الثلاثاء 19 أغسطس 2025 12:38 صـ 23 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    ثقافة

    جدلية الابداع الشعري عند خالد سعد فيصل

    السفير الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
    السفير الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

    الشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل: جدلية الإبداع الشعري بين الأصالة والتجديد - دراسة بنيوية دلالية

    بقلم: الأستاذ الدكتور/ بكر إسماعيل الكوسوفي

    السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية

    عضو مجمع اللغة العربية - مراسل في مصر

    عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر

    [email protected]

    الملخص:

    يتناول هذا البحث تجربة الشاعر المصري خالد سعد عبد الحميد فيصل (1967) من خلال قراءة نقدية تحليلية تسلط الضوء على سيرته الإبداعية وإسهاماته في المشهد الشعري العربي المعاصر، لا سيما في مجال الحفاظ على تقاليد الشعر العمودي وتطويره. تعتمد الدراسة منهجية تكاملية تمزج بين السيرة الأدبية والتحليل النصي، لإبراز البنية الجمالية والفكرية في شعره، ودراسة أثره في الخطاب الثقافي المعاصر.

    المقدمة:

    يُعد الشعر أحد أكثر الأجناس الأدبية تأثرًا بالتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي عرفها العالم العربي في العقود الأخيرة. وفي هذا السياق، تتجلى تجربة الشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل بوصفها نموذجًا شعريًا محافظًا، يتشبث بثوابت القصيدة العمودية الكلاسيكية، دون أن يغفل رهانات الحداثة وتحديات العصر. يهدف هذا البحث إلى تقديم قراءة تحليلية لتجربة الشاعر في أبعادها الفنية والفكرية، مع التركيز على العلاقة بين ثنائية "العلم/الأدب"، و"الأصالة/التجديد"، وذلك عبر مقاربة نقدية تستند إلى أدوات التحليل البنيوي والدلالي والتأويلي.

    المبحث الأول: السيرة الإبداعية

    1. النشأة والتكوين:

    • وُلد عام 1967 في محافظة الفيوم لأسرة محبة للعلم والأدب

    • تخرج في كلية العلوم بجامعة قناة السويس

    • عمل مدرساً للرياضيات مع مواصلة مسيرته الأدبية

    1. التأثيرات المبكرة:

    • تأثر بأمير الشعراء أحمد شوقي في مرحلة مبكرة

    • عكف على دراسة الشوقيات والتراث الشعري الكلاسيكي

    • جمع بين التخصص العلمي والموهبة الأدبية

    المبحث الثاني: المشروع الإبداعي

    1. الإنتاج الشعري:

    • ديوان "خفقة وجد" (2005)

    • ديوان "غيمة وخطو سرابي" (2010)

    • ديوان "شذرات من رحيق المناسبات" (قيد الطباعة)

    1. الخصائص الفنية:

    • التزام بالوزن الخليلي والقافية الموحدة

    • توظيف الصور الشعرية المبتكرة

    • الجمع بين الرصانة اللغوية والرؤية المعاصرة

    المبحث الثالث: الإسهامات الثقافية

    1. واحة أمير الشعراء:

    • تأسيس أول تجمع للشعراء المحافظين

    • الحفاظ على الشعر العمودي في مواجهة الحداثة

    • رعاية الأصوات الشعرية الجديدة

    1. الرؤية النقدية:

    • الدفاع عن الخصائص الجوهرية للشعر العربي

    • موازنة بين الأصالة والتجديد

    • التركيز على البعد الأخلاقي في الإبداع

    المبحث الرابع: الأثر الثقافي والفكري

    1. في الحقل الأدبي:

    • إثراء الحركة الشعرية المحافظة

    • تقديم نموذج للشاعر العالم

    • الربط بين التراث والمعاصرة

    1. في المجال التربوي:

    • الجمع بين التخصص العلمي والإبداع الأدبي

    • التأثير في الأجيال الجديدة

    • تعزيز مكانة الشعر في التعليم

    الخاتمة:
    تمثل تجربة الشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل نموذجاً متميزاً للشاعر العالم الذي يجمع بين التخصص العلمي والإبداع الأدبي. تبرز أهميته في كونه:

    1. حافظاً للتراث الشعري

    2. مجدداً في الشكل والمضمون

    3. مؤثراً في الحركة الثقافية العربية

    المبحث الخامس: التحليل النصي والتأويلي لنماذج شعرية مختارة

    مقدمة:
    في هذا المبحث المحوري، نسلط الضوء على ثلاث قصائد بارزة في ديوان الشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل، تمثل أبعاداً مختلفة من رؤيته الإبداعية. سنعتمد منهجية تحليلية تكاملية تزاوج بين النقد الأدبي التقليدي ومناهج النقد الحديث، لكشف طبقات الدلالة والبناء الفني التي تجعل من هذه النصوص نماذج متميزة في الشعر العربي المعاصر.

    1.5 التحليل الأدبي والنقدي لقصيدة "جنود مصر" للشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل

    المقدمة:

    تُمثّل قصيدة "جنود مصر" للشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل نموذجاً مكثفاً للشعر الوطني الذي يجمع بين الروح القومية والعمق الإنساني. كتبت القصيدة في سياق زمني يعاني فيه العالم العربي تحولات كبرى، لتقدم رؤيةً تجعل من الجندي المصري رمزاً للعطاء والحضارة. يستند هذا التحليل إلى منهجية تكاملية تدرس البناء الفني والمضمون الفكري وأثره الثقافي.

    1. التحليل البنائي:

    أ. البنية الإيقاعية:

    • اعتمد الشاعر على بحر البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن) الذي يُعد من أكثر البحور ملاءمةً للخطاب الحماسي.

    • التزام تام بالقافية الموحدة (الضمة المطلقة على حرف الباء) مما يعطي انسجاماً موسيقياً.

    • استخدام التفعيلة الثقيلة (مستفعلن) يعكس ثقل المسؤولية التي يحملها الجندي.

    ب. البنية اللغوية:

    • توظيف المفردات التراثية ("براثنها"، "الحسب") مع مصطلحات معاصرة ("المتاحف"، "الآثار").

    • الانزياح الدلالي في تحويل "الجنود" من مفهوم عسكري إلى رمز حضاري ("يسمو بها المجد").

    2. التحليل الدلالي:

    أ. المستوى الرمزي:

    • "الجنود أسود في براثنها": توظيف صورة الأسد لتمثيل القوة والكرامة.

    • "النيل يجرى في الربى طربا": تحويل النهر إلى كائن حي يعبر عن الفرح بالانتماء.

    • "التاريخ برجال العلم مزدهر": الجمع بين البعد العسكري والعلمي في بناء الحضارة.

    ب. المستوى الفكري:

    • ثنائية "القوة/المعرفة": الجمع بين البطولة ("عزم") والإنجاز العلمي ("رجال العلم").

    • ربط الماضي بالحاضر ("الآثار شاهدة") كاستمرارية حضارية.

    • مفهوم الجندي الموسع الذي يشمل العسكري والعالم والشاعر.

    3. الأثر الفكري والعلمي:

    أ. في الحقل الثقافي:

    • تقديم نموذج للشعر الوطني المعاصر الذي يتجاوز الخطابة إلى العمق الحضاري.

    • إعادة تعريف مفهوم البطولة ليشمل الإنجاز العلمي ("رجال العلم مزدهر").

    • توظيف التراث ("الآثار") كأساس للهوية المعاصرة.

    ب. في المجال النقدي:

    • نموذج للشعر المحافظ الذي يزاوج بين الشكل التقليدي والمضمون التجديدي.

    • توظيف الصور الشعرية المبتكرة في سياق الخطاب الوطني.

    • تأثير القصيدة في تطوير مفهوم "الأدب العسكري" العربي.

    الخاتمة:

    تمثل قصيدة "جنود مصر" علامة فارقة في الشعر الوطني العربي المعاصر، حيث تنجح في:

    1. تحويل الخطاب العسكري إلى رؤية حضارية شاملة

    2. الجمع بين الأصالة الشعرية والرؤية التجديدية

    3. تقديم نموذج للشاعر الملتزم بقضايا أمته دون تفريط في القيم الجمالية

    ملحق: نص القصيدة كاملة

    حَـــيِّ الجُنُـــــودَ أُسُـــــودًا فِـــــي بَـرَاثِنِهَا
    وَلْتَسْكُــــبِ الشِّعـــرَ حُــبًّا نَعتَلِـــي الشُّهُبَا

    هَـــــذَا المَهِيـــبُ وَمَـــــا أَقــوَى عَـزَائِمــهُ
    هَـــذَا ٍالشَّـــرِيفُ يَسُـوقُ الفَخــرَ والذَّهَبَا

    قَـــد حـــازَ مَكْــرُمَةً فِي الحُبِّ مَا بَرِحَتْ
    تُسْبِــي الفُــــؤَادَ وَ تُعلِـــي قَــدرَنَا حَسَبَا

    حَتَّـى غَـــدَتْ مِصـــرُ بِالأَبْطَــالِ سَيَّـــدَةً
    يَسْمُـــو بِهَا المَجـــدُ كَـي يُعلِي بِهَا الأَدَبَا

    جُنُــــــودُ مِصــــرَ وَقَــــد أَحيَـوا مَكَانَتَهَا
    بِكُـــــلِّ عَـــــزْمٍ أَضَـــاؤُوا بِالسَّنَـا نَسَـــبَا

    يَـــا مِصــــــرُ جِئتُكِ مَشْبُوبًـا بِعَاطِفَتِــي
    فِي أَرضِكِ النِّيلُ يَجرِي فِي الرُّبَى طَرَبَا

    هَــــذِي المَتَاحِـــــفُ وَالآثَــــارُ شَاهِـــدَةٌ
    تَحكِــــي لَـنَا الخُلْــدَ وَالأَحدَاثَ والحِقَبَا

    تَــــارِيخُنَا بِرِجَـــــــالِ العِلْــــمِ مُزْدَهِـــــرٌ
    هُـــــــمُ الفَخَـــــارُ لَـــنَا مَجـــدًا وَمُكْتَسَبَا

    هُــــمُ المَعَــالِـي وَفِـــي صِدقٍ وَقَد وَثَبُوا
    نَحــــــوَ العُلُـــــومِ لِجَنـــيِ الخَيرِ وَالنَّشَبَا

    سَلِ القَوَافِيَ هَلْ فِـي القَولِ مِنْ عَجَبٍ؟
    مَـــــنْ يَسْـــعَ لِلْمَجــــدِ يَلْــــزَمْ لِلْعُــلَا سَبَبَا

    التوصيات البحثية:

    1. دراسة تأثير القصيدة في الشعر الوطني المعاصر

    2. تحليل البعد الحضاري في تصوير الجندي المصري

    3. مقارنة النموذج الجمالي للقصيدة مع الشعر العسكري العالمي

    هذا التحليل يقدم رؤية شاملة للقصيدة من حيث بنائها الفني وأبعادها الفكرية، مع إبراز تأثيرها في الحقل الثقافي العربي، مع الالتزام بالمنهجية الأكاديمية في التحليل والتوثيق.

    2.5 التحليل الأدبي والنقدي لقصيدة "بلادي" للشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل

    المقدمة:

    تتجلى قصيدة "بلادي" للشاعر خالد سعد فيصل كأنشودة وطنية تعكس روح الانتماء والتصدي للتحديات. تمثل هذه القصيدة نموذجاً للشعر الوطني المعاصر الذي يزاوج بين الحماسة والعمق الفكري، حيث يقدم الشاعر مصر كرمز للعطاء والصمود في مواجهة المحن.

    1. التحليل البنائي:

    أ. البنية الإيقاعية:

    • اعتمد الشاعر على بحر المتقارب (فعولن) الذي يناسب الخطاب الحماسي

    • التزم بقافية موحدة (الباء المكسورة) مما يعطي انسجاماً موسيقياً

    • استخدام التفعيلة القصيرة يعكس إيقاع التحدي والتصميم

    ب. البنية اللغوية:

    • توظيف الرموز التاريخية ("عَرِينُ الأُسُودِ")

    • الانزياح الدلالي في تشبيه مصر بالأم ("أُمُّ العَرَبْ")

    • المفارقة بين "الغضب" و"السلام" في بناء الرؤية الوطنية

    2. التحليل الدلالي:

    أ. المستوى الرمزي:

    • "مصر" كرمز للأمومة والعطاء

    • "الجيش" كرمز للكرامة والحرية

    • "الصخر" كرمز للإرادة التي لا تنكسر

    ب. المستوى الفكري:

    • فلسفة الصمود في وجه الابتلاءات

    • ثنائية "القوة/الحكمة" في بناء الوطن

    • ربط الماضي العريق بالمستقبل الواعد

    3. الأثر الفكري والعلمي:

    أ. في الحقل الثقافي:

    • تعزيز الهوية الوطنية في الأدب المعاصر

    • تقديم نموذج للشعر الوطني المتوازن

    • معالجة قضايا الأمة بلغة شعرية رفيعة

    ب. في المجال التربوي:

    • أداة تعليمية لغرس قيم الانتماء

    • توظيف الشعر في تعزيز الروح الوطنية

    • معالجة مفهوم المواطنة الفاعلة

    الخاتمة:

    تمثل قصيدة "بلادي":

    1. بياناً شعرياً للهوية المصرية

    2. جسراً بين الماضي المجيد والحاضر الصامد

    3. نموذجاً للشعر الوطني الهادف

    التوصيات البحثية:

    1. دراسة تأثير القصيدة في الشعر الوطني المعاصر

    2. تحليل البعد الحضاري في تصوير مصر

    3. مقارنة النموذج الجمالي مع الشعر الوطني العالمي

    النص الكامل للقصيدة:

    وَمَهْمَا بِلَادِي اعْتَرَاهَا ابْتِلَاءٌ
    سَتَبْقَى بِلَادِي بِرَغْمِ الْكُرَبْ

    فَمِصْرُ الْعَزِيزَةُ رَمْزُ الْـعَطَاءِ
    وَمِصْرُ الْعَزِيزَةُ أُمُّ الْعَرَبْ

    سَأَحْمِي بِلَادِي وَكَمْ أَفْتَدِي
    بِلَادِي بِرُوحِي وَذَا الْـمُكْتَسَبْ

    يَقُودُ الْـجُيُوشَ عَرِينُ الْأُسُودِ
    لِيَقْهَرَ ذَاكَ الْعِدَا الْـمُغْتَصِبْ

    فَجَيْشُ الْكِنَانَةِ حُرٌّ عَنِيدٌ
    يَرُومُ السَّلَامَةَ بَعْدَ الْغَضَبْ

    يَدُكُّ الْـحُصُونَ يُزِيلُ الْـكُرُوب
    وَدَانَ لَهُ الْعِزُّ حَتَّى اقْتَرَبْ

    وَصَوْتُكِ يَا مِصْرُ يَعْلُو السَّمَا
    وَقَدْ أَنْطَقَ الصَّخْرَ حَتَّى نَطَقْ

    هذا التحليل يقدم رؤية شاملة للقصيدة من حيث بنائها الفني وأبعادها الفكرية، مع إبراز قيمتها الوطنية والتأثيرية، مع الالتزام بالمنهجية الأكاديمية في التحليل والتوثيق.

    3.5 التحليل الأدبي والنقدي لقصيدة "أمسك لسانك" للشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل

    المقدمة:

    تُمثل قصيدة "أمسك لسانك" نموذجاً راقياً للشعر الحكمي الذي يجمع بين الإيجاز البلاغي والعمق الأخلاقي. تندرج هذه القصيدة ضمن شعر النصائح الأخلاقية الذي يمتلك جذوراً عميقة في التراث العربي، مع تقديم رؤية معاصرة تتناسب مع تحديات العصر اللغوية والاجتماعية.

    1. التحليل البنائي:

    أ. البنية الإيقاعية:

    • اعتمد الشاعر على بحر البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن) المناسب للخطاب الحكمي

    • التزم بقافية موحدة (الراء المكسورة) مما يعطي انسجاماً موسيقياً

    • استخدام التفعيلة المتوسطة (فاعلن) يعكس توازن الخطاب الأخلاقي

    ب. البنية اللغوية:

    • توظيف الأمثال العربية القديمة ("معظم النار من مستصغر الشرر")

    • الانزياح الدلالي في تشبيه الكلام بالنبات ("القول كالنبت")

    • المفارقة بين "الإحسان" و"الثرثرة"

    2. التحليل الدلالي:

    أ. المستوى الرمزي:

    • "اللسان" كرمز للقوة التدميرية والبنائية

    • "النار" و"الشرر" كرمز للعواقب الوخيمة

    • "النبت" و"المطر" كرمز للنمو الإيجابي

    ب. المستوى الفكري:

    • فلسفة ضبط النفس اللغوية

    • ثنائية "الصمت/الكلام المفيد"

    • ربط السلوك اللغوي بالمسؤولية الأخروية

    3. الأثر الفكري والعلمي:

    أ. في الحقل الثقافي:

    • إحياء التراث الحكمي العربي بأسلوب معاصر

    • تقديم نموذج للشعر التربوي الهادف

    • معالجة أزمة التواصل في العصر الرقمي

    ب. في المجال التربوي:

    • أداة تعليمية لقواعد الحوار الإيجابي

    • توظيف الشعر في التنمية الأخلاقية

    • معالجة ظاهرة "الهذر" في وسائل التواصل

    الخاتمة:

    تمثل قصيدة "أمسك لسانك":

    1. نموذجاً للشعر الحكمي الملتزم

    2. جسراً بين الحكمة التراثية والواقع المعاصر

    3. أداة للتربية اللغوية والأخلاقية

    التوصيات البحثية:

    1. دراسة تأثير القصيدة في الشعر التربوي المعاصر

    2. تحليل البعد النفسي لرمزية اللسان

    3. مقارنة النموذج الجمالي مع شعر الحكمة العالمي

    النص الكامل للقصيدة:

    أَمْسِكْ لِسَانَكَ أَوْ يُرْدِيكَ لِلْخَطَرْ
    "فَمَعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرْ"
    وَانْثُرْ بُذُورَكَ أَرْضًا غَيْرَ فَاسِدَةٍ
    فَالْقَوْلُ كَالنَّبْتِ يَرْجُو أَطْهَرَ الْمَطَرْ
    وَاجْعَلْ كَلَامَكَ إِحْسَانًا وَمَوْعِظَةً
    وَاخْشَ الْمَمَاتَ وَيَوْمَ الْحَشْرِ وَالْكَدَرْ
    فَأَعْقَلُ النَّاسِ مَنْ تَلْقَاهُ مُبْتَعِدًا
    عَنْ قَوْلِ ثَرْثَرَةٍ بُعْدًا عَنِ الْهَذَرْ

    هذا التحليل يقدم رؤية شاملة للقصيدة من حيث بنائها الفني وأبعادها الفكرية، مع إبراز قيمتها التربوية والتأثيرية، مع الالتزام بالمنهجية الأكاديمية في التحليل والتوثيق.

    خاتمة المبحث:
    تكشف هذه التحليلات المتعمقة عن براعة الشاعر في توظيف اللغة لخدمة رؤيته الفكرية، حيث يجمع بين الأصالة والمعاصرة في بناء خطاب شعري متماسك. تظهر القصائد الثلاث معاً ملامح مشروع إبداعي متكامل، يؤسس لشعرية عربية معاصرة تحترم التراث دون أن تكرره، وتتناول قضايا العصر دون أن تفقد بعدها الجمالي. هذه النماذج تثبت أن الشعر العربي لا يزال قادراً على حمل هموم الأمة وتطلعاتها بلغة فنية رفيعة.

    الشاعر خالد سعد عبد الحميد فيصل في مرآة الشعراء: تحية شعرية ونقدية من كوسوفا إلى مصر

    بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي

    الملخص:

    تهدف هذه الدراسة إلى تقديم قراءة أدبية ونقدية لقصيدة مهداة إلى الشاعر المصري خالد سعد عبد الحميد فيصل، كتبها الشاعر والناقد الكوسوفي الدكتور بكر إسماعيل، تعبيرًا عن العلاقة الفكرية والإبداعية التي جمعتهما في سياقات ثقافية متعددة، خصوصًا في إطار التفاعل الأدبي حول قضية كوسوفا. تتناول الدراسة البنية الجمالية والدلالية للقصيدة، وتسلط الضوء على بعدها التواصلي الإنساني، بوصفها نموذجًا راقيًا من أدب الإهداء الذي يجمع بين الأصالة الشعرية والرؤية الثقافية العابرة للحدود.

    مقدمة شعرية تمهيدية:

    بقلم: د. بكر إسماعيل الكوسوفي

    يا خالدَ الحرفِ، يا نجمًا على القممِ
    تهدي القصائدَ من صدقٍ ومن نِعَمِ
    فيك العروبةُ في أسمى معانيها
    وفي القصيدِ، تجلّى النورُ في الظُلَمِ

    أهدي إليك محبًّا من كوسوفا صدى
    يحكي الوفاءَ، ودفءَ الروحِ والكَلِمِ

    القصيدة: "إلى الشاعر خالد سعد.. رفيق الحرف"

    يا خالدَ الشعرِ، يا نبعَ البيانِ سما
    فيك المحابرُ تُلقي الحرفَ والقلما

    من الإسماعيليةِ الغنّاءِ قد بزغتْ
    شمسُ القريضِ تُضيءُ الشرقَ والعَلَما

    تغدو القصائدُ في كفّيكَ مؤتلقًا
    فتمسكُ الضوءَ من أعماقِنا حلما

    رأيتُ فيكَ رجاءَ الضادِ منتصرًا
    وحملتَ للشرقِ إرثَ المجدِ والحِكما

    كأنّ في نظمِكَ الشوقَ القديمَ لما
    قالتهُ شوقيَاتُ الأمسِ من نغما

    يا منْ على البحرِ قد غنّيتَ ملحمةً
    تهتزُّ مصرُ بها والعلمُ والعَلما

    لقاؤنا في ديارِ النيلِ كان هوى
    من كوسوفا أتى قلبي لينسجَ ما

    قد ضمّهُ الشعرُ من حبٍّ ومكرمةٍ
    في حضرةِ الحرفِ، صارَ الشرقُ منسجما

    وما نسيتُ يديكَ، الحرفَ يزرعُهُ
    فوق الربى، فيغنّي السهلُ والعَلما

    خالدْ، رفعتَ لنا راياتِ قافيَةٍ
    تبقى، ويُزهرُ في أنغامِها الكلِما

    التحليل الأدبي والنقدي للقصيدة:

    أولاً: البنية الفنية

    1. الوزن والإيقاع:
    نُظِمت القصيدة على بحر الكامل، الذي يُعد من أكثر البحور العربية انسيابيةً وملاءمةً للتعبير عن الانفعال الوجداني، خاصة في شعر الإهداء والمديح. واستخدام القافية الموحدة المنتهية بـ(ـما) يمنح النص وحدةً صوتيةً وانسجامًا موسيقيًا يثبّت المعنى ويؤكد نغمة الاعتزاز والوفاء.

    2. الأسلوب والصور الشعرية:

    • تنوّعت الصور بين الحسية والرمزية، مثل: "تمسكُ الضوءَ من أعماقِنا"، وهي صورة تتجاوز الواقع لتشير إلى أن الشاعر خالد قادر على استخراج النور من الروح.

    • وُظِّفت استعارات دالة على الخصب الثقافي، مثل: "فيك المحابر تلقي الحرف", "القصائد في كفّيك مؤتلقة".

    ثانيًا: التحليل الدلالي

    1.المستوى الرمزي:

    • "شمس القريض"، "نبع البيان": رموز للخصوبة الفنية والتنوير الثقافي.

    • "من كوسوفا إلى مصر": تمثيل لعلاقة المثقف العربي المغترب بوطنه الثقافي الأوسع.

    • "رفع رايات القافية": يشير إلى وفاء الشاعر خالد لقواعد القصيدة العمودية في زمن تغري فيه تيارات النثر والانفلات.

    2.المستوى الفكري:

    • القصيدة تؤسس لفكرة المثقف الجسر الذي يربط بين الشعوب، ويوظف الكلمة في الدفاع عن القضايا، كقضية كوسوفا.

    • تجمع بين الامتنان الشخصي والاحتفاء الموضوعي بشاعرٍ يعدّه الكاتب نموذجًا للصدق الفني والالتزام القيمي.

    الخاتمة:

    تشكل قصيدة "إلى الشاعر خالد سعد" نموذجًا لشعر الإهداء الذي يتجاوز المجاملة العاطفية ليصبح وثيقة ثقافية تعبّر عن تفاعل المثقف مع قرينه، وتؤسس لجماليات الوفاء الفكري. فهي قصيدة تنبض بحبٍّ صادقٍ، وتنتمي لخطاب شعري يُعيد الاعتبار لمكانة الكلمة في زمن التبدد. لقد نجح الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل في بناء خطاب شعريّ يحافظ على البنية العمودية، ويجسّد تجربة فكرية وإنسانية فريدة من نوعها بين كوسوفا ومصر.

    التوصيات البحثية:

    1. دعوة النقّاد إلى دراسة أدب الإهداء العربي المعاصر كجنس أدبي مستقل يحمل أبعادًا ثقافية وسياسية.

    2. استكشاف الدور الذي يلعبه الشعر في بناء جسور التواصل بين مثقفي العالم العربي، خاصة في سياقات التضامن والتبادل الفكري.

    3. تشجيع الأبحاث المقارنة بين شعر المهجر وشعر الداخل في التعبير عن القضايا القومية والإنسانية.

    خالد سعد فيصل . بكر إسماعيل .كوسوفا

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 12:38 صـ
    23 صفر 1447 هـ 19 أغسطس 2025 م
    مصر
    الفجر 03:52
    الشروق 05:25
    الظهر 11:59
    العصر 15:35
    المغرب 18:33
    العشاء 19:55