أحمد شعبان... من قلب الميدان إلى قمة التعليم في القاهرة

في زاوية هادئة بمبنى مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، يجلس الأستاذ أحمد شعبان بين ملفات تحمل أسماء مدارس، مشاريع تطوير، وشكاوى من المعلمين وأولياء الأمور، وعيناه لا تغفلان أي تفصيل. هذا الرجل الذي قضى سنوات طويلة متنقلًا بين الفصول الدراسية والإدارات المختلفة، لم يكن مجرد موظف، بل قائد يؤمن بأن التعليم لا يُدار بالأوامر، بل بالقدوة.

واليوم، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء، يُعيَّن أحمد شعبان وكيلًا لمديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، تتويجًا لمسيرة تمتد لأكثر من ربع قرن، انطلقت من بين الطباشير والسبورة ووصلت إلى أعلى المراتب الإدارية في عاصمة مصر التعليمية.

البداية من المطرية... إشراقة أنشطة طلابية

في عام 2017، تسلم شعبان منصب مدير عام إدارة المطرية التعليمية، حيث برز كقائد ميداني يعرف أهمية التواصل مع الواقع التعليمي أكثر من الورقيات فقط. في أبريل 2018، كان حاضراً في حفل ختام الأنشطة الطلابية، متفقدًا المعارض الفنية واللغوية والزراعية التي أبدعها طلاب الإدارة.

وفي لحظة إنسانية مؤثرة، وقف الطلاب من مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع ليقدموا عرضًا موسيقيًا صامتًا، فصفق "شعبان" واقفًا وسط حضور مفعم بالتقدير، مؤكداً رسالة أن التعليم للجميع، والابداع لا يعرف حدودًا.

النقابة... صوت المعلم من قلب الوايلي

لم تقتصر مساهمات أحمد شعبان على الإدارة فقط، بل امتدت لتشمل دفاعه المستمر عن المعلمين عبر منصبه كرئيس النقابة الفرعية للمعلمين بمنطقة الوايلي، حيث كان المستمع والمدافع عن حقوق زملائه، مطالبًا بتحسين بيئة العمل التربوي بما يخدم الجميع.

إدارة شرق مدينة نصر... سنوات من العطاء المنضبط

في إدارة شرق مدينة نصر، برز شعبان كمدير عام متمكن، رفع من أداء الإدارة وجعلها من أنشط وأفضل الإدارات بالقاهرة، متابعًا باهتمام سير العمل، محافظًا على انضباط المدارس، وحاضراً مع كوادره في كل مناسبة ومرفق تعليمي.

عام 2024، مثل الإدارة في المعرض السنوي للتعليم الفني، إلى جانب الوزير ومحافظ القاهرة، متحدثًا بفخر عن مواهب الطلاب كما لو كانوا أبناؤه.

محطة القيادة الكبرى

اليوم، مع تعيينه وكيلًا لمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، يشرع أحمد شعبان في فصل جديد من مسيرته المهنية، لا يراه تتويجًا بل مسؤولية ثقيلة.

يقول أحد زملائه: "أحمد شعبان لا يقف عند المناصب، هو يرى في كل منصب فرصة لخدمة الناس، وهذا هو سر نجاحه."

في زمن تتغير فيه مفاهيم التعليم، يبقى أحمد شعبان شمعة تضيء الطريق، لم يسعَ وراء الأضواء بل ركز على الميدان، لم يطلب التقدير بل جعله حليفه.

نحن نثق بقيادته الجديدة، ونتمنى له دوام التوفيق في مهمته كوكيل أكبر مديرية تعليمية في مصر.