نوبيع… كنز سيناء المفقود بين الجمال الطبيعي والتحديات البشرية
بقلم : د . محمد محفوظ
سافرت مؤخرًا إلى أحد المعسكرات (الكامبات بلغة السياحة ) في مدينة نوبيع بجنوب سيناء، وهناك وجدت نفسي أمام مشهد لا يوصف: مياه صافية نقية كالكريستال، شواطئ هادئة، سماء زرقاء لا يعكر صفوها ضجيج ولا دخان، وليلٌ مرصّع بالنجوم كما لم أره من قبل. إن هذه التجربة الساحرة تفتح نافذة على عالم بيئي بكر، بعيد كل البعد عن تلوث المدنية الصاخبة التي فقدت فيها الطبيعة نقاءها.
لكن، ورغم هذا الجمال الطبيعي الأخاذ، لم تخلُ الرحلة من ملاحظات مهمة. فقد لاحظت وجودًا مزعجًا للذباب والناموس والكلاب الضالة، وهو ما يعكس خللاً بيئيًا وإداريًا يستدعي المعالجة. أضف إلى ذلك بعض التحديات والمعوقات التي تواجه المسافر من القاهرة إلى نوبيع، والتي من الأفضل ألا نخوض فيها تفصيلًا هنا، لكنها كفيلة بأن تؤثر على جودة الرحلة وسلاسة الوصول.
ومن هذا المنطلق، أوجه دعوة صادقة إلى جميع الزملاء والجهات المسؤولة، سواء في وزارة السياحة أو وزارة البيئة أو المراكز البحثية والجامعات، بضرورة إعداد دراسات علمية دقيقة ومستفيضة حول سبل تنمية السياحة البيئية، خصوصًا في المناطق الساحلية البكر مثل نوبيع. يجب أن تكون هذه المدن مخصصة للسياحة فقط، بعيدًا عن العشوائية أو الاستخدامات غير المخططة، مع الحفاظ على البيئة والهوية المحلية.
إن تنمية هذه المناطق لا تقتصر على رفع مستوى السياحة فقط، بل تساهم بشكل فعّال في زيادة الدخل القومي، وسد عجز الموازنة، وجذب العملات الأجنبية، بما يعزز من مكانة مصر على خارطة السياحة العالمية.
حفظ اللـّٰه مصر، وبارك في أرضها وأهلها.