خالد مصطفى يكتب: المرشح الأناني

المرشح الأناني لا يرى في الساحة سوى نفسه يظن أن الأضواء خُلقت لتسلط عليه وحده متجاهلاً أن العمل العام لا يُبنى على الأنانية بل على خدمة الناس فمن يتمسك بالانفراد ويحاول إقصاء غيره يكشف عن عجزه وضعف حجته بينما هناك من هو أرقى منه خُلقاً وأصدق منه سلوكاً ذلك الشخص القادر أن يثبت وجوده بعمله لا بشعاراته وبخدمته لا بادعاءاته المرشح الذي تحكمه أنانيته لا يصلح لقيادة الناس لأنه لا يرى فى المرآه إلا نفسه ولا يسمع فى الهواء إلا صوته فمن يريد أن يكون وحده على الساحة إنما يخشى المنافسة ويهرب من المقارنة لأنه يعلم في قرارة نفسه أن بين الناس من هو أكرم منه خُلقاً وأرفع منه مكانة وأكثر قرباً من القلوب فالسياسة ليست ساحة لتمجيد الأنا بل ميدان لخدمة المجتمع ومن يعجز عن تقبل وجود الأفضل منه لن يقدر أبداً على حمل هموم الناس ولا على الدفاع عن حقوقهم الساحة لا تحترم ابداً الأنانيين بل ترفع من يعمل بصدق ويُضحي من أجل غيره فهؤلاء هم من يستحقون ثقة الجماهير
المرشح الأناني أشبه بظل قصير
لا يطول ابداً و يظن أن الساحة قد خُلقت له وحده وأن الناس وُجدوا لترديد اسمه هو فقط بينما الحقيقة أن الأوطان لا تُبنى على الأنا بل على العطاء فمن يتصور أنه الأوحد إنما يكشف عن خواء بداخله وخوف من المقارنة لأن أمامه من هو أسمى منه خُلقاً وأصدق منه لساناً وأصفى منه فى النية وأرجل منه تصرفاً وأجدر منه بثقة الناس فالقيادة لا تُمنح لمن يطلبها بتكبر بل تُعطى لمن يستحقها بتواضع والناس بفطرتهم يميزون بين من يسعى لمجد شخصي زائل ومن يضع قلوبهم وآمالهم فوق مصلحته الشخصية والزمان لا يرحم الأنانيين بل يلفظهم سريعاً ويُبقي دائماً على أصحاب الأخلاق الرفيعة والصدق والعمل المخلص فالجميع يعلمون ان لدينا مرشح أنانى يخشى من وجود مرشح أفضل منه فى كل شيئ وهذا يعني أن الميزان قد مال لغير صالحه فالناس بطبيعتها تميل إلى صاحب الخلق الحسن والسمعة الطيبة قبل أن تنظر إلى أي وعود أو شعارات كاذبة فالسياسة ليست سباقاً في كثرة الكلام أو في استعراض النفوذ بل هي امتحان للقيم والأخلاق قبل أن تكون امتحاناً للصوت والصندوق
فحين يظهر في الساحة مرشح نعتبره هو الأفضل يصبح حضورك يا أيها الأنانى باهتاً مهما رفعت من شعارات مزيفة وعبارات خادعة لأن القلوب لا تُخدع والناس تعرف جيداً من يعمل من أجلهم ومن يعمل من أجل نفسه
فوجود مرشح آخر كسر القاعدة الهشة التى اعتمدت فيها على المراوغة والتضليل وعباراتك الركيكة التى يرددها حولك مجموعة تميزت بالفقر السياسى فالحقيقة التي لا تستطيع الهروب منها ان الناس لا تُخدع بالمظاهر ولا تنخدع بالشعارات الفارغة إنما تميل دائماً إلى صاحب السيرة النقية فأنت ربما تملك صوتاً عالياً أو حضوراً مصطنعاً لكن غيرك يملك القلوب باحترامه وأدبه وخدمته الصادقة فالسياسة ليست ميداناً للغرور ولا ساحة لتقديس الأنا بل امتحان حقيقي للأخلاق قبل أن تكون منافسة على المقاعد ومن يفقد الأخلاق فقد خسر المعركة قبل أن تبدأ حتى لو ملأت الدنيا ضجيجاً وإلتف حولك مجموعة من الرجال المقيدون بالسلاسل الموافقون دائماً على الخطأ قبل الصواب فيجب أن يتذكر هؤلاء وانت معهم بأن الكرسي لا يصنع رجلاً بل الرجل الخلوق هو الذي يصنع الكرسي ويترك من بعده أثراً طيباً لا يُمحى