الإثنين 16 يونيو 2025 09:55 صـ 19 ذو الحجة 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    فاض الكيل ولن يستمر الصمت كثيرا …. جار أم رقيب؟

    دكتور / عربى عيسى

    عندما تتحوّل الجيرة من ودٍّ وسلام… إلى وصاية ومراقبة!

    مع الزياده السكنيه حاليا وخاصة بمحافظات القاهرة والجيزه والاسكندريه ؛ وبحثنا فى سجل القضايا ودهاليز المحاكم وجدنا بداية مشكلة قضايا الجيران بالمحاكم بدءت من داخل مبنى سكني ، ولا بد أن تجد ذاك الجار الذي يرى نفسه " كبير الغفر المسؤول " عن ما يجب وما لا يجب داخل المبنى، لا يُزعجه الضجيج في الشارع، ولا أصوات الشوارع الخلفية، لكنّه يُعاني من ضحكة طفل في شقة جاره، أو صوت حركة بسيطة على الأرض، وكأن البناية تحوّلت إلى محكمة تفتيش، وشقّتك أصبحت قفصًا زجاجيًا تحت المراقبة الدائمة.

    هل الجيرة أصبحت قائمة على الشكوى... أم الاحترام؟
    هل من حق أحد أن يُملي عليك كيف تعيش في بيتك؟ متى تفتح الباب؟ متى تتكلم؟ متى يلعب أطفالك؟ ومتى تصلح ماسورة مكسورة؟

    بيتي ليس على "الريموت كنترول" الخاص بك!

    لكل إنسان مساحة من الخصوصية، لكل بيت حرمة، ولكل جار حد يقف عنده.
    من حقي أن أعيش داخل منزلي بأريحية، بصوتي، وحركتي، ولعب أطفالي، وضحكي، وصيانتي لمحتويات شقتي. لا أحتاج موافقتك ولا إذنك، لأن ما يجري بين جدراني هو شأني وحدي، طالما لا أتجاوز حدود الضوضاء المفرطة أو الأذى المتعمّد.

    اقرأ أيضاً

    لكن في زمنٍ أصبحت فيه الجدران رقيقة، باتت النفوس أكثر ضيقًا، وبعض الجيران أقل تسامحًا.
    فكل ضجة عابرة تُعامل كـ"جريمة صوتية"، وكل خطوة طفل تُحسب بالميكرومتر، وكأننا نعيش في صالة مكتبة لا عمارة سكنية!

    هل الضحك صار تهمة؟

    هل اللعب بات مخالفة تُوجب المحاسبة؟

    أن تُطلب منك حياة بلا صوت، يعني أن تُطلب منك ألا تعيش.
    فأطفالي لن يُربّوا على الصمت الإجباري، ولن أتحرك في بيتي على رؤوس الأصابع خوفًا من شكوى!

    نحن نتحدث عن الحياة الطبيعية… لا الحفلات، ولا الإزعاج المتعمّد.
    عن صيانة غسالة، تركيب باب، إصلاح ماسورة… خلال أوقات النهار، كما يسمح العُرف والقانون.

    فهل من المنطق أن يُعتبر كل هذا تعديًا؟
    هل أصبحت الحياة اليومية خرقًا للنظام… وسببًا للخلاف؟

    ماذا يقول القانون؟

    القانون المصري واضح في هذا الشأن:

    حرمة الحياة الخاصة مصونة

    المادة (57) من الدستور المصري تنص بوضوح:

    "للحياة الخاصة حرمة، وهي مصونة لا تُمس."

    وهذا يشمل كل ما يدور داخل البيت، ما دام لا يشكل خطرًا مباشرًا على الغير.
    يعني ببساطة: لا يحق لجارك أن يُراقبك، أو يُحاسبك على أصواتك، أو يتدخّل في شؤون منزلك.

    التلصص والمراقبة مجرّمان

    المادة (309 مكرر) من قانون العقوبات تنص على:

    "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن..."

    يعني أن الجار الذي يترصّدك، يُسجّل عليك، أو يتعمد مراقبة كل صغيرة وكبيرة، قد يكون تحت طائلة العقوبة القانونية.

    منع أعمال الصيانة؟ هذا غير قانوني

    من حق أي ساكن إجراء صيانة داخل شقته في حدود التوقيتات المقبولة عرفًا (غالبًا من 9 صباحًا حتى 9 مساءً)، ما دام لا يسبب ضررًا جسيمًا للآخرين.
    ولا يحق لأي جار أن يمنع أو يعترض أو يفرض وصايته على طريقة أو وقت إجراء هذه الأعمال، طالما التزم الطرف الآخر بالهدوء النسبي والمواعيد المناسبة.

    الترصّد يهدم الجيرة… لا يبنيها!

    الجار الذي يحوّل حياته إلى جهاز إنذار دائم ضد أي صوت أو حركة، يُحوّل العمارة إلى بيئة خانقة مليئة بالتوتر وسوء الظن.
    الجيرة لا تُبنى بالشكاوى، بل بالتحمّل والتسامح والتقدير المتبادل.

    الذي يريد الهدوء الكامل عليه أن يسكن في عزلة، لا وسط بشر يتحركون، يتنفسون، يعيشون؛ لان جارك ليس من فرض عليك ان تقوم بالسكن جنبه ؛ لكنك ارتضيت السكن فى هذا المبنى بارادتك ولكنك لن تحكم المكان بارادتك ؛ حريتك داخل حدود حقك ؛ ولايجب ان تتعدى على حرية جارك ؛ ابحث عن الهدوء فى مكان قم باختياره او منزل خاص بك !!!

    ما الحل إذًا؟

    • تحدث مع جارك بلطف إن انزعجت حقًا.

    • تواصل باحترام، لا بصدام.

    • فرّق بين الصوت الطبيعي والإزعاج المتعمّد.

    • وتذكّر أن الحياة لا تُقاس بمدى الصمت… بل بمدى حسن العِشرة.

    الرسالة الأخيرة:

    إلى كل جار يظن أنه يملك حق "الإدارة" على من حوله…
    تذكّر أن الجدران تصنع المباني، لكن النفوس تصنع الجيرة.
    وأن الصبر ليس ضعفًا… لكن له حد.
    وأن القانون لا يحمي فقط من الضجيج، بل يحمي من التعدي والترصّد أيضًا.

    "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره."

    والإكرام لا يعني المراقبة… بل التفاهم والرحمة وسعة الصدر لأصوات الحياة ، لان للصبر حدود ، واتقى شر الحليم اذا غضب .

    جار حق مشكله حقوق قانون رحمه تفاعم جريمه القاهرة

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الإثنين 09:55 صـ
    19 ذو الحجة 1446 هـ 16 يونيو 2025 م
    مصر
    الفجر 03:08
    الشروق 04:54
    الظهر 11:56
    العصر 15:31
    المغرب 18:58
    العشاء 20:31