مجلة أمريكية تحذر من التداعيات السلبية للسياسات الخارجية لترامب


اخيرا حذّرت مجلة" فورين أفيرز" الأمريكية من التداعيات السلبية للسياسات الخارجية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية،
واشارت أن سياسات ترامب ليس فقط ستؤدي إلى إضعاف مكانة الولايات المتحدة عالمياً، بل ستسهم في تآكل النظام الدولي الذي استفادت منه واشنطن لعدةعقود .
وفي تحليل موسع، نشرت هذه المجله على صفحاتها إن ترامب يتبنى استراتيجية مزدوجة تقوم على فرض الولايات المتحدة على العالم من جهة،
والسعي لعزلها عنه من جهة أخرى، وهو تناقض يُنتج حالة، من التوتر والاضطراب في العلاقات الخارجيه للولايات المتحده الامريكيه .
كمااستعرض التقرير جملة من السياسات التي انتهجها ترامب، بدءًا من تبني نهج القوة الصلبة في مخاطبة الدول،
إذ هدّد الرئيس الأمريكي الدنمارك بشأن السيطرة على جزيرة جرينلاند، وألمح إلى إمكانية استعادة السيطرة على قناة بنما،
مرورًا باستخدام التهديدات الجمركية للضغط على كندا وكولومبيا والمكسيك في قضايا الهجرة،
وانتهاءً بانسحابه من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية،
بالاضافه الى قرار دونالد ترامب في أبريل الماضي بفرض تعريفات جمركية شاملة على عدد من الدول، مما أحدث اضطرابات واسعة في الأسواق العالمية.
وترى مجلة" فورين أفيرز" أن الرئيس الامريكى ترامب يستند في سياساته ..إلى ما وصفته بـ”موقع قوة”،
مستفيدًا من حقيقة أن الترابط الاقتصادي العالمي يعزز النفوذ الأمريكي، حيث تعتمد كثير من الدول على القوة الشرائية الضخمة للسوق الأمريكية،
فضلاً عن الضمانات التي توفرها القوة العسكرية الأمريكية، وهو ما يمنح واشنطن قدرة كبيرة على الضغط وفرض الشروط على شركائها.
كماأشارت المجلة الامريكيه" فورين أفيرز" إلى أن تفكير الرئيس ترامب يقوم على فرضية مفادها أن التبعية غير المتكافئة تصبّ في مصلحة الطرف الأقوى أو الأقل اعتمادًا،
و حسبما كشفت "ماعت جروب " وهو ما يتضح في تعاطيه مع العجز التجاري الأمريكي مع الصين، الذي يراه – رغم كونه مصدر قلق – بمثابة رافعة للضغط على بكين.
_لكن المجلة حذّرت من أن الطريقة التي يستخدم بها ترامب عناصر القوة الأمريكية ، قد تكون ذات نتائج عكسية،
إذ إن محاربه ترامب لنُظم الترابط الاقتصادي الدولي تقوّض فعليًا الأسس التي قامت عليها قوة الولايات المتحدة الناعمة، والتي راكمتها على مدار أكثر من ثمانية عقود عبر أدوات التأثير الثقافي والسياسي والتحالفات الدولية.
واعتبرت أن القوة المرتبطة بالتجارة هي شكل من أشكال القوة الصلبة،
بينما اكتسبت الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية نفوذًا قائمًا على الجاذبية والقبول وليس على الإكراه أو فرض التكاليف.
وفي ختام تحليل مجلة "فورين أفيرز" شددت على أن الاستمرار في السياسات الحالية يهدد بتقويض النفوذ الأمريكي عالمياً،
ويُسهم في تفكيك النظام الدولي القائم على ثلاثة أعمدة رئيسية: توزيع مستقر للقوة بين الدول، ونظم ومعايير تنظم سلوك الفاعلين الدوليين، ومؤسسات دولية تدعم هذا الإطار.
وختاماأكدت المجلة أن الحفاظ على هذا النظام يصب في مصلحة الولايات المتحدة، وأن العودة إلى سياسات تعزز التعاون والاعتماد المتبادل تمثل الخيار الأكثر حكمة واستدامة على المدى البعيد.