغ خطابا مهما واستعرض القوات المشاركة. وحضر هذه الفعالية الفريق كامل الوزير المبعوث الخاص للرئيس المصري نائب رئيس مجلس الوزراء المصري وغيره من 61 من قادة الدول ورؤساء الحكومات ورؤساء المنظمات الدولية، والمسؤولين السابقين. وأعتقد أن الكثير منكم تابعتم هذا العرض العسكري عبر التفلزيون أو الإنترنت. لماذا تقوم الصين بإحياء ذكرى هذا النصر على هذا المستوى العالي؟ أعتقد أنها تريد إيصال الرسائل التالية إلى العالم.
أولا، يجب علينا إحياء ذكرى هذا النصر ولا ننسى الأهمية الاستراتيجية لساحة المعركة في الصين. في تلك الحرب المميتة بين العدالة والشر، وبين النور والظلام، وبين التقدم والرجعية، وقف أبناء الشعب الصيني صفا واحدا لمقاومة الغزاة، وقاتلوا من أجل بقاء الوطن ونهضة الأمة والعدالة البشرية. وكانت حرب المقاومة الصينية للعدوان الياباني جزءا مهما الحرب العالمية ضد الفاشية، إذ أنها بدأت في وقت أبكر واستمرت لفترة أطول، وقدمت الصين تضحيات جسيمة بأرواح 35 مليون عسكري ومدني، وصمدت في ساحة المعركة الرئيسية للحرب العالمية ضد الفاشية في الشرق، مما تجاوب ودعم المعارك لدول الحلفاء، وقدم مساهمة كبيرة في إنقاذ الحضارة البشرية والدفاع عن السلم العالمي. خلال هذه العملية، عمل الحزب الشيوعي الصيني على بناء جبهة متحدة دولية ضد الفاشية، وقاد الشعب الصيني للتضامن مع شعوب العالم لمواجهة العدو وخلق مستقبل مشترك. ويعد انتصار الصين في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني نقطة التحول التاريخية للأمة الصينية، من أزماتها العميقة منذ العصر الحديث نحو نهضتها العظيمة، الأمر الذي ساهم في تعزيز ثقة وشجاعة الدول والمناطق المستعمرة وشبه المستعمرة في العالم لمقاومة الغزو والاضطهاد، والسعي وراء الاستقلال والتحرر الوطني، وأسدل ستار الحركة العالمية للتحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية، كما بذر بذور الصداقة بين الصين ومصر لدعم بعضهما البعض في النضال ضد الاستعمار والإمبريالية والدفاع عن السيادة والاستقلال. في هذا السياق، أعدنا في هذه الصالة معرض الصور التي ستأتي بكم إلى تلك الفترة التاريخية، تكريما لروح الشهداء الخالدة.
ثانيا، يجب علينا إحياء ذكرى هذا النصر للحفاظ على النظام الدولي ما بعد الحرب الذي لم يأت بسهولة. قبل 80 عاما، تعاونت الصين مع دول العالم، بصفتها الدولة المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، في إقامة نظام دولي يتمحور على الأمم المتحدة، ومنظومة دولية قائمة على مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، مما كتب فصلا جديدا لتعاون دول العالم في إحلال السلام وتحقيق التنمية. وتعد عودة تايوان إلى الصين جزءا مهما لنتائج الحرب العالمية الثانية والنظام الدولي ما بعد الحرب. ويصادف هذا العام كذلك الذكرى الـ80 لتحرير تايوان. وشاهد هذا المكان، ميناهاوس، توقيع "إعلان القاهرة"، وأكدت هذه الوثيقة التاريخية و"إعلان بوتسدام" وغيرهما من الوثائق ذات القوة القانونية الدولية على سيادة الصين على تايوان، فلا يجوز التشكيك في الحقيقة التاريخية والقانونية بأن تايوان جزء من الصين. في عام 1971، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ26 وبأغلبية ساحقة، القرار رقم 2758 الذي قرر استعادة جميع الحقوق المشروعة لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة، وطرد ممثلي سلطات تايوان على الفور من الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها. وساهم هذا القرار في حسم ملف تمثيل الصين، بما فيه تايوان، في الأمم المتحدة بشكل نهائي، وقطع الطريق بشكل نهائي أمام أي محاولة لخلق "صينين" أو "صين واحدة وتايوان واحدة". ولا يجوز التحدي لسلطة قرار رقم 2758. وقد وزعنا عليكم اليوم الكتيبة بعنوان "10 أسئلة حول القرار رقم 2758 للجمعية العامة". في هذا السياق، نقدر عاليا دعم مصر الثابت للصين في قضية تايوان. وستحقق الصين الوحدة في نهاية المطاف، وهو أمر حتمي وزخم لا يقاوم.
ثالثا، يجب علينا إحياء ذكرى هذا النصر لخلق مستقبل مشرق يسوده السلام والازدهار. يمكن للتاريخ أن يلهم الحاضر وينير المستقبل. اليوم، يشهد العالم تغيرات متسارعة وغير مسبوقة منذ مائة عام، ولا يزال السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك يشكل تيار العصر، غير أن غيوم عقلية الحرب الباردة والهيمنة والحمائية لم تتبدد، وتتزايد التهديدات والتحديات الجديدة، ويدخل العالم مرحلة جديدة من الاضطرابات والتغيرات. في هذا السياق، أكد الرئيس شي جين بينغ أن التاريخ علّمنا أن الجنس البشري يربطهم مستقبل مشترك، ولا يمكن للدول والأمم الحفاظ على الأمن المشترك واستئصال جذور الحرب ومنع تكرار المآسي، إلا من خلال التعامل بالمساواة والانسجام والمساعدة المتبادلة. ودعا إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وطرح المبادرات العالمية المهمة، مما حدد الاتجاه للسلام والتنمية العالمية في هذه اللحظة المفصلية، وبلور توافقا قويا بشأن التقدم المشترك للبشرية. قد لاحظتم أن الصين عرضت كثيرا من الأعتدة العسكرية المصنوعة في الصين في العرض العسكري، وذلك ليس للتباهي بالقوة العسكرية، بل لتجسيد دور الصين كدعامة السلام. وظلت التنمية في الصين نموا لقوة السلام العالمية. كما قاله الرئيس شي جين بينغ، إن الصين تعمل على ترسيخ السلام العالمي وتعزيز التنمية العالمية والحفاظ على النظام الدولي وتقديم السلعة العامة. والدولة الكبيرة الحقيقية لا تمتلك القوة فحسب، بل تقدر على استخدام هذه القوة بحكمة، خدمة للسلام العالمي والتنمية البشرية. خلال الفعالية التذكارية في بكين، قال صحفي عراقي بعيون دامعة، إنه يتطلع إلى السلام في الشرق الأوسط، حتى يتمكن أبناء شعب الشرق الأوسط من العيش مثل الشعب الصيني. ها هو الرغبة المشتركة للشعب الصيني وجميع شعوب العالم المحبة للسلام. كما بكى بعض الأصدقاء من فلسطين، آملين في تحقيق الاستقلال والاستقرار والتنمية لبلدهم، ومتمنين حياة سلمية وآمنة وسعيدة لشعبهم.
اقرأ أيضاً
الدورة 46 من معرض ”الخمسة الكبار” Big 5 Global تستقطب كبرىشركات التكنولوجيا العالمية للمساهمة في مشاريع البناء الوطنية العملاقةفي مصر
أمين عام اتحاد المستثمرين الأفروآسيوي: مصر مؤهلة لتصبح الواجهة العالمية الأكثر جذبًا للاستثمارات الاجنبية
انطلاق برنامج ”الكلمة الفاصلة” للإعلامية أميرة عبد العظيم على قناة الشمس ٢
جامعة النيل تنظم ورشة العمل الثانية للمعلوماتية الطبية الحيوية
سليم ثامر الحارثي يعزز مكانة المملكة على خريطة السياحة العالمية
احمد عبد المجيد : استضافة مصر اجتماع العشرين تعكس ثقة دولية في اقتصاد الدولة ومكانتها العالمية
”بى تك” تحتفل بتخرج الدفعة الثالثة من طلاب مدرسة بى تك للتكنولوجيا التطبيقية لعام 2025
العسيلي: استضافة مصر لاجتماعات مجموعة العشرين تعكس مكانتها الدولية وتعزز دورها القيادي في القضايا الاقتصادية العالمية
برلماني: رسائل مصر خلال اجتماع ”العشرين” تؤكد التزامها بدعم القضايا العالمية المشتركة
حزب ”المصريين” يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف
رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي يصل إلى بكين
تزامناً مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. الشبراوية تحتفل بالذكرى 212 لمولد البحر الراوي عمر الشبراوي
ثانياً: نحو موعدنا مع منظمة شنغهاي للتعاون
كان العرض العسكري في الثالث من سبتمبر الجاري قد أظهرت قوة الصين وعزمها على صيانة السلام والتنمية في العالم، وإن قمة منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 التي انعقدت في تيانجين قد أبرزت الإرادة السياسية القوية لدينا للإسهام في إصلاح وتحسين منظومة الحوكمة العالمية. وتُعَدّ قمة تيانجين القمة الأضخم والأكثر ثماراً في تاريخ منظمة شنغهاي للتعاون حتى الآن.
وقد ترأس فخامة الرئيس شي جين بينغ اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء، واجتماع "منظمة شنغهاي+"، حيث اجتمع مع 23 من قادة الدول أو ممثليهم، ومن بينهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بالإضافة إلى 10 من مسؤولي المنظمات الدولية، ليتباحثوا في قضايا الصداقة والتعاون والتنمية.
ألقى الرئيس شي جين بينغ خطاباً رئيسياً طرح فيه المبادئ الخمسة الهامة وهي: التمسك بالبحث عن القواسم المشتركة مع إبقاء الخلافات جانبا، والتمسك بالمنافع المتبادلة والكسب المشترك، التمسك بالانفتاح والشمولية، التمسك بالعدالة والإنصاف، التمسك بالبراغماتية والكفاءة. وهذه "التمسكات الخمس" تتماشى مع "روح شنغهاي" وتمنحها معنى عصرياً جديداً، وقد حظيت بتقدير عالٍ واستجابة إيجابية من القادة المشاركين.
وضعت القمة "استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للتعاون للسنوات العشر القادمة"، ودافعت بشجاعة عن انتصار الحرب العالمية الثانية، وأظهرت موقفًا عادلا في دعم النظام التجاري المتعدد الأطراف، وحققت سلسلة من النتائج المهمة الأخرى. من بينها، إعلان تيانجين الصادر عن القمة، والذي أعرب عن القلق العميق إزاء استمرار تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وشدد على ضرورة وقف إطلاق نار شامل ودائم في أقرب وقت ممكن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكد أن السبيل الوحيد للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط هو حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. إن نجاح انعقاد قمة تيانجين سيدفع منظمة شنغهاي للتعاون إلى مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة تتميز بمزيد من الوحدة والتعاون والحيوية والفعالية، وسيُصبح بلا شك علامة فارقة في تاريخ تطور المنظمة.