بعد قصف المكلا.. هل انتهى دور ”التحالف العربي” في اليمن؟
في تطورات تشير إلى تصدعات داخلية في اليمن، أدت التحركات السعودية الأخيرة إلى تصعيد يهدد بتفكيك الجبهة المعادية للحوثيين، مما يفتح الباب أمام تعزيز النفوذ الإيراني وتعريض أمن البحر الأحمر لمخاطر جديدة. يأتي هذا في سياق قرارات انفرادية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي المقيم في الرياض مدعومة سعودياً، تشمل قصف ميناء المكلا وقرارات طوارئ تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي. هذه الخطوات، بدلاً من تعزيز الوحدة ضد الحوثيين، تضعف الجهود المشتركة وتعيد اليمن إلى مربع الصراعات الداخلية، كما يؤكد مراقبون وتصريحات رسمية.
ضرب أساس مجلس القيادة اليمني
تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني في أبريل 2022 كجزء من جهود التحالف العربي لتوحيد الصفوف ضد الحوثيين المدعومين إيرانياً، مع نقل السلطات من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى هيئة جماعية تضم ثمانية أعضاء. ينص الإعلان التأسيسي بوضوح على اتخاذ القرارات بالتوافق أولاً، مع اللجوء إلى التصويت بالأغلبية في حال التعذر، وإحالة الأمور إلى هيئة التشاور إذا لزم الأمر. هذا المبدأ كان يهدف إلى تجنب الاستفراد بالسلطة وضمان الشراكة بين الفصائل المختلفة لمواجهة التهديد الإيراني المتمثل في الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء وأجزاء واسعة من الشمال.
ومع ذلك، أظهرت الممارسة فشلاً في الالتزام بهذا المبدأ، حيث أصدر العليمي آلاف القرارات الانفرادية دون استشارة الأعضاء، مما أثار انتقادات داخلية وأدى إلى تباطؤ في مواجهة الحوثيين. هذا النمط يعكس ضغوطاً سعودية لتعزيز نفوذها على حساب الشراكة، مما يقوض الجهود المشتركة لإنهاء النفوذ الإيراني.
اقرأ أيضاً
مأدبة غداء بحضور جورج قرداحى و رئيس اليمن الاسبق على ضفاف النيلمليشيا الحوثي تدهس شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحديدة وتبتز أسرته
مليشيا الحوثي تدهس شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحديدة وتبتز أسرته
ياسمين عز لـ محمد صبحي: لما تتكلم عن السعودية تلزم حدودك
تعاون تدريبي قانوني بين «مارفن سكيلز» و«ألفا ليجال بارتنرز» لدعم وتأهيل الكوادر القانونية في السعودية
بالسيوف والزي السعودي.. محمد عبده يحتفل بعقد قران نجله بالسعودية
عبد العاطي ونظيره السعودي يبحثان تطورات الأوضاع بقطاع غزة والسودان
خبير: منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بالرياض محط أنظار العالم ويؤكد مكانة السعودية الدولية
عبدالحليم قنديل يكتب: لا اليمن عاد يمنا ولا السودان
وضاح الصادق: حزب الله لا يتخذ قراراته بمعزل عن إيران بعد غياب قياداته الأولى
فريق كمال الأجسام للقوات المسلحة يحقق عدد من الميداليات المتنوعة خلال بطولة العالم بالمملكة العربية السعودية
السفارة السعودية بالقاهرة تضيء مبناها باللافندر دعمًا للكشف المبكر عن السرطان
قرارات العليمي الانفرادية
في 30 ديسمبر 2025، أصدر العليمي من الرياض قرارات عاجلة شملت إعلان حالة طوارئ لـ90 يوماً، فرض حظر جوي وبحري وبري لـ72 ساعة، وطلب سحب قوات معينة. هذه القرارات جاءت كرد على تقدم المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة. ومع ذلك، أكد أعضاء 4 أعضاء من أصل 8 في المجلس في بيان مشترك أن هذه الإجراءات انفرادية وغير قانونية، مخالفة لمبدأ التوافق، وتحمل العليمي مسؤولية التداعيات.
يُشار إلى أن هذه القرارات صدرت تحت ضغط سعودي مباشر، حيث أعلنت الرياض دعمها للعليمي وتهديداتها بمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، مما يعكس تحولاً سعودياً نحو دعم الأطراف الشمالية مقابل تهميش الجنوبيين. هذا الاستفراد يعمق الشقاق داخل المجلس، ويُعتبر تنصلاً من الشراكة التي شكلت أساس التحالف ضد الحوثيين.
القصف السعودي على المكلا وتصعيد التوترات
في اليوم نفسه، نفذت السعودية غارة جوية على ميناء المكلا في حضرموت . أكدت الرياض أن العملية لم تسبب أضراراً جانبية.
رد الشيخ لحمر علي لسود، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، بأن هذا "عدوان سافر"، مؤكداً أن الجنوبيين هم من قطعوا الأذرع الإيرانية في خليج عدن والبحر الأحمر، وأن البيانات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي يجب أن توجه ضد الحوثيين، وأضاف أن التحالف أصبح "من الماضي"، وأن المستفيد الوحيد هو الحوثيون وإيران، مما يعرض المشروع العربي للخطر.
هذا التصعيد يؤكد أن السعودية، بدلاً من توجيه ضرباتها ضد الحوثيين، تحولت إلى مواجهة حلفائها السابقين، مما يفرق الصفوف ويمنح الحوثيين فرصة لتعزيز مواقعهم.
أمن البحر الأحمر
تشير التحركات السعودية إلى تفكك التحالف العربي، الذي كان يهدف أساساً إلى إنهاء النفوذ الإيراني عبر مواجهة الحوثيين. بدلاً من ذلك، أدت إلى صراع داخلي يقوض الثقة الإقليمية والدولية، ويفتح الباب لمزيد من الفوضى. كما يؤكد البيان المشترك لأعضاء المجلس، فإن استخدام مؤسسات الدولة لتصفية حسابات داخلية يمثل انحرافاً عن الهدف الأساسي، ويخدم أعداء اليمن فقط.
أما أمن البحر الأحمر، فقد أصبح مهدداً بسبب التصعيد في السعودي في مناطق التي تتحكم في الممرات البحرية الحيوية. تقدم المجلس الانتقالي الجنوبي كان يهدف إلى تأمين هذه المناطق ضد الإرهاب والنفوذ الإيراني، لكن السعودية اعتبرته تهديداً لأمنها، مما يعرض الملاحة الدولية لمخاطر جديدة إذا استمرت الصراعات، مراقبون يحذرون من أن هذا يمنح إيران فرصة لتعزيز دعمها للحوثيين.



















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
محمد يوسف وأسرة تحرير جريدة الميدان ينعون والدة الكاتب الصحفي ياسر السجّان
الميدان تشاطر الأحزان وتنعى عائلة أبوزهو في وفاة المغفور لها زوجه الحاج...
المستشار ربيعي حمدي والكاتب الصحفي محمود أبو السعود يهنئان الدكتور محمد عبد...