ومضت عيناه عندما تلاقت نظراتهما لأول وَهَلةٍ
- رانيا إبراهيم

كانت حمره الخجل تعصف بوجنتيها خجله من التأخير عن الموعد بينما هو يحاول اخفاء ابتسامه لم تكن ابتسامه بل كانت اندهاشه .
جلس خلف مكتب عريض و هي جلست ولكن ع الطرف الاخر من شاطىء اللهفه ...
لم يكن هذا الرجل سوى حلم كان بين الان و الاخر ياتيها و هي يقظه و لكن دون ملامح محدده ..مره راته رجلا ثري الافكار حتي انك بعد وقت قصير تتكوم امامه في المجلس دون النطق بحرف لسماع المزيد من كلماته المنتقاه بعنايه و بلاغه اصبحت غير معهوده ..
مره لاخري كان ياتي في شكل رجل بالغ الجاذبيه ينم عطره النافذ عن اعتزازه القوي برجولته الواضحه في لياقته و كرم ضيافته ..
انتبهت على رائحه سيجاره و كانها دعوه منه لها بان تجلس معهم قليلا في عالم الواقع بينما لها كل الحريه ان تعود لخيالها بعد انتهاء الدقائق المحدده للقاء ..
كان ثابت التعابير و حافظ جيدا علي استخدام نفسه نبره الصوت طوال الحديث و لكن هي كانت في مأزق حيث انه صوت ضربات قلبها اصبح وقحا يضرب بفجاجه بينما عقلها الباطن فقد صوابه و اخذ يصيح عاليا مخاطبا اياها هيا اما ان ترمي نفسك بين ذراعيه او تعطيه ضهرك للابد .
ليلا اسندت جسدها المرهق لاريكه كانت تجمعهما علاقه صداقه قويه خاصه في ليالي الشتاء الموحشه .. و تركت الباب مغتوحا للاوعي لتتدافع عبره كل ذكري لكل لحظه ساعه اللقاء و اخيرا قررت ان توصده حتي تستسلم للنوم ..
بدات يومها التالي ثم تلاه اخر و اخر و هي تحمل بصدرها شوقا لا تطيقه للقاء اخر .كانت تترد في اللحظه الاف المرات ..هل تخبره انه حلمها ..اصبحت على هذه الحاله اياما و ايام الى ان تلاشت اللهفه شيئا فشيئا و حل محلها الجمود التي كانت عليه قبل اللقاء .. سالت نفسها يوما هي اخطأت و لكن جاءها الرد ان قرار اابعد كان هو الصواب ..
لا تنجع معادله بمعطى واحد ..فلابد ان تجتمع المعطيات ليتم التفاعل و لذلك كانت المخرجات صفرا..فان كان هذا السيد يبحث عنها في احلامه قدر ما بحثت عنه لكانا الان تحقق شرط الاندماج ..
آثرت ان تحتفظ بهذا الاحساس الغير مسبوق داخل ثنايات قلبها و لفائف مخها .. تستدعي حلو الذكري من ان لان ..لكن لم تندم ابدا انها لم تفتح صندوق كبرياء الانثي داخلها و يتناثر مع رياح الاستسلام ..فهي تحي به و لا تتخيل ان تكون ابدا بدون هذه الكبرياء ...
لا تصدقوا ان السعي ورا صوره الحبيب ستتجسد يوما و تصير حقيقه .. الحبيب الذي تبحث عنه في هذا الكون الفسيح هو يبحث عنك ايضا و حتما ستلتقيان و لكن اذا جائتك اشارات زائفه احذر ان تستقبلها حتى لا ترمي نفسك عطشا في صحراء لن يكون ابدا بها ما يروي ظمأك و لن تعطيك الا السراب...
صعب هو شعور الحب من طرف واحد لكن الاصعب شعور الوحده و انت بين ذراعي حبيب ..ظننته حبيب بينما هو شبحا جسده عقلك الباطن لا لشيء الا ليرضيك.