”عفركوش”.. عرض مسرحي للأطفال يجوب قرى ”حياة كريمة” بالبحيرة والغربية، ويحمل رسالة إنسانية قوية


في أجواء مليئة بالبهجة والفن، يواصل العرض المسرحي "عفركوش" رحلته بين قرى محافظتي البحيرة والغربية، ليزرع الابتسامة في وجوه الأطفال والأسر، وينشر القيم الإنسانية النبيلة في أرجاء المبادرة الرئاسية "حياة كريمة". هذا العمل، الذي أنتجه المسرح القومي للأطفال تحت مظلة البيت الفني للمسرح، يأتي برعاية وزارة الثقافة، ضمن فعاليات مشروع مسرح المواجهة والتجوال الذي يهدف إلى الوصول بالفن إلى كل ربوع مصر، وخاصة المناطق التي لم تعرف المسرح عن قرب من قبل.
"عفركوش" ليس مجرد مسرحية للأطفال، بل هو رحلة فنية تحمل في طياتها رسائل تربوية واجتماعية عميقة. فالنص الذي أبدعه الكاتب عيسى جمال، وأخرجه المخرج عادل الكومي، يسلط الضوء على أهمية ترابط الأسرة ووحدتها، ويبرز الدور الجوهري للأهل في حماية أبنائهم من مخاطر التفكك الأسري. العمل يدمج بين الترفيه والفائدة، فيقدم للأطفال حكاية مشوقة مليئة بالمواقف الطريفة والمفاجآت، وفي الوقت نفسه يزرع في عقولهم الصغار قيماً راسخة حول الحب، والاحترام، والتعاون.
ولأن المسرح فن جماعي، فقد تعاون على تنفيذ هذا العمل كوكبة من الفنانين والمبدعين في مجالات مختلفة. فقد صاغ الأشعار المتميزة أيمن النمر، ووضع الألحان التي تحمل مزيجاً بين البهجة والدفء إيهاب حمدي، فيما أبدع مجدي ونس في تصميم الديكور والعرائس التي أضفت على العرض أجواء ساحرة جذبت انتباه الحضور منذ اللحظة الأولى. أما تصميم الملابس فقد جاء بتوقيع إيمان الشيخ، الذي عكس روح الشخصيات بدقة وألوان تنبض بالحياة. الاستعراضات الراقصة التي أضفت الحركة والحيوية على المشاهد كانت من إبداع أشرف فؤاد، بينما تولى محمد الجباس إعداد المادة الفيلمية التي أثرت العمل بصرياً وأعطته بعداً تقنياً عصرياً.
على خشبة المسرح، تألق نجوم العمل في تقديم شخصياتهم بروح مليئة بالطاقة، حيث شارك في البطولة كل من: عادل الكومي، محمد خليل، أيمن بشاي، هناء سعيد، سامر المنياوي، الطفل يوسف وليد، محمود الصغير، حمزة عبد الله، محمود فراج، شمس أشرف، نور رضا، محمد عبد الله، ومحمد هاني. استطاع هؤلاء الفنانون أن يجمعوا بين الأداء التمثيلي المتميز وروح الدعابة المحببة للأطفال، مما جعل العرض يحظى بتفاعل كبير وتصفيق حار في كل عرض.
اقرأ أيضاً
تعليم البحيرة ينهي استعداداته لانطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة 2024/2025
إنطلاق اليوم الثاني لمؤتمر طب الأطفال الـ16 بالبحيرة
البحيرة تحتضن المؤتمر الـ16 لطب الأطفال بمشاركة كبار أساتذة الجامعات المصرية
خلال مؤتمر في محافظة البحيرة بحضور 3 محافظين.. وزير الزراعة يُكرم الخبير الزراعي السعودي خالد العبيد
غلق 23 منشأة طبية خاصة خلال أسبوع بالبحيرة
تركيب جهاز أشعة مقطعية حديث بمستشفى الرحمانية المركزي لدعم الخدمات الطبية بالبحيرة
زراعة البحيرة تستقبل أعضاء منظمة الفاو لاستكمال مشروع التنمية المستدامة فى الثروة الحيوانية
تأجيل محاكمة المتهمين بقتل تاجر الذهب أحمد المسلماني في البحيرة إلى 13 سبتمبر المقبل
اليوم.. انطلاق محاكمة المتهمين في قضية مقتل تاجر الذهب أحمد المسلماني بالبحيرة
تجديد حبس قاتل زوجته بالبحيرة 4 أيام على ذمة التحقيقات
وكيل زراعة البحيرة يتابع توزيع الأسمدة بجمعية الوقين الزراعية بكفر الدوار
ضبط 181 عبوة أدوية بيطرية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام بالبحيرة
اللافت أن "عفركوش" لا يقتصر على كونه عرضاً فنياً، بل هو مبادرة مجتمعية بحد ذاتها، حيث يتم تقديمه مجاناً لأهالي القرى المستهدفة، في محاولة لإزالة الحواجز بين الفن والجمهور، وتأكيد أن الثقافة حق للجميع. الأطفال الذين حضروا العروض تفاعلوا مع الأحداث بحماس، وشاركوا بأصواتهم وضحكاتهم في صناعة أجواء احتفالية فريدة. كما لم يخلُ الأمر من حضور أولياء الأمور الذين وجدوا في العمل فرصة لمناقشة أبنائهم حول مضامينه بعد انتهاء العرض، مما يعزز دور المسرح كأداة للتواصل الأسري.
هذا النوع من العروض، الذي يصل إلى القرى والنجوع، يعكس فلسفة مشروع مسرح المواجهة والتجوال، والذي بدأ منذ سنوات ليكسر مركزية الثقافة في المدن الكبرى، ويعيد للمسرح رسالته الأصلية كفن جماهيري قريب من الناس. وفي ظل التعاون بين وزارة الثقافة والمؤسسات الفنية، أصبح من الممكن أن يجد طفل في قرية بعيدة عن العاصمة نفسه أمام عرض مسرحي مبهر بكل عناصره الاحترافية، دون أن يضطر للسفر أو تحمل أعباء مادية.
من جانبه، عبّر المخرج عادل الكومي عن سعادته بردود فعل الجمهور، مؤكداً أن الأطفال هم الجمهور الأصعب لأنهم يعبرون عن رأيهم بصدق ودون مجاملة، وأن نجاح العرض في شد انتباههم طوال مدة العرض يعد شهادة حقيقية على جودة العمل.
وفي ختام جولته بمحافظتي البحيرة والغربية، يستعد فريق العمل لمواصلة التجوال في محافظات أخرى، حاملين معهم رسالتهم الفنية والإنسانية، ليؤكدوا أن المسرح يمكن أن يكون أداة للتغيير الإيجابي، وأن الفن حين يلتقي بالقيم يصبح قوة مؤثرة في تشكيل وعي الأجيال القادمة.
"عفركوش" ليس مجرد عرض، بل هو تجربة متكاملة تمزج بين الفن والتربية، بين الترفيه والتعليم، بين الخيال والواقع. ومن المؤكد أن أثره سيبقى في ذاكرة الأطفال الذين شاهدوه، ليصبح بالنسبة لهم بداية علاقة جميلة مع المسرح والفن بشكل عام.