السبت 1 نوفمبر 2025 06:15 صـ 10 جمادى أول 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    ثقافة

    مع افتتاح المتحف المصري الكبير... كيف كتب الفراعنة أول ”روشتة” في التاريخ؟

    دكتورة ميرفت السيد
    دكتورة ميرفت السيد
    عيد وحيدة
    من برديات الشفاء إلى مبادرات الصحة الحديثة... الطب المصري يحكي للعالم قصة الخلود والإنسانية
    أوضحت *د.ميرفت السيد* مدير المركز الافريقى لخدمات صحة المرأة أنه في اللحظة التي تُفتح فيها أبواب المتحف المصري الكبير أمام العالم، لا يطل علينا التاريخ كأثر جامد، بل كنبض حيّ يذكّرنا أن المصري القديم لم يكن فقط باني حضارة، بل كان أيضًا أول من آمن بالعلم، بالدواء، وبأن الصحة تاج على رأس الحياة.
    من بين جدران المعابد والبرديات، تتحدث إلينا حكايات أطباء عظام مارسوا الطب قبل أكثر من خمسة آلاف عام، وسجلوا ما يشبه أول دليل طبي في التاريخ الإنساني. وبينما نتجول اليوم في قاعات المتحف الفسيحة، نجد أن الطب كان جزءًا أصيلًا من هوية المصري القديم، تمامًا كما هو اليوم من هوية مصر الحديثة.
    واستكملت *د.ميرفت السيد* أنه في بردية "إيبرس" الطبية، التي تعود إلى عام 1550 قبل الميلاد، نجد وصفًا تفصيليًا لأكثر من 700 وصفة علاجية لأمراض الجسد والعين والجلد والأسنان. وكان الطبيب الفرعوني يستخدم العسل كمضاد للبكتيريا، والبصل والثوم لتقوية المناعة، وزيت الخروع كملين طبيعي. بل إن بعض الوصفات التي كُتبت على أوراق البردي تتطابق مع مبادئ الطب الحديث في مكافحة الالتهابات والعدوى.
    وفي بردية "سميث" الجراحية، التي تُعد أقدم وثيقة جراحية في العالم، تظهر دقة المصري القديم في تشخيص الكسور وإجراء العمليات الجراحية بخطوات منظمة تشبه بروتوكولات الطوارئ الحديثة!
    كان الطبيب يسجل الحالة، ويصف الأعراض، ويحدد ما إذا كانت الإصابة "يمكن علاجها" أو "لا يُرجى شفاؤها" — أي أنه مارس الطب المبني على الدليل قبل آلاف السنين.
    واكدت *د.ميرفت السيد* أنه لم يكن الطبيب في مصر القديمة مجرد ممارس، بل كان شخصية علمية مقدّسة. "إمحوتب"، مهندس وزعيم وكاهن وطبيب عاش في عهد الملك زوسر، هو أول طبيب عُرف اسمه في التاريخ، وأول من أقام مستشفى ومعبدًا للعلاج في "سقارة". كرّمه المصريون بعد وفاته كإله للطب والشفاء، تمامًا كما يكرّم العالم اليوم رموز الطب الحديث في مؤسساته وجوائزه.
    وكانت الكاهنة "بسشيت" أول طبيبة نساء معروفة في التاريخ، عملت في البلاط الملكي وأسست مدرسة لتعليم النساء مهنة الطب، فهى رسالة مبكرة عن تمكين المرأة في الطب منذ فجر الحضارة.
    واوضحت *د.ميرفت السيد* أنه في أروقة المتحف المصري الكبير، لا تُعرض فقط التماثيل والمومياوات، بل أيضًا أدوات الطبيب القديم:
    المشارط البرونزية، الملاعق الصغيرة لاستخراج الأدوية، والأواني الحجرية التي كانت تحفظ فيها الوصفات العشبية. وحتى أدوات التحنيط كانت دليلًا على معرفة المصري القديم بأعضاء الجسم ووظائفها، وبمفهوم التعقيم والنظافة.
    كان التحنيط في جوهره عِلم حفظ الجسد، وليس فقط طقسًا دينيًا.
    استخدم المصريون النطرون كمادة مطهرة، والزيوت العطرية كمضادات للبكتيريا، مما يجعلنا نرى في التحنيط أول نموذج لمعمل تشريح وتعقيم في التاريخ.
    إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو تذكير بأننا نرث حضارة طبية عظيمة، وأن الطب في مصر لم يبدأ في القرن العشرين، بل بدأ مع أول وصفة كُتبت على ورق بردي. فكما كان الطبيب القديم يُعالج بعلمه وإيمانه، يواصل الطبيب المصري اليوم مهمته في أقسام الطوارئ، وغرف العناية، والعيادات الريفية. فمن بردية إيبرس إلى مبادرة 100 مليون صحة، ومن إمحوتب إلى الأطباء المصريين الذين حملوا رسالة الإنسانية في جائحة كورونا — الخيط واحد، والرسالة واحدة: أن الطب هو أقدم مهنة مصرية في التاريخ.
    واكدت *د.ميرفت السيد* أيضا أن المصري القديم أهتم بالنظافة الشخصية، والتغذية السليمة، والوقاية من العدوى، وهي نفس المبادئ التي تقوم عليها برامج الصحة العامة الحديثة. كان يغتسل يوميًا بالماء الجاري، يستخدم الملح للتطهير، ويعتمد على النباتات الطبية في الوقاية قبل العلاج. وهكذا، فإن شعار "الوقاية خير من العلاج" ليس جديدًا علينا — إنه موروث فرعوني أصيل.
    واختتمت *د.ميرفت السيد* أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفال بالحجارة المنحوتة، بل احتفاء بعقلٍ صنع الحضارة، وبأول من آمن بالعلم والدواء. حين نسير بين آثار الملوك والكهنة، علينا أن نتذكر أن كل تمثال منهم كان يعرف قيمة الحياة، وأن صحة الإنسان كانت وما زالت تاج الحضارة المصرية. ومن بردية إيبرس إلى أنظمة الطوارئ الحديثة، تمتد رحلة الطب المصري لتقول للعالم كله:
    أن مصر كانت مهد الطب... وستبقى منارته..
    مع افتتاح المتحف المصري الكبير... كيف كتب الفراعنة أول ”روشتة ” في التاريخ؟

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    السبت 06:15 صـ
    10 جمادى أول 1447 هـ 01 نوفمبر 2025 م
    مصر
    الفجر 04:41
    الشروق 06:09
    الظهر 11:39
    العصر 14:45
    المغرب 17:08
    العشاء 18:27