النهضة البترولية مستمرة.. لكن من يصلح الجناح الإداري لقطاع البترول؟

بينما يواصل قطاع البترول تحقيق قفزات تشغيلية واستكشافية لافتة خلال الفترات السابقة، تظل المنظومة الادارية داخل الوزارة بعيدة عن مواكبة هذا الزخم، في مشهد يطرح تساؤلات حول قدرة الجناح الاداري على دعم ما يتحقق من نجاحات على الارض.

فالانجازات التشغيلية التي يقودها المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية باتت واقعا ملموسا يشهده العاملون والمتخصصون، لكن هذا التفوق لا يجد ما يسانده اداريا بالقدر الكافي، وهو ما يخلق فجوة واضحة بين مستوى الاداء التشغيلي وحالة الجهاز الاداري.

ملفات عالقة… وتاثير مباشر على العاملين

تتعدد التحديات الادارية داخل القطاع، ولا تقتصر على جانب واحد، بل تمتد الى ملفات تمس حقوق العاملين واستقرارهم، من بينها:

- العقود المؤقتة :
ملف لم يحسم بعد، ويترك الاف العاملين في حالة من عدم اليقين الوظيفي.

- الجزاءات والانضباط الوظيفي:
شكاوى متكررة من غياب معايير موحدة، ووجود اجتهادات فردية تفتح الباب لعدم المساواة.

- تطبيق اللوائح والقوانين:
العدالة الادارية لا تزال هدفا اكثر منها واقعا، في ظل صعوبة فرض تطبيق متوازن على الجميع.

- الهياكل التنظيمية والوصف الوظيفي:
غياب التحديث يؤدي الى تداخل الادوار واهدار الطاقات.

- تطوير بيئة العمل:
الادارة لم تقدم حتى الان مبادرات حقيقية تواكب التطور التشغيلي او تدعم العاملين بالشكل المطلوب.

الشئون الادارية… قلب الازمة

تجتمع معظم المؤشرات على ان جوهر المشكلة يكمن في اداء منظومة الشئون الادارية بالوزارة، باعتبارها الجهة المسؤولة عن الموارد البشرية والانضباط وتطبيق اللوائح.

وتفرض المرحلة الحالية اعادة تقييم شاملة لهذا الملف، بما يشمل اعادة هيكلة، وضخ كوادر تمتلك رؤية حديثة وقدرة تنفيذية تتناسب مع حجم الانجاز التشغيلي الذي يشهده القطاع.

فلا يمكن لمنظومة ادارية تقليدية ان تدعم قطاعا يتحرك بسرعة نحو المستقبل.

اصلاح لا يحتمل التاجيل

النجاحات التشغيلية الكبيرة التي يحققها قطاع البترول تستوجب اصلاحا اداريا موازيا في القوة والفاعلية. فالاصلاح لم يعد خيارا، بل ضرورة لحماية مكتسبات القطاع وضمان استدامة تقدمه.

قطاع بهذا الثقل الاقتصادي يحتاج الى ادارة حديثة، عادلة، وقادرة على اتخاذ القرار بسرعة وشفافية، بما يليق بدوره الوطني.

وعندما يتوازن الجناحان…
يستطيع القطاع ان يواصل التحليق بثبات نحو المستقبل.