يعد بيت الأمصيلي هو أحد البيوت الأثرية الجميلة التي تعكس فن العمارة الإسلامية في العصر العثماني. ولا يزال هذا البيت شامخًا ويحكي قصصا عن ماض غني بالحرية والابداع ويظهر كيف كانت مدينة رشيد مركزا تجاريا وثقافيا هاما ،
تاريخ البيت وسبب تسميته
بُني بيت الأمصيلي في القرن الثامن عشر الميلادي (حوالي 1218 هـ) على يد عثمان آغا الأمصيلي، الذي كان من أثرياء مدينة رشيد في ذلك الوقت. ويُعتقد أن عثمان آغا كان مسؤولاً عن توريد السلع من منطقة أمصيلة (التي تعرف الآن باسم آماسيا) في تركيا إلى مصر، ومن هنا جاءت تسمية "الأمصيلي".
تصميم معماري فريد
يتميز البيت بتصميمه الذي يمزج بين العملية والجمال، مع الحفاظ على خصوصية الأسرة. يتكون البيت من طابقين رئيسيين:
الطابق الأرضي: كان يستخدم للأنشطة التجارية والتخزين، حيث يحتوي على مخازن وأماكن مخصصة للمياه.
الطابق العلوي: هو جزء السكن الرئيسي، ويتميز بوجود قاعة استقبال (سلاملك) لاستقبال الضيوف، وحرم داخلي (حرملك) مخصص للنساء ،
أجمل ما في تصميم البيت هو الشرفات الخشبية (المشربيات) التي تطل على الشارع. هذه المشربيات لا تعمل فقط كعناصر جمالية، بل كانت لها وظيفة مهمة: فهي تسمح للسيدات بالنظر إلى الشارع ورؤية ما يحدث بالخارج دون أن يراهن أحد، مما يحقق الخصوصية الكاملة.
عناصر فنية وزخرفية،
يُظهر بيت الأمصيلي براعة فائقة في استخدام الخشب، حيث تم تزيين الأبواب والنوافذ والأسقف بزخارف هندسية ونباتية دقيقة. كما أن بعض الغرف مزينة بكتابات قرآنية وأبيات شعرية، مما يضيف للبيت قيمة فنية وتاريخية كبيرة.