أرقام صادمة عن انكماش استيراد الأدوية تكشف حقيقة أزمة النواقص

لا تزال أزمة نواقص الأدوية تؤرق المواطنين، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعتادون على صرف أدوية معينة بشكل شهري، في ظل نقص بعض الأصناف وغياب بدائل محلية متوسطة السعر، ويشكل غياب هذه الأدوية الحيوية ضغطاً إضافياً على المرضى الذين يعتمدون عليها بشكل أساسي في حياتهم اليومية.

انكماش واردات الأدوية

وبحسب أحدث تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت واردات الأدوية انخفاضاً غير مسبوق لتصل إلى 1.9 مليار دولار خلال الفترة بين شهري يناير وأغسطس 2025، مقارنة بـ 2.2 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، بانخفاض بلغ نحو 332.1 مليون دولار.

في المقابل، عززت مصر صادراتها من الأدوية إلى دول العالم لتسجل نحو 310.3 مليون دولار مقابل 274.042 مليون دولار خلال الفترة المناظرة من 2024، بزيادة 36.3 مليون دولار.

وكان الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، قد كشف في تصريحات خاصة لـ"إيجبتك"، عن وصول عدد الأصناف الناقصة في السوق إلي نحو 200 صنف، منها 20 منتجًا لا توجد لها بدائل، حيث أكد أن أزمة النواقص جاءت نتيجة غياب رؤية واضحة من هيئة الدواء المصرية في إدارة ملف الأصناف الهامة والحساسة.

وأوضح أن سوق الدواء في مصر يشهد حالة استقرار نسبي رغم وجود نواقص في بعض الأصناف، موضحًا أن نسبة النقص الحالية تعد مقبولة مقارنة بالمعدلات العالمية، إلا أن نوعية النواقص هي ما يثير القلق، إذ تتركز في الأدوية الحيوية مثل أدوية القلب والأورام والغدة والسكر.

وأشار رئيس شعبة الأدوية إلى أن هناك محاولات مستمرة للتواصل مع الهيئة لإيجاد حلول عاجلة، إلا أن التفاعل ما زال محدودًا، لافتًا إلى أن الهيئة تتعامل مع الأزمة من منظور ضيق ولا تنفتح على القطاع بشكل كافٍ، مؤكداً: "نحن نحاول التواصل مع الهيئة باستمرار، لكن للأسف لا يوجد حوار حقيقي أو رؤية موحدة لإدارة الملف، بينما تستمر المعاناة في السوق والمريض هو المتضرر الأول".