خالد مصطفى يكتب: مالسبب وراء ضعف الاحزاب المصرية

الأحزاب المصرية تعاني منذ سنوات من أزمة ثقة حقيقية مع الشارع المصري وهذه الأزمة ترجع إلى مجموعة من الأسباب المتراكمة منها ما هو تاريخي ومنها ما هو متعلق بالواقع السياسي والاجتماعي الحالي الأزمة التي تواجهها الأحزاب المصرية في كسب ثقة الشارع ليست وليدة اللحظة بل هي تراكمات سنوات من الممارسات السياسية الضعيفة وغياب الارتباط الحقيقي بقضايا المواطن ورغم تعدد المسميات وتنوع الشعارات يبقى القاسم المشترك بين معظم الأحزاب هو الفجوة الكبيرة بينها وبين الشارع فرغم تعدد الأحزاب في مصر وتنوع شعاراتها إلا أن معظمها يظل عاجزاً عن اختراق وجدان الشارع أو كسب ثقته لتبقى الحياة الحزبية في حالة شلل شبه دائم تتحرك فقط في مواسم الانتخابات ثم تعود إلى الصمت والفشل المتكرر إذا لماذا فشلت الأحزاب في كسب الشارع لغياب المشروع الوطني الحقيقي
لأن معظم الأحزاب تكتفي ببرامج شكلية على الورق دون خطة واضحة لحل أزمات المواطن من لقمة العيش إلى فرص العمل وتتعمد الانفصال الكامل عن الشارع
لأن المواطن لا يرى هذه الأحزاب إلا على شاشات التلفزيون أو في لافتات انتخابية بينما غيابها عن القرى والمناطق الشعبية صار قاعدة لا استثناء وهناك أحزاب تقوم على شخص واحد فيتحول الحزب إلى منصة للترويج لصورته وإذا غاب القائد اختفى الحزب بالاضافة للصراعات الداخلية والانشقاقات المتكررة التى تكشف ضعف البناء المؤسسي وتضعف ثقة الجمهور وأحزاب اخرى قد تغير مواقفها بين ليلة وضحاها أو تتحالف مع خصومها السابقين بلا مبرر واضح لتفقد مصداقيتها أمام الناس وإستمرار تهميش الشباب والعقول الجديدة حيث يتم التركيز والاعتماد على نفس الوجوه القديمة وإقصاء الكفاءات الشابة مما جعل الخطاب الحزبي متأخراً وغير جذاب للجيل الجديد بالإضافة لتأثير المال السياسي والمصالح الشخصية أدى ذلك إلى ارتباط بعض الأحزاب بمصالح ضيقة أو أشخاص نافذين يضعف صورتها أمام الرأي العام كل هذى الأمور السلبية أدت إلى انفصال الأحزاب عن هموم الناس وغياب التواجد الفعلي لها في الشارع وعدم التفاعل مع مشكلات المواطن اليومية
السؤال المهم هل هناك حلول جذرية للإرتقاء بالحياة الحزبية فى مصر
الإجابة نعم حيث يجب إعادة بناء الحياة الحزبية على أسس واقعية من خلال برامج واضحة قابلة للتطبيق ووجود دائم في الشارع وليس في المكاتب المكيفة وتمكين حقيقي للشباب والمرأة ووجود شفافية ومحاسبة داخلية بكل حزب
مع الالتزام الثابت بالمواقف بعيداً عن الصفقات اللحظية لأن الثقة لا تمنح بل تُكتسب بالفعل الملموس وإذا لم تدرك الأحزاب ذلك فسيظل الشارع يراها مجرد أسماء على لافتات بلا تأثير وقد تتحول غالبية الأحزاب إلى كيانات شكلية بلا حضور شعبي حقيقي في ظل فجوة عميقة بينها وبين المواطن الذي يرى أن هذه الكيانات
لا تمثله ولا تدافع عن قضاياه بل تتحرك فقط بحثاً عن مقاعد
أو مكاسب سياسية لأن الثقة لا تُستعاد بالشعارات ولا باللافتات بل بالفعل الحقيقى ومتى ما أدركت الأحزاب أن الشارع لا ينخدع بالكلام وأن تاريخه مع الوعود الكاذبة طويل عندها فقط يمكن أن تبدأ رحلة حقيقية نحو التأثير ولو تحدثنا عن الفوارق بين الاحزاب سنجد ان الفرق واضح وشاسع بين حزب مستقبل وطن وباقي الأحزاب المصرية وسبب تفوقه فى الشارع لأن الحزب أخذ مساراً مختلفاً نسبياً عن كثير من الكيانات السياسية الموجودة على الساحة وهو يختلف عن معظم الأحزاب المصرية بكونه الأكبر حجماً والأكثر تنظيماً والأقرب لدوائر صنع القرار مما يمنحه تأثيراً واضحاً في البرلمان والسياسة العامة بينما تبقى أغلب الأحزاب الأخرى محدودة التأثير إما بسبب ضعف الانتشار أو قلة الموارد أو تباعدها عن السلطة