عزومة غدا ..قصة قصيرة


جاءتني صديقتي موزة لدعوتي على عزومة غدا قد استعدت لنحضيرها خصيصا لي بعد عودتي من الغربة عشرة أعوام .
ملحوظة. موزة بالفعل اسمها ليس اسم شهرة أو ندللها به لكن هكذا أصر والدها عند ولادتها ان يطلق عليها اسم زوجة حاكم دولة عربية .
بعد إصرارها ذهبت بالفعل لحضور الوليمة التي تعبت و هي تقوم بتجهيزها صعدت سلما طويلا لتعطل المصعد الكهربائي و ضغطت على جرس البيت و بعد هنيهة تم فتح الباب لكني شعرت بصاعقة كهربية و بسمة على وجه اسمر اعرفه جيدا لكن فوق هذا الوجه امتلأ بشعر غزاه الابيض و بعض كسرات حول العينين و نظارة طبية تلمع و شعرت بدوار و كدت اقع لولا ذراعان حمياني من الوقوع و تنهدت تنهيدة عميقة كاد قلبي ينخلع معها و لم انطق لكن دموعي نطقت بما لم أقوله و أخذ بيدي أخذا بها حتي ادخلني الردهة و جاءتني صديقتي موزة ملهوفة متسائلة فحكى لها و هو ناظرا لوجهي في قلق عما حدث لي لكنها جرت لتحضر كوب ماء و ظلا حولي حتى ارتدت روحي لجسدي من جديد و عندما رد لوني لوجهي سألته فجأة .
.... لماذا .... ثم تركت له مجال للإجابة فأسند ظهره على كرسي الصالون و استرسل قائلا. لم يكن بيدي و هنا قمت فجأة غاضبة لاقول صارخة ، ما هذا الذي لم يكن بيدك .
أن تتركني هاربا. أم أن تتزوج أخرى بعد هجراني بشهرين. ام لبعادك عني خمسة و عشرين عاما دون أن أعرف عنك شيئا أو تعرف عني شيئا .
و هنا قال من اين عرفتي اني لم أكن اتقصى عنك طوال هذه السنوات و هنا ارتفع صوتي قائلة لم يكن من حقك أن تعرف عني عن خصوصياتي طالما اخترت أن تنحيني عن حياتك و كأننا غرباء و الان اسمحوا لي و أردت الخروج فورا لكن موزة حاولت منعي و هو أيضا لكني ابعدتهما بقسوة حتى لم ارى صديقتي و هي تقع على كرسي من قمة غضبي سرت من بيتها حتى بيتي الجديد لأن بيت عائلتي اقرب لبيتها و عند وصولي فوجئت بمن ينتظرني أمام مدخل بنايتي التي أسكنها و كان مستندا على سيارة فارهة و انتبهت أنه يرتدى اغلى الثياب و بقيت انظر إليه و سألته فجأة .
هل شعرت بالشبع يا فؤاد .
فقال أنا لم اتناول غدائي لقد لحقت بك لأطمئن عليكي ، فابتسمت قائلة لم أكن اقصد شبعك من الطعام لكن شبعك من المال .
هربت مني لفقرك و عدم استطاعتك الزواج مني تزوجت الثرية المعاقة أنجبت لك ابنا و ابنة معاقين مثلها برغم نصيحة الأطباء و اهلها و اهلك بعدم الانجاب أنجبت لترثها هي و اهلها خاصة أنها الابنة الوحيدة .
بماذا أفادك المال هل استطعت أن تقي اولادك وراثة المرض العقلي مع كل أموالك لم تستطع علاجهما ترتدي الغالي من الثياب و تسكن قصرا و تاكل حتى تشبع لكن هل شعرت بالسعادة التي شعرنا بها و نحن ناكل السميط و الدقة بجوار كورنيش النيل وقت خروجنا من الجامعة لا اظن أما أنا عشت حياتي كلها سعيدة مرتاحة البال جاءني المال برغم اني لم ابحث عنه تزوجت رجلا عشقني حتى بعد وفاته مازلت اذكر حنانه و عطفه و لهفته .
اولادي و لله الحمد بكل خير و عافية أراهم .
اسمع ايها الغائب الذي لم يعد أخرج من مسرح حياتي و لا تعد اياك ان اراك اذهب و عالج نفسك من الماضي لعلك تشعر بالراحة .
و صعدت وحدي أشعر بالراحة والهدوء اخيرا .