”خبير” يكشف أسباب الكساد الكبير ويطرح حلاً غير تقليدي لإنهاء الأزمة العالمية


كشف الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور تامر ممتاز، مدير عام بأحد البنوك الأجنبية بمصر، عن رؤيته التحليلية لأسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، مؤكدًا أن الكساد هو النتيجة الطبيعية لخللٍ عميق في تصميم الفلسفة الاقتصادية الرأسمالية، التي اعتمدت على القطاع الخاص فقط دون تمكينه من تحقيق معدلات النمو اللازمة لتلبية احتياجات المجتمعات.
وأوضح ممتاز أن الرأسمالية فشلت في توظيف كافة الموارد البشرية، مما أدى إلى تزايد الاختناقات الاستثمارية، وتردي مستويات المعيشة، وحرمان الناس من العائد العادل مقابل جهودهم، حتى أصبحت الضرائب تُستخدم لتغطية نفقات العاطلين عن العمل.
وأشار إلى أن الاستمرار في رفع الأسعار بمعدلات تفوق نمو الدخل دفع المستهلكين للتوقف عن الاستهلاك، ما تسبب في ركود المنتجات وتكبد المنتجين خسائر فادحة، أدت إلى خروجهم من السوق وانهيار دورة الإنتاج.
وأكد أن محاولات الحكومات للتدخل من خلال السياسة النقدية، ورفع أسعار الفائدة، ساهمت في تفاقم المعاناة بدلاً من حلها، حيث أدت إلى تراجع القدرة الشرائية وركود الاستثمارات، موضحًا أن الفلسفة الرأسمالية تحمل في طياتها بذور فشلها، وهو ما يتكرر بعد مرور قرن على أزمة 1930.
واقترح د. تامر ممتاز حلاً جذريًا يقوم على خلق الإنتاجية الكافية لتلبية احتياجات المجتمع، وليس فقط السعي لزيادة الإيرادات أو تصدير الموارد، مشددًا على ضرورة تكامل عناصر الإنتاج الأربعة (الأرض، رأس المال، العمل، والتنظيم) في إطار معرفة دقيقة بالطلب.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن هذا التكامل سيعيد تشغيل عجلة الاقتصاد، ويوقف مسلسل التدهور، ويسهم في إنهاء الكساد الكبير، ويحمي الأجيال القادمة من تكرار الأزمات الاقتصادية في المستقبل.