«كرداسة».. قرية منتجة تعتمد على نفسها (صور)


«كرداسة».. بين غياب الأمن وندرة الخدمات
حينما تقع عينيك من الوهلة الأولى على منطقة كرادسة، تراها منطقة أثرية بامتياز، فور أن تطأ قدماك بشارع السياحة ترى محلات نظيفة مكيفة وهي من إحدى علامات المكان، ولكن حينما تقع عينك على شارع "جرانه" شتان بين هذا وذاك بين شارع تسكن فيه علية القوم من ممثلين ولاعبي كرة قدم ووزراء سابقين وجميع من يسكون فيه فيلات وقصور وبين شارع السياحة الذي يعمل فيه شباب بملابس نظيفة ومحلات مكيفة يدخلها العرب والمصريين وأي فتاه تريد أن تشتري "عباءة" تضعها في جهازها أو حتى تخرج بها.
وعندما تنزل منطقة كرداسة وتقع عينك على شارع السياحة تري محلات في غاية والروعة ومحلات عباءات وبازارات ومحلات سجاد يدوي يصل ثمن السجادة الواحدة يبدأ من 600 جنيه ويصل إلي أكثر من 3000 جنيه.
ومستوي الأسعار أفضل من قرينتها في المحلات الأخرى والأقمشة أفخم والأذواق ترضي الجميع وعن شكوى أصحاب المحلات قائلين: "نحن في حاجة إلى الترويج لشارع " السياحة" أو لكرداسة بصفة عامة، واصفين ما سببه الإعلام لهم بأنه حطم نفسيتهم وتسبب في خسارتهم بسبب ما يروج بأن كرداسة غير آمنة..وأضاف "نريد أن يصبح شارع السياحة مثل منطقة جرانة التي يسكنها الممثلين".
ويقول تامر حسن 23 عاما، صاحب محل إنه ورث هذه المهنة أبا عن جد وعلق قائًلا "ورثتها من أبي وسوف أورثها لإبني.. اسألوا البنوك كرداسة بتدخل كام لمصر؟ ونريد تأمين مداخل ومخارج المنطقة، وأن ويصبح شارع السياحة مثل منطقة جرانه التي تسكنها ناديه الجندي وفاروق جعفر وأحمد السقا وزهير جرانه"..ويستكمل تامر "أستطيع التسوق لنفسي وأقوم بحضور مؤتمرات ولدى ورشة لكن أريد من المسئولين أن يهتموا بكرادسة ولو قليلًا".
وقال آخر، "بعد مذبحة كرداسة أغلق قسم الشرطة ماذا لو هجم علينا بعض البلطجية ؟ ماذا نفعل أقرب قسم شرطة تابع لنا في منطقة 6 أكتوبر أنا كل اللى محتاج إليه هو تسليط الإعلام الضوء على كرداسة".
وأضاف قائلًا "نحن القرية الوحيدة في مصر لا يوجد بها بطالة، الأطفال والنساء والبنات تعمل في عطله نهاية العام من أجل تغطية مصاريف الدراسة.
ورصدت عدس “الميدان” من داخل إحدى ورش خياطة الملابس، وتعرفنا على الأطفال والبنات الذين يعملون بتلك الورشة.
عبدالوهاب محمد طفل في الصف الخامس الابتدائي مدرسه النصر، راتبه 100:120 في الشهر، يقول الطفل "بنزل في الإجارة من أجل تغطيه مصاريف المدرسة".. ويعمل الطفل مع خاله الطالب في معهد المساحة، والذي قال إنه يعمل بالورشة 3 أيام في الأسبوع من أجل تغطيه مصاريف محاضراته.
ويروي لنا صديقه أحمد محمد، يدرس معه في نفس المعهد، أنه يعمل بتلك المهنه منذ كان طفلا والآن يعمل بتلك الورشة ويذهب إلي المعهد 3 أيام في الأسبوع.
وقالبنا في نفس الورشة فتيات صغيرات دبلومات وإعدادية يعملن ولكن رفضن التصوير واكتفين بالحديث معنا قائلين: الأصفر والفوشيا هم أشهر الأقمشة التي عليها رواج، "الأقمشة قطن على بلستر."
وقال عماد المكاوي، أحد أصحاب محلات العباءات بنفس المنطقة، أنه يبيع في المواسم فقط وفى الأعياد، مضيفا "نريد أن يكون هناك رقابة على التجار ويستكمل حديثة عن ارتفاع سعر الدولار وتسببه في كساد البضاعة وقله الطلب عليها..واستطرد قائلا "أغلقت ورشتي بعد ما حدث من ارتفاع للدولار نتمنى أن يكون هناك اهتمام من المسئولين".
ويقول صاحب محل آخر حديثه قائلًا "كنا نبيع للأجانب والخليج والآن أصبح البيع قاصرا على المصريين فقط والسيدة المصرية تهوى الفصال وتعلم السياح منها تلك العادة، وهذه العبارة أجمع عليها كل أصحاب المحلات.
واستكمل حديثه "أيام الثورة كانت هناك حركة في البيع والشراء أفضل من الآن، وقمنا بالذهاب إلي معارض في كل من السعودية والإمارات والكويت وأيضًا أرض المعارض بالقاهرة، وكان هناك إقبال كثيف من الناس للشراء من منتجاتنا وبعض من الأعمال كانت تستخدم في المسلسلات".
وقال أحمد الملواني، صاحب محل عباءات، "ظلمنا الإعلام بعد مذبحة كرداسة، قرية بأكملها لا يوجد بها نسبة بطالة، نريد سجل مدني، وخطة الغاز الطبيعي تم وقفها بعد المذبحة في قسم الشرطة"..واستكمل أحمد حديثه "نريد دعاية لشارع السياحة و الاهتمام به".
ويضف محمود جمال 30 صاحب محل، "المفترض نصبح مثل شرم الشيخ والغردقة نحن المنطقة الوحيدة الخالية من البطالة حتى النساء والبنات تعملن هنا وقت دراستها وتجهز نفسها ويقول نريد مجلس المدينة أن يهتم بالمنطقة وتأمين المكان، مضيفا: "القرية تعتمد على نفسها".
وقال إبراهيم عيد، محل عمله في المنزل الذي يعيش فيه: " أنا بشتغل في الكليم والسجاد ودي مهنتي وارثها أبا عن جد، القطعة هنا تباع من 600 إلى 3000 جنيه وفي شارع سقارة السجاد بتاعنا بيصل إلي ألف دولار وبنبيع للمصريين والعرب والأجانب وشغلنا قل بعد الكلام اللي بيقوله الإعلام علينا ونفسنا نبقي زى الأزهر والحسين إحنا بنشتغل أكثر منهم بكتير وكرداسة منطقة مليانة شغل وتقدر تشغل مصر كلها يكفي إن إحنا معندناش بطالة زى الأماكن والمحافظات التانية وبننتج بإيدنيا ونعتمد علي نفسنا ".
ويتابع: " الصنيعة قلت لأن الشغل أقل عن زمان ومفيش حد بسأل فينا ولا يعمل لينا دعاية خلاص إحنا منطقه أثرية إحنا زينا زى شرم والغردقة ومش اقل منهم في أي حاجه خالص محتاجين دعم من الحكومة أصحاب المحلات من الحاجات اللي بسوء سمعتنا الناس إلي بتبيع مخدرات في الشوارع دي حاجات بسوء سمعه كرداسة".
ومن جانبه، قال اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق إن الدولة لا تضطهد ولا تعاقب أحدا ولا حتى أهالي كرداسة ، مضيفا في تصريحات خاصة للميدان " نحن نخاف علي حياة الضباط والجنود ولا يوجد أي أمل في أن يفتح قسم الشرطة التابع لكرداسة ".
وأضاف: "أهالي كرداسة قتلوا مأمور القسم وقتلوا الضباط والجنود، وكراسة لها تاريخ في الإرهاب منذ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر"، على حد قوله.
وتابع "أهالي كرداسة أغلبهم إخوان ومن أحفاد حسن البنا وأبو إسماعيل"، وعن السياحة قال: " كرداسة تمثل نسبة بسيطة من السياحة هم عملهم في العباءات والمشغولات والسياحة الحقيقة موجودة في شرم الشيخ والغردقة، ونزلة السمان، مضيفا: نحن لا نريد مجازر أخرى يكفي ما حدث لمأمور القسم هو وجنوده وضباطه".