رفعت فياض: الجامعات الأهلية طوق نجاة الطبقة المتوسطة من مصاريف الجامعات الخاصة


في إطار تحليل واقع التعليم العالي في مصر، أكد الكاتب الصحفي رفعت فياض، مدير تحرير أخبار اليوم، إن القطاع يواجه تحديات هيكلية كبيرة، أبرزها عدم وجود دراسات واضحة لربط أعداد الخريجين باحتياجات سوق العمل، موضحًا أن هذا الأمر يفرض على الدولة قبول أعداد كبيرة من طلاب الثانوية العامة في التعليم الجامعي، مما يضع ضغطًا هائلاً على الجامعات.
وأضاف "فياض"، خلال لقائه مع الإعلامية الدكتورة رحاب فارس، ببرنامج "حديث اليوم"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أن الجامعات الخاصة في مصر بدأت عام 1996 بقرار جمهوري يقضي بإنشاء أربع جامعات فقط. هذا التطور كان بمثابة تحول كبير في المشهد التعليمي، خاصة بعد تدهور جودة التعليم الحكومي في مرحلة ما بعد حرب 1967، ووصل عدد الجامعات الخاصة حاليًا إلى 36 جامعة، بالإضافة إلى 32 جامعة أهلية حكومية تعمل بمصروفات، ومن بين الجامعات الأهلية، دخلت 12 جامعة جديدة الخدمة هذا العام للمرة الأولى.
وأكد أن التعليم له تكلفة باهظة، والدولة المصرية لا يمكنها تحمل تكلفة التعليم الحكومي لجميع الطلاب، ولتخفيف الضغط على الجامعات الحكومية، ظهر التعليم الخاص كرافد جديد يستوعب الطلاب القادرين ماديًا، مشيرا إلى أن الجامعات الخاصة، كونها مشاريع استثمارية، تحدد رسومها بناءً على دراسات جدوى خاصة بها، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعارها، وهذا الارتفاع دفع العديد من الطلاب الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالجامعات الحكومية أو الخاصة إلى السفر للدراسة في الخارج، خاصة في دول مثل أوكرانيا، روسيا، السودان، والأردن.
وتابع: ولمواجهة هذا التحدي، ظهرت الجامعات الأهلية من رحم الجامعات الحكومية لتستهدف شريحة الطلاب من الطبقة المتوسطة، التي لا تستطيع تحمل تكاليف الجامعات الخاصة الباهظة ولا ترغب في السفر للخارج.
وأوضح أن هذه الجامعات الأهلية تقدم فرصة للطلاب للمساهمة بجزء من تكلفة العملية التعليمية؛ فعلى سبيل المثال، تصل رسوم الدراسة في كليات الطب بالجامعات الأهلية إلى حوالي 155 ألف جنيه، وهو ما يمثل تقريبًا نصف تكلفة الدراسة في الجامعات الخاصة، مما يوفر خيارًا مناسبًا للعديد من الأسر.