”قاهرة الصحة”: كيف قاد حمودة الجزار ثورة طبية هادئة… ولم يُمنح الوقت؟


"قاهرة الصحة" وليس " صحة القاهرة ": كيف قاد حمودة الجزار ثورة طبية هادئة في 9 أشهر؟
في قلب العاصمة المكتظة، حيث تختلط الأزمات السكانية بالضغوط الصحية اليومية، لمع اسم الدكتور حمودة عيد الجزار كوكيل لوزارة الصحة بالقاهرة.
منذ أن تولّى المسؤولية في مطلع عام 2025، وضع نصب عينيه هدفًا بدا صعبًا: إصلاح المنظومة الصحية في أكثر محافظات مصر ازدحامًا.
9 أشهر فقط كانت كل ما حصل عليه في منصبه، قبل صدور قرار بنقله. فهل يمكن تقييم أداء رجل حاول إصلاح قطاع بهذا الحجم في فترة لا تكفي حتى لإكمال دورة مالية واحدة؟
التحقيق التالي يحلل الأرقام، ويكشف ما تحقق فعليًا، وما لم يُمنح له الوقت ليكتمل.
الخطوط الأمامية: 3,500 حالة طارئة يوميًا
من يناير حتى سبتمبر 2025، استقبلت مستشفيات القاهرة 833,350 حالة طوارئ — ما يعادل 3,500 مريض يوميًا، في ظل نقص واضح في البنية التحتية والطواقم المدربة.
اقرأ أيضاً
ملفات صحية تنتظر الدكتور مدكور في القاهرة: تحديات وأرقام تكشف حجم المهمة
الباز: دعوات الإخوان للتظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج”كاذبة ومشبوهة”.. والقاهرة ستبقى سندًا لغزة
ضبط 41 طن زيوت سيارات مُعاد تدويرها بالدقهلية
تامر مدكور.. وكيل وزارة الصحة بالقاهرة يتسلم مهام تحديات صحية كبيرة
” تامر مدكور ” من البحيرة إلى القاهرة مرورًا بالدقهلية.. مسيرة حافلة بالتحولات الطبية والإدارية
اطلاق برنامج ”عالم البزنس مع دكتور وليد” على ”القاهرة والناس”.. الجمعة 8 أغسطس
محافظ القاهرة يكرم أوائل الثانويه العامة.. وأوائل إدارة المعادي التعليمية تقديرا لتفوقهم العلمي
جمع بين الدبلوماسية والود.. تهنئة دبلوماسية من الإعلامية أميرة السمان لسفير فنزويلا بالقاهرة
توقيع بروتوكول تعاون بين أكاديمية السادات ونقابة أطباء الأسنان بالقاهرة
السفير الفنزويلي بالقاهرة يحيي ذكرى ”بوليفار” و”تشافيز” والنصر الشعبي
المركز الثقافي اليمني بالقاهرة يحتفي بإبراهيم العشماوي في حفل توقيع كتابه ”في حب اليمن”
تغييرات واسعة بوزارة الصحة.. الإعلان الرسمي بعد 24 يوليو
ورغم الضغط، أُجريت 19,420 عملية جراحية خلال هذه الفترة، بينما حصل نحو 198,370 مريضًا على قرارات علاج على نفقة الدولة، بتكلفة بلغت 410 مليون جنيه — رقم يتجاوز إجمالي ما تم إنفاقه في محافظات كاملة.
ميكنة غير مسبوقة: 150 مركزًا صحيًا في 45 يومًا
واحدة من أبرز ملامح "ثورة الجزار" كانت التحول الرقمي.
ففي خطوة جريئة وسريعة، تم ميكنة 150 وحدة صحية خلال 45 يومًا فقط — بمعدل وحدة كل 7 ساعات تقريبًا.
هذه الخطوة ساعدت في خفض زمن انتظار المريض من 3 ساعات إلى أقل من 25 دقيقة في بعض المراكز، وسهلت الرقابة الإلكترونية على جودة الخدمة، وربطت الوحدات بقاعدة بيانات مركزية.
المبادرات الصحية: أكثر من 795 ألف مستفيد
خلال فترة ولايته، استفاد 795,150 مواطنًا من المبادرات الصحية المختلفة، التي شملت الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة، وصحة المرأة، وتنظيم الأسرة.
وفي أول 4 أشهر فقط من العام، قُدمت 10.1 مليون خدمة طبية في القاهرة، من بينها 7,898 عملية جراحية، و1.1 مليون خدمة صحية داخل المستشفيات.
الرقابة... هل كانت كافية؟
ورغم الطفرة الرقمية والخدمية، ظل ملف الرقابة أحد أبرز نقاط الجدل.
في 9 أشهر، أغلقت مديرية الصحة بالقاهرة 6 منشآت طبية خاصة مخالفة فقط، بينما أغلقت القليوبية 691 منشأة في نفس الفترة.
وفي قطاع الأغذية، لم يتجاوز حجم المضبوطات في القاهرة 244 كجم من الغذاء الفاسد من بين 47 منشأة تم فحصها، مقارنة بـ 22 طنًا تمت مصادرتها في القليوبية.
خارج العاصمة: عندما تتفوق الأقاليم رقابيًا
محافظة القليوبية (خلال 2024–2025):
-
2.4 مليون خدمة طبية خلال 10 أشهر.
-
48,000 قرار علاج على نفقة الدولة.
-
1.3 مليون زيارة لعيادات خارجية.
-
1,781 دورة تدريبية لـ 37 ألف متدرب.
-
691 منشأة طبية أُغلقت.
-
تقليص قوائم انتظار الطوارئ إلى أقل من 10 حالات يوميًا (بعد أن تجاوزت 50).
مقارنة مباشرة: العاصمة تحت المجهر
المؤشر | القاهرة (9 أشهر – 2025) | القليوبية (10 أشهر) | الدقهلية (شهر واحد) |
---|---|---|---|
عدد الطوارئ | 833,350 | غير متاح (لكن الانتظار <10) | 87,072 |
العمليات الجراحية | 19,420 | غير موثّق | 2,102 |
قرارات العلاج | 198,370 | 48,000 | غير متوفرة |
الخدمات الصحية | 10.1 مليون (في 4 أشهر) | 2.4 مليون | 268 ألف |
الميكنة | 150 مركزًا | غير متاح | غير مذكور |
المنشآت المغلقة | 6 فقط | 691 | غير موثق |
الغذاء الفاسد المضبوط | 244 كجم | 22,000 كجم | غير مذكور |
التدريب | غير متوفر | 1,781 دورة لـ 37 ألف | غير متاح |
هل 9 أشهر كافية لحكم عادل؟
قد تكون الأرقام في صالح الدكتور حمودة الجزار من حيث الخدمات والرقمنة، لكن الرقابة والتدريب لم تنل الاهتمام الكافي — إما بسبب نقص الوقت، أو ضعف الصلاحيات، أو عوائق بيروقراطية.
9 أشهر هي فترة انتقالية في عمر المؤسسات، لا تكفي للحكم على مشروع إصلاحي واسع في مدينة مثل القاهرة.
والأرقام تُشير إلى بداية واضحة، لكنها لم تكتمل.
حين تُدار القاهرة على عجل… وتُحاسب بسرعة
القاهرة ليست مجرد مدينة، بل دولة داخل الدولة، وهي بحاجة إلى وقت واستراتيجية طويلة المدى لتطوير خدماتها الصحية.
الدكتور حمودة الجزار لم يُمنح هذا الوقت. ترك وراءه خططًا بدأت تتحرك، ونتائج أولية واعدة، لكنها لم تجد من يحتضنها حتى تكتمل ، وخلاصة القول كيف لم ينجز وكيل وزارة الصحه بالقاهرة فى ملفه بينما ينجح وكيل العلاجى بالقاهرة ويتقلد منصب وكيل وزارة دمياط ؟! فنجاح وكيل العلاجى يعتبر نجاح لوكيل وزراة الصحه نفسه لانه هو قائد المنظومه وواضع الخطط ومانح موافقة التنفيذ والعمل كاملا .!!!
فهل نكرّس ظاهرة "التغيير قبل التقييم"؟أم نتعلّم أن الإصلاح، خاصة في القطاع الصحي، لا يُقاس بالشهور بل بالاستدامة؟