كم تكلفة عبور السفن الأمريكية لقناة السويس؟
بقلم : طه المكاوى
بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج".. فإن تكلفة عبور سفينة حاويات أمريكية متوسطة الحجم تبلغ نحو 250 ألف دولار، وقد ترتفع إلى أكثر من 300 ألف دولار عند إضافة رسوم الخدمات والإرشاد الملاحي. أما ناقلات النفط العملاقة (VLCC) التي تتجاوز حمولتها 200 ألف طن، فقد تصل رسوم عبورها إلى 700 ألف دولار أو أكثر.
مما لاشك فيه تُعد قناة السويس المصرية من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تمر عبرها نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية سنويًا، ما يمنحها مكانة استراتيجية استثنائية على خريطة النقل الدولي، لاسيما في ظل ما تمثله من أهمية قصوى للولايات المتحدة، سواء على الصعيد التجاري أو العسكري.
وعلى الصعيد العسكري، أوضح معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن السفن الحربية الأمريكية تخضع لاتفاقيات دولية خاصة ولا تُفرض عليها نفس الرسوم المقررة على السفن التجارية، ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تُسدد رسومًا رمزية مقابل خدمات إضافية مثل الإرشاد أو التأمين الملاحي، في إطار التعاون القائم بين القاهرة وواشنطن.
من جهة اخرى ،وزارة الدفاع الأمريكية كانت قد أكدت في تقارير سابقة، أن أهمية قناة السويس تتجاوز البعد الاقتصادي لتشمل اعتبارات استراتيجية وعسكرية،
إذ تُعد القناة أسرع طريق لانتقال الأساطيل بين البحرين الأحمر والمتوسط، ما يوفر وقتًا وجهدًا مقارنة بالطرق البديلة مثل الإبحار حول رأس الرجاء الصالح.
بالاضافه الى ذلك تولي الولايات المتحدة اهتمامًا بالغًا بقناة السويس، نظرًا لدورها المحوري في حركة الأساطيل التجارية والعسكرية الأمريكية، فضلًا عن تأثيرها المباشر على استقرار سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في أوقات الأزمات والصراعات الدولية.
جدير بالذكر ان هيئة قناة السويس تعتمد على نظام تسعير مرن لرسوم العبور، حيث تختلف التكاليف وفقًا لنوع السفينة، وحجمها، و"الحمولة الصافية لقناة السويس" (SCNT)،
وهو معيار خاص تحدده الهيئة استنادًا إلى مواصفات السفن. وتقوم الهيئة بتحديث الرسوم بشكل دوري لمواكبة المتغيرات الاقتصادية العالمية.
و حسبما ذكرت شبكة رؤية الإخبارية، في عام 2023، رفعت الهيئة الرسوم بنسبة تصل إلى 15% على معظم أنواع السفن، بما في ذلك ناقلات النفط والغاز وسفن الحاويات، لمواجهة تأثيرات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة.
وفي بعض الحالات، تُقدم هيئة قناة السويس تخفيضات أو حوافز على رسوم العبور، في إطار خطط تسويقية تستهدف جذب مزيد من الحركة الملاحية، خاصة للسفن القادمة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة والمتجهة إلى جنوب آسيا، حيث تراوحت نسب التخفيضات سابقًا بين 17% و75% حسب المسار.
وقد تجلى هذا الاعتماد الأمريكي على القناة بشكل واضح خلال أزمات كبرى مثل حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، حيث كانت القناة محورًا لوجستيًا بالغ الأهمية.
واخيرا ،رغم ارتفاع التكاليف وتغيرات السوق العالمية، تبقى قناة السويس خيارًا مفضلًا للسفن الأمريكية، بفضل موقعها الفريد وما توفره من اختصار زمني واستراتيجي يُصعب تعويضه ببدائل أخرى.