علماء يطالبون بتوقف تطوير برامج الذكاء الإصطناعي

كتب فرحات غنيم

هناك ضجة تثور حالياً في الأوساط العلمية في العالم حول التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي وخاصة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تفوق قدراتها أنظمة GPT 4. صاغ مجموعة من العلماء خطاباً مفتوحاً تتوالى الموافقة والتوقيع عليه علماء وشخصيات عامة كثر ومنهم إلون ماسك Elon Musk وغيرهم يقترحون إيقاف تجارب تطوير برامج الذكاء الاصطناعي ما بعد GPT4 لمدة ستة أشهر لمراجعة ما تم إنتاجه حتى الآن والتأكد من عدم إضراره للبشرية وذلك قبل الخوض فيما وراء ذلك. ردت المديرة العامة لليونسكو في اليوم نفسه على هذا الخطاب بمناشدة حكومات العالم الالتزام بالتوصية الأخلاقية للذكاء الاصطناعي الصادرة نوفمبر ٢٠٢١ والتي وافقت عليها كل دول العالم.

نشرت مجلة TIME في اليوم نفسه أيضاً مقالًا لأحد علماء الذكاء الاصطناعي يقول فيه إن الستة أشهر ليست كافية ويقترح ايقاف تام لهذه التجارب المتقدمة.

لما كنا نحن الأساتذة العرب من تخصصات وبلدان مختلفة قد استشعرنا ضرورة أخلاقية في أن يكون لنا موقف وصوت مسموع من هذه المسألة: مسألة ضرورة إيقاف التجارب الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فقد ارتأينا ضرورة صياغته هنا كموقف خاص بنا دون ضرورة أن يكون معبراً عن رأي الهيئات أو المؤسسات التي ننتمي لها وإن كنا لا نرى أن موقفنا سيختلف عن موقف مؤسساتنا أو بلداننا التي ننتمي إليها.

وإلى تفاصيل القول

على الرغم من أن مصطلح الذكاء الاصطناعي مصطلح ظهر أول ما ظهر عام 1956، فإن نمو هذا العلم وتطبيقاته في سائر مجالات الحياة يتسارع بشكل غير مسبوق بحيث أنه الآن يمس كل جانب من جوانب حياتنا بل وأصبحت قدراته الإدراكية والاستيعابية مؤهلة لأن تفوق القدرات البشرية. هذه القدرات التي تزداد في كل ساعة تزيد من ناحية من قدرات الإبداع ولكنها من جانب آخر تزيد من إمكانية المخاطر التي قد يحدثها والتأثيرات غير المرغوب فيها. فإذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعود بعواقب حسنة فإنه بالمثل يمكن أن يعود بعواقب وخيمة على المجتمعات البشرية والبيئة والنظم الأيكولوجية والحياة البشرية، بل وحتى على العقل البشري نظراً للسبل الجديدة التي يؤثر بها الذكاء الاصطناعي في كيفية التفكير والتفاعل واتخاذ القرارات لدى البشر وكذلك في شتى العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية والثقافة والاتصال والمعلومات.

إلا أن تطور تطبيقات الذكاء الإصطناعي في الفترة الأخيرة فاقت كل متوقع للدرجة التي بدأ علماء متخصصون يؤكدون أنه إذا ما استمر على هذا الحال، فإن النتيجة المحتومة هي فناء البشرية.

في التاسع والعشرين من مارس 2023 قام عدد كبير من الشخصيات العامة حول العالم بكتابة خطاب مفتوح https://futureoflife.org/open-letter/pause-giant-ai-experiments - وصل عدد الموقعين عليه حتى الآن 1880 (31 مارس الخامسة عصراً) – يناشدون المجتمع العلمي بالتدخل لإيقاف ما أسموه بالتجارب الضخمة للذكاء الإصطناعي وتدريب أنظمة الذكاء الإصطناعي الأقوى من GPT-4، ذلك أن هذه الأنظمة التي تنافس البشر في ذكائه من الممكن أن تعرض المجتمع بل والإنسانية لمخاطر شديدة مستندين في حكمهم هذا لأبحاث علمية وهو ما أقرته أيضاً المعامل التي تجرى فيها تجارب الذكاء الاصطناعي. لدرجة أن بعض المعامل أوقفت من تلقاء نفسها ما أسمته بالسباق الحميم لتطوير عقول رقمية قوية لم يتمكن حتى صانعوها من فهمها أو التنبؤ بقدراتها أو التحكم فيها تحكماً واعياً.

الموقعون

أ.د. بهاء درويش أستاذ الفلسفة جامعة المنيا، عضو اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا- اليونسكو.

أ.د. عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق وأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة

أ.د. علي عبد الرازق جلبي، أستاذ علم الاجتماع، جامعة الإسكندرية

أ.د. مجدي جبريل شحاتة أستاذ كلية العلوم جامعة عين شمس ومقرر مجلس أخلاقيات البحث العلمي،

أ.د. يمنى طريف الخولي أستاذ فلسفة العلوم ومناهج البحث كلية الآداب جامعة القاهرة

أ.د. سامية عبد الرحمن أستاذ الفلسفة الحديثة والقيم كلية البنات جامعة عين شمس

أ.د. فاطمة إسماعيل أستاذ فلسفة العلوم كلية البنات جامعة عين شمس.

أ. د. هاني سليم . إستشارى الأمراض الجلدية و التناسلية . منسق الشبكة المصرية لأخلاقيات البحث العلمي

أ.د. مجدي عبدالحافظ صالح، أستاذ الفلسفة، كلية الآداب جامعة حلوان

أ.د. عباس محمد حسن سليمان، أستاذ الفلسفة الإسلامية، جامعة الإسكندرية

أ.د. محمد الشرقاوي، أستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة الأديان، جامعة القاهرة

أ.د. فواز صالح أستاذ القانون، جامعة دمشق، الجمهورية العربية السورية

أ.د. صابر أبو زيد، أستاذ الفلسفة الإسلامية، جامعة جنوب الوادي