الإثنين 16 يونيو 2025 09:53 صـ 19 ذو الحجة 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    ثقافة

    ”حجر رشيد”مفتاح الحضارة المصرية القديمة

    حجر رشيد
    حجر رشيد
    إيهاب حبلص

    في عام 1799، أثناء الحملة الفرنسية على مصر، عثر ضابط فرنسي يُدعى بيير بوشار على قطعة أثرية فريدة من نوعها بالقرب من مدينة رشيد. كانت هذه القطعة، التي عُرفت لاحقًا باسم "حجر رشيد"، مجرد حجر من الجرانيت الأسود يحمل نقوشًا غامضة. لم يدرك بوشار، ولا الكثيرون غيره في ذلك الوقت، الأهمية الحقيقية لهذا الاكتشاف. لكن مع مرور الوقت، تحول هذا الحجر إلى مفتاح سحري فك طلاسم واحدة من أعظم الحضارات في مصر القديمة.

    يتفرد حجر رشيد بكونه يحمل نفس النص بثلاث لغات مختلفة: الهيروغليفية المصرية القديمة، والديموطيقية المصرية (وهي شكل مبسط من الهيروغليفية)، واليونانية القديمة. هذا التكرار كان هو السر الذي مكن العلماء من فهم اللغة الهيروغليفية التي ظلت لغزًا محيرًا لقرون طويلة. فقبل اكتشاف حجر رشيد، كانت الهيروغليفية مجرد رسوم ورموز لا معنى لها بالنسبة للعالم الحديث، مما حال دون فهم النقوش والبرديات التي تروي قصص الفراعنة وحياتهم ومعتقداتهم.

    كانت المهمة صعبة للغاية، وتطلبت جهودًا مضنية من العديد من العلماء، لكن أبرزهم كان العالم الفرنسي الشاب جان فرانسوا شامبليون. كرس شامبليون سنوات من حياته لدراسة حجر رشيد، ومقارنة النصوص الثلاثة، مستفيدًا من معرفته باللغة القبطية (وهي المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة). بفضل عبقريته ومثابرته، تمكن شامبليون في عام 1822 من فك شفرة الهيروغليفية، وفتح بذلك الباب على مصراعيه أمام كنز هائل من المعرفة عن مصر القديمة.
    اكتشف شامبليون أن الهيروغليفية ليست مجرد صور رمزية، بل هي نظام كتابة معقد يجمع بين الرموز التصويرية والصوتية. هذا الاكتشاف غير تمامًا فهمنا للحضارة المصرية القديمة. فجأة، أصبحت الآثار والنقوش تتحدث إلينا، راوية تفاصيل عن حياة الفراعنة، وطقوسهم الدينية، وحكمهم، وإنجازاتهم المعمارية والفنية. أصبحنا قادرين على قراءة النصوص الجنائزية في المقابر، وفهم فلسفة الحياة والموت لدى المصريين القدماء، والتعرف على أسماء الملوك والملكات الذين حكموا هذه الأرض العظيمة.

    لم يكن حجر رشيد مجرد قطعة أثرية، بل كان بوابة زمنية نقلتنا إلى آلاف السنين في الماضي. إنه يمثل انتصارًا للعقل البشري، وإصراره على فك الألغاز وفهم العالم من حوله. واليوم، يُعرض حجر رشيد في المتحف البريطاني، حيث يظل شاهدًا على عبقرية شامبليون، وعلى أهمية اللغة كأداة أساسية لفهم الحضارات والثقافات.
    في كل مرة ننظر فيها إلى تمثال مصري قديم، أو نقرأ عن إنجازات الفراعنة، يجب أن نتذكر حجر رشيد. إنه الحجر الذي سمح لنا بسماع أصوات الحضارة المصرية القديمة، وتقدير عظمة إنجازاتهم التي لا تزال تلهم العالم حتى يومنا هذا. لقد فك هذا الحجر الأسر عن الكلمات، وأطلق العنان لقصص آلاف السنين من التاريخ، ليظل رمزًا دائمًا لقوة المعرفة والاكتشاف.
    ”حجر رشيد” مفتاح الحضارة المصرية القديمة

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الإثنين 09:53 صـ
    19 ذو الحجة 1446 هـ 16 يونيو 2025 م
    مصر
    الفجر 03:08
    الشروق 04:54
    الظهر 11:56
    العصر 15:31
    المغرب 18:58
    العشاء 20:31