خالد مصطفى يكتب: المعدن الأصيل لايصدأ بزيف الألسنة

أى إتهام يصبح مؤلماً إذا كان من شخص
عاقل اما إذا كان الشخص موقفه يعكس
جهلاً بالتفاصيل أو تجاهلاً للواقع فلا يؤخذ
بكلام شخص معتوه لان المشكلة الحقيقية ليست فيما يقول بل في عجزه عن الفهم حين يغيب الإدراك يتحول الحوار إلى عبث وتُرمى التهم جزافاً لأن الجهل أحياناً يُلبس صاحبه
ثوب الجرأة وهناك فرق كبير بين من يطلب حقه وبين من يبتز لكنك للأسف لا تفرق بينهما لأنك اعمى الإحساس والبصيرة فالحقيقة أقوى من كل محاولات التشويه فمن المؤسف أن الجاهل حين يعجز عن مجاراة العقل يلجأ إلى الاتهام وحين تضيق عليه الحُجة يتطاول بالباطل على الشرفاء فلا تُلقي على غيرك عجزك عن الفهم
ولا تُسقط ضعفك على الآخرين أنا صاحب حق وأعرف جيداً كيف أطالب به وأعرف جيداً كيف أحصل على حقى ولا أخشى أحداً ولا أساوم على مبدأ أما أنت فجاهلك هو خصمك ولسانك ألدّ أعدائك ان ابرز معانى الجهل الحقيقي أن يُتهم الشريف بصفات غير حقيقية فالنبيل لا يعرف
إلا طريق الكرامة ومن الجهل أن يُنسب الابتزاز إلى من عُرف بشرف الكلمة ونقاء الموقف
فالابتزاز خُلق للضعفاء فهو سلوك من باعوا ضمائرهم أما الأشراف فلا يعرفون إلا العزة طريقاً والحق مبدأً فويل لمن رمى الشريف
بما في نفسه فالجهل حينها لا يكون في الفهم
فقط بل في الأصل والمعدن
لأن الجاهل لايعرف قدر الشرفاء فظن النُبل ابتزازاً والكرامة تهديداً هذه خصال الصغار إذا عجزوا عن فهم الكبار فيرمون الطهر بالتهم لأنهم غارقون في الدناءة أما نحن فمعدننا
لا يصدأ وتاريخنا لا يُشوه بزيف الألسنة
فلا تكن جاهلاً وتُطلق اتهامات باطلة على من هم أفضل منك فكر جيداً قبل أن تتحدث عن من لا تعرف قدرهم لأن اتهامك لنا لا يدل إلا على جهل أو سوء نية فالتطاول لا يصنع منك صاحب حق بل جاهلاً لطريق الحق فنحن لا يُعيبنا شيء لكن الجهل هو أن تتهم الشرفاء فنحن أرفع
من أى إتهام وأنت أجهل من أن تدرك الحقيقة
وان اتهمتنا فهذا جهل لا يُبرره خلاف وافتراء
لا يليق بعاقل ان الشرفاء لا يبتزون احد بل الجاهلون هم من يسيئون الظن حين يعجزون عن الفهم فاتهامك لنا ليس إلا انعكاساً لجهلك وضيق أفقك فنحن لا نبتز لأننا ببساطة لا نحتاج لذلك كرامتنا أثمن من أن تباع وشرفنا أعلى من أن يُساوم عليه لكن أمثالك حين يعجزون عن الفهم يلجأون إلى الاتهام المباشر دون سند
أو دليل فمن لا يعرف قدر الرجال يسيء إليهم باتهامات باطلة والابتزاز صفة لا يعرفها الشرفاء بل يتوهمها الجاهلون حين تُعجزهم الحجة فمن لا يعرف الرجال لا يحق له أن يحكم عليهم لان الرجال أفعال ومن لم يعرف أفعالهم لا يحق له أن يتهمهم