الصحافة صوت الحدث
محمد حمدى
الصحافة هي مهنة قائمة على جمع الأخبار، وتحليلها، والتحقق من مدى مصداقيتها قبل تقديمها للجمهور، وتكون هذه الأخبار في معظم الأحيان متعلقةبالأحداث المستجده ؛ سواء كانت سياسية، أو ثقافية، أو محلية أو رياضية ، وغيرها الكثير من المجالات المختلفة، وتعد الصحافة غذاء الفكر اليومي للإنسان؛ فهي تتيح له معرفة ما يدور حوله من مستجدات الأحداث في مختلف شؤون الحياة، وقال بورك الإنجليزي عنها: إنها السلطة الرابعة، أما كلمة جورنال فهي تسمية غربية ، تدل على الصحف التي تنشر يوميا .
فالصحافة هي صناعة الصحفي لمقالات تهتم بجميع الأحداث التي تدور في مجتمعنا، والصحافيون هم القوم الذين ينتسبون إليها ويتطلعون عليها، ويعملون بها. أول من استعمل لفظ الصحافة، بمعناها الحالي، كان الشيخ نجيب الحداد، منشئ جريدة «لسان العرب»، في الإسكندرية، وحفيد الشيخ ناصيف اليازجي، وإليه يرجع الفضل في هذا المصطلح «صحافة»، ثم قلده سائر الصحفيين، بعد ذلك.
إذا تكلمنا عن الصحافة فلن يسعنا المكان، ولا الزمان لسرد عظمة الصحافة، وجمالها حينما نلتزم بامانة الكلمة، فالصحفى، هو ناقل للحدث وليس صانعا له أو شريكا فيه، يدخل وجهة نظرة فيما ينقله ويوثقه من اخبار، هناك صحفيون عظماء يضج التاريخ بذكرهم ، فاصبح البعض يرى الصحفى يلهث خلف المناسبات المختلفة ويكتب بعض كلمات الشكر التي لا تكون سوى تداعيات فقط ، لا اريد ان اكون مثل هولاء، فصاحب الكلمة يحمل قلمه و يعرض مشاكل الناس على المسئول ، والقلم هو وسيله نقل صوت المواطن الى المسئول وحالها ، الصحافة هى الامانه وذلك القسم الذي يحلف بيه الصحفي على أن يؤدي وظيفته بإخلاص.الصحفى الحق تبقى كلماته مسموع صداها في جميع الانحاء حتي بعد وفاته ،و ستظل الكلمة امانة وسهم مسلط اتجاة كل فاسد حتى يعرف هذا الفاسد ان هناك قلم يكتب ويعرض مشاكل هؤلاء البشر حتى يتم حلها ، فالبعض لهم رأى آخر لمفهوم الصحافة هو لا يريد إلا خدمة نفسه، فالصحافة هى رسالة و أمانة فلا يفصل القلم عن صاحبه إلا الموت.
وجدير بالذكر ان الصحافة عرفت منذ القدم ، ورغم أن شكلها الآن يختلف عن شكلها في السابق ، إلا أنها تؤدي الغرض نفسه، وهو نشر المعلومات للناس ، ويرجع تاريخها إلى زمن البابليين؛ حيث عينوا كاتبا لتسجيل أهم الأحداث اليومية ، وفي الصين كان هناك جريدة رسمية تدعى إمبراطورية الشمس استمرت مدة 1500 عام، وفي روما أيضا كانت القرارات والأحكام القضائيه والأحداث المهمة تصل إلى الشعب للإطلاع عليها، إلا أن هذه العملية توقفت بعد سقوط روما، فيما يخص الصحافة العربية فقد ظهرت بداية في مصر ،عندما غزا نابليون بونابرت مصر عام 1798م، تم ّاصدار صحيفتين باللغة الفرنسية ، وفي عام 1828م أصدر محمد علي باشا صحيفة رسمية أسماها جريدة الواقع، ثم تلاها إصدار جريدة الأهرام في عام 1875م، والتي لا زالت تصدر حتى اليوم، ثم ظهرت ف بقيه الدول العربية.