خالد مصطفى يكتب: الأنهار لا يغير صفاءها حجر يتساقط فى مجراها

الجاهل يفتقد دائماً إلى الحكمة فيقلب الموازين ويشوه الحقائق ومن شدة عجزه يظن أن الكبار الذين يعلمونه ويعلموا غيره معنى الكرامة والإخلاص يبتزونه بينما هو في الحقيقة لا يملك إلا لساناً سيئ يطعن به الناس وعقلاً قاصراً يفسر الشرف ضعفاً والاحترام ابتزازاً هذا الجاهل حين يجهل حدوده ويتطاول على البشر فيرى النبل والكرم استغلالاً فهو لا يدرك أن السادة لا يساومون أحد لأن عزتهم أكبر من أن تقايض وكرامتهم أسمى من أن تُشترى فالجاهل حين يفتقد للحكمة يتجرأ على غيره ظناً أن الكذب يُسقطهم ولا يعلم أن مقام السادة
لا يُنال بالثرثرة ولا يهتز بالافتراء
لأنهم تاريخ من شرف ومواقف وهذا الجاهل صفحة باهتة بلا قيمة فحين يرمى الناس بالتُهم إنما يكشف عن صغر حجمه وضيق أفقه فالجبال لا تنحني أمام ريح عابثة والأنهار لا يغير صفاءها حجر يتساقط في مجراها لأن أى اتهاملا يصدر إلا عن نفس مريضة فقد تربّى هؤلاء على العزة لا على الذل على العطاء لا على المساومة والجاهل مهما علا صوته فلن يغير من الحق شيئاً وسيبقى صراخه مجرد ضجيج أمام وقار الكبار وثبات أصحاب المروءة لأن من ضاق عقله عن فهم المعاني العظيمة لا يرى في المرآة إلا وجهه القبيح فيلصق التهم بالرجال الشرفاء ظناً منه أن صراخه يصنع له مكانة بين الناس إنما الحقيقة بأن صوته العالي لا يساوي شيئًا أمام ثبات الأقوياء فالسيد يبقى سيداً مهما قيل فيه والجاهل يبقى صغيراً مهما ادعى فالطعن في الأشراف لا يجرحهم بل يكشف عن دناءة من اتهمهم ويزيدهم مكانة في عيون الناس لأن التاريخ لم يكتب يوماً عن الأقزام إلا أنهم
حاولوا عبثاً أن يلوثوا قمم الجبال
فهو يتهم المحترمين دائماً بالابتزاز لأن عقله القاصر لا يعرف معنى الكرامة ولا يدرك قيمة العزة لأن هؤلاء لا يبتزون ولا يساومون بل يعلّمون البشرية من فيض علمهم أما هو فكلما ضاق به الحال لجأ إلى البهتان والكذب ليفضح نفسه قبل أن يفضحه غيره فنحن مثل الجبال لا تهزّمنا العواصف والجاهل مهما علا صراخه سيبقى صدى أجوف يذوب مع أول وهلة بينما تبقى هيبة الكبار شامخة لا يطالها أحد فالجاهل كلما رمى الطهر بالوحل فلا يلوث الطهر بل يغرق هو بالوحل إنما الأشراف كما هم لأنهم أصحاب عزة وكرامة تربوا على العطاء
بلا مقابل وعلى المروءة بلا ثمن فالابتزاز لغة الضعفاء أمثاله والحلوس مع المغيبين والحديث الدائم معهم هو سلاح العاجزين أما الكبار فيصنعون المجد بالفعل لا بالقول بالثبات لا بالصراخ فالجاهل حين يتهم الرجال
يفضح نفسه قبل أن يفضح غيره ويكتب شهادة وفاته فنحن نزداد مكانة كلما تعرضنا للباطل بينما هو يغرق في وحل افتراءاته فلا يرى فيه الناس إلا صورة مشوهة لإنسان لم يعرف قدر نفسه فليقل ما يشاء وقتما يشاء لكن سيبقى الأسياد في مقامهم العالي ويبقى هو مجرد صدى بلا صوت يزول مع أول نفحة فى الهواء