السبت 2 أغسطس 2025 10:45 صـ 7 صفر 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    تقارير وقضايا

    دلجا إحدى قرى المنيا وكراً للجماعات الإرهابية المتحطم ( صور )

     

    تنظيم الإخوان حاول تحويل قرية« دلجا » لإمارة إسلامية بلا أمير ، والجهات الأمنية أبت حدوث ذلك . الإخوان استعانوا بالبلطجية والمسجلين خطرا ً لفرض سيطرتهم على القرية . أرواح المسلمين والمسيحيين ودور العبادة من مساجد وكنائس لم يسلموا من بطش جماعة الإخوان وبلطجيتهم .

    التاريخ يعيد نفسه في المشهد السياسي المصري، فمنذ سقوط حكم الإخوان وهروب غالبية قادته خارج البلاد والبعض الآخر منهم في السجون والمعتقلات ، إلا أنه هناك حزمة بسيطة من المصريين مازالوا حتى وقتنا هذا يؤمنون بفكر جماعة الإخوان المتأسلة والإرهابية والمحظورة بقوة القانون ، وكذلك صفحات التاريخ الأسود لهم ما يزال لسانا ً حيا ً على فعلوه بالبلاد من خراب ٍ ودمار ٍحاضرا ً في أذهان المصريين ، ومحاولتهم بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة  في أواخر عام 2013م أن يسيطروا على بعض القرى ببعض المحافظات ويكونوا إمارات إخوانية بلا أمير تخضع لهيمنتهم الكاملة  ، وكانت من أكثر ضحايهم قرية « دلجا » بمحافظة المنيا والتي أخذت شهرة إعلامية ليس على المستوى المحلي فقط بل وصل إلى المستوى العالمي ، فتحولها من أكبر قرية من حيث عدد السكان إلى معقل ومأوى الإرهابين الذين هددوا الكثير من أرواح أهالي القرية ، وتجاوزت القرية كل ذلك في الآونة الأخيرة  ، إلا أنها مازالت تلقب بمعقل جماعة الإخوان المسلمين بالمنيا .

    وتغوض جريدة « الميدان » في أعماق تاريخ هذه القرية العتيقة  وتسرد بالتفاصيل محاولات الإخوان في  السيطرة عليها ، وكذلك ما إرتكبوه من جرائم في حق الجميع ، ليعلم الكافة من هم أحفاد وأتباع « حسن البنا » وطريقة فكرهم  .

    الإخوان المتأسلمين الذي هو أحد فصائل الإسلام السياسي الذي ظهر في مصر منذ عهد الملك فاروق ، فهو متعطش في السيطرة على مقاليد الحكم بمصر ، وأن يكون رجاله بالكامل هم رجال الدولة في شتى المواقع الحكومية ويتقلدوا مقاليد البلاد ومفاتيح تسيير الأمور بالدولة تكون تحت قبضة يديهم ، وأن يحقوق فكرة معلمهم  الأول « حسن البنا » في تكون الخلافة الإسلامية بالعالم الإسلامية ويكون خليفة المسلمين واحد منهم يتلقى أوامره من مرشد جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد ؛ لكن المصريين أبو أن يحقق الإخوان حلمهم ، وأحرقوا هذا الحلم بالنار ، وهو ما يزال يشعل غضب قادة الإخوان في الداخل والخارج والماولين لهم في كل مكان . ومن هنا فإنهم بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة في أواخر عام 2013م أرتكبوا جرائم بشعة تحت ستار الدين ، ولا يزالون يخططون بمكر ودهاء في إسقاط الدولة المصرية من خلال تحالفاتهم الخبثة مع أعداء الوطن والصهاينة الملاعين .

    وفشلت محاولاتهم الزريعة في تكوين إمارات إخوانية داخل مصر ، أو أن يزعوا فتيل الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسحيين الذين هم نسيج هذا الوطن ووحدة واحد ، وبث روح الكراهية ضد الشرطة الجيش .

    كل ذلك جعلهم كالكلاب الضالة التي لا مأوي لها وتنهش لحم من تجده أمامها ، وترتكتب جرائم فادحة ما أنزل الله بها من سلطان .

    فعلى غير العادة  والمألوف وتحديدا ً في آب « أغسطس » من عام 2013م بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة صدحت مآذن قرية « دلجا » بمحافظة المنيا بالتكبير في غير أوقات الصلاة ، كان أذانا ً لم يحمل في طياته الكلمات المعتادة  ؛ لكنه حمل عبارة تكررت في مساجد القرية وقتها « إخوانكم يقتلون في رابعة والنهضة  ، إنقذوا إخوانكم » ، ليبدأ زحف جماعة الإخوان الإرهابية على القرية ومحاولة بسط نفوذهم بها ، وتأليب أهالها ضد الدولة المصرية ، والإنخراط في كنف الإرهاب تحت ستار الدين ، والذي هو منهم براء .

    وتاريخ هذه القرية هو عريق بكل المقاييس ومشرف للجميع قبل أن يندس ، فمن المطلع في صفحات كتب التاريخ يعرف أن « دلجا » هي قرية مقاومة عبر تاريخها ، فهي أبرز قرى محافظة المنيا ، حيث عيد المحافظة القومي يعود إلى يوم 18 مارس بمناسبة إنتفاضة شعبية لأهالي دلجا وديرمواس ، حيث أنتظروا القطار القادم من الجنوب يحمل مفتش السجون الإنجليزي فحرقوا القطار بمن فيه ، وأصبح هذا اليوم عيدا قومياً للمنيا .

    وعندما تطأ أقدامك  قرية « دلجا » تجد لوحة تستقبل الزائرين على أطراف الطريق , عند مدخل أكبر القرى فى جنوب المنيا , تدخل منشرحاً بإستقبال القرية لك ، ولن تستغرق كثييراً لتألف أهلها وتحبهم وتلحظ سريعاً الثقافة الواسعة لشبابها وجمال حديثهم ولغتهم العربية القوية , فأنت فى حضرة القرية الوحيدة التى كان لها رواقاً باسمها بالأزهر في عهد العثمانيين ، حيث كانت « دلجا الصمود » القرية الوحيدة التى يدرس منها 200 طالب علم بالأزهر .

    يأسرك سخاء أهلها وكرمهم وجودهم وترى الطفل ذو التسع سنوات وهو يجري كنحلة تعمل بلا كلل ويتصبب عرقاً في محلات والده وحين تلقي عليه التحية ستضحك من رد فعله الكبير المقام , الصغير السن وهو يحلف عليك بكوب شاي لا سبيل لإستكمال سيرك ألا بعد تناوله .

    تعتبر قرية « دلجا » ، هي إحدى قرى مركز ومدينة ديرمواس ، أقصى جنوب محافظة المنيا ، وتحديدا ً جنوب غرب مدينة  على بعد 17 كيلو على الطريق الصحراوي الغربي لمركز ومدينة ديرمواس ، وهي آخر حدود مركز ديرمواس ، وتحدها من الغرب سلسلة جبلية وعرة يسكن فيها بعض الخارجين عن القانون  ،  وهي من أكبر قرى المحافظة ، ويبلغ تعدادها السكاني حسبما ذكرت الإحصائيات ، ما يقارب من مائتي ألف نسمة ، نصفهم فقط لهم حق التصويت الإنتخابي ، بينهم ثلاثون ألف مسيحي ، وبها عائلات عديدة وكبيرة ، وتنقسم إلى عشر شياخات ، تتبع العائلات الأكبر في القرية ، وهم  : « أبو المكارم ، والقاضي ، والشريف ، والعوام  ، وعزور ، والغيته  ، والفرا ، والحرابوة ، والبطرخانة ، وأولاد عباس » ، نسجوا لأنفسهم عادات وتقاليد مختلفة عن كافة قرى ومراكز محافظة المنيا متوارثة تحض على الأخلاق والسلوك الرفيع وتمسكوا بها وصارت عقيدة لديهم  ، ومقسمة إلى قسمين لكل قسم عمدة وشيخ خفر وقسم شرطة وجمعية زراعية وبنك للإئتمان الزراعي  .

    والوصول للقرية ليس بالأمر السهل بل يتم قطع الطريق إلى « دلجا » في سيارة « ربع نقل » من مركز « ملوي » أحد أهم المراكز التابعة لمحافظة المنيا ، الرحلة تستغرقت أكثر من ساعة فوق ظهر السيارة وسط أهالي القرية المتجهين إلى منازلهم فى طريقهم للعودة إلى « دلجا » .

    وذكر بعض الأهالي لجريدة « الميدان  » ، بأن قرية « دلجا » كانت تتبع محافظة أسيوط حتى وقت قريب ، قبل أن تنفصل إدارياً لتنضم إلى قرى محافظة المنيا ، وهي تقع في الظهير الصحراوي الغربي لمركز ديرمواس .

    وهي بلد ذات طبيعة مختلفة ؛ فالقرية محاطة بالجبال من كل ناحية ، وهي في المنتصف ، نموذج يصلح ليكون إمارة إخوانية صغيرة ، طبيعتها الجغرافية الصحراوية وبعدها عن الشريط الأخضر ، والطريق الزراعي ، كل ذلك ساهم في أن تضفي عليها سمات خاصة ، مثل العزلة والقبلية ، وساعدت على سيطرة التيار الإسلامى عليها ، وكان الغريب في الأمر وجود عدد ليس بالقليل من المسجلين خطر والبلطجية ، وهم أيضا ً لهم تجارتهم الخاصة ، فكما يتاجر الإخوان بالدين ، يتاجر هؤلاء في المخدرات والأسلحة .

    وقد أختلفت التفاسير فى بيان سبب تسمية القرية بهذا الاسم ، فهناك من  قال إن تاريخ تسميتها يعود للعصر الفرعوني ، ومن قال إن أصل التسمية مستمد من مقاومة القرية للحملة الفرنسية نهايات القرن الثامن عشر، إذ إن معنى دلجا هو « الحصن المنيع » .

    كما أن اسم « دلجا » كان قديما ً اسمه « دلج » بمعنى حصن نظرا ً لأغلب الأسوار التي كانت تحيط بكل العائلات وحرف الاسم من « دلج » إلى  « دلجا » .

    غير أن على باشا مبارك صاحب « الخطط التوفيقية » ذكر فى مؤلفه الشهير أن اسم القرية فى الكتب القديمة كان « تجلي » ، وفى دفاتر التعداد « دلجة » . يتحدث مبارك عن القرية بإعتبارها « بلدة كبيرة من قسم ملوي من مديرية أسيوط داخل حوض الدلجاوي قبلي اليوسفى قريبة من حاجز الجبل الغربى » ، وهو في هذا محق تماماً ، إذ إن القرية التى تقع فى أقصى جنوب محافظة المنيا ، كانت تابعة قديماً لمركز ملوي ، الذي كان تابعاً بدوره لمحافظة أسيوط ، قبل أن يلحق بها تقسيم إداري جديد وقع فى عام 1938 بالمنيا ، كآخر قرية على حدودها مع أسيوط .  يستفيض على باشا مبارك في وصف القرية التاريخية فيقول إن « بها جوامع ونخيل ، ولها سوق جمعي ، وكان فيها دير وكنيسة باسم ماري أنوفر » ، هذا قبل أن يذكر قصة المعركة التى يصفها بـــ « المقتلة العظيمة » ، والتي وقعت فى القرية بين عساكر محمد على باشا ومجموعة من أمراء المماليك ، على رأسهم إبراهيم بك ، في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي ، حيث كانت « الغلبة للباشا على المماليك ، وأخذ منهم أسرى ، وهرب الباقون إلى أقصى الصعيد » .  ثم ينتقل مبارك للحديث عن أهالي دلجة فيقول إنهم « ذوو كرم وشجاعة ، ومنهم العلماء والأفاضل قديماً » .

    كما تعد « دلجا » من القرى التي يمتد تاريخها حتى الدولة المصرية القديمة ذكرها القاموس الجغرافي للبلاد لمؤلفه محمد رمزي ، باسمها القبطي «itelke  » ، وذكرت قديماً باسم « deldjih » ، ورد اسمها في معجم البلدان باسم « دَلجَة » ، ويسميها العامة « جلدة » ، يقول مؤلف القاموس الجغرافي عن ذلك : « ويظهر أنّ الأسماء التي تبدأ بحرف دال في أولها ، ويكون بين حروفها جيم ، يتغلب فيها حرف الجيم على الدال ، مثل دلجا ، ودجرجا ، فيقال ، جلدة ، وجرجا » .

    وقد ورد اسم « دلجا » في ذكر جومار الفرنسي عن قدوم قبيلة تسمى الجهمة إلى مصر من برقة في ليبيا ، فقال أنها أقامت على بحر يوسف بين دلجا و ديروط أم نخلة ودلجا قديمة جداً .

    وللقرية مدخلان وحيدان هما : أولهما يطل على الطريق الزراعي ، والآخر على الصحراوي على جانبه مدافن القرية ، والأخير كان مغلقا ً لفترة كبيرة أواخر عام 2013 م بعد سقوط حكم محمد مرسي من البلاد بسيارات محروقة وأعمدة كهرباء ، لمنع قوات الجيش من الدخول للقرية بعد سيطرة جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم على زمام الأمور بالبلاد  .

    وهى من أنشط قرى المحافظة فى مجال التجارة ، وبها أوجه متعددة للنشاطات الإقتصادية ، وأبناء دلجا جُبلوا على ممارسة التجارة من القدم ، وترى نساء يعملن بالتجارة فى قرية صغيرة تنعش الجزء الأكبر من تجارة محافظة المنيا ، كما أن العديد أيضا ًمن أهل القرية يعملون بالزراعة ، وينتجون أفضل أنواع الخضراوات والتي يتم نقلها إلى سوق العبور بالقاهرة ، كما كانت تشتهر بورشات تصنيع السلاح وتجارته خاصة في منطقة الطريق الصحراوي الغربي، المتاخم للقرية  .

    كما أنها تعد القرية الأولى على مستوى الجمهورية التي تضم  في رحابها عددا ً كبيرا ً من المدارس والمعاهد فضلا ًعن دور العبادة التى تخطت حاجز المائة  ، حيث أن بالقرية حوالي 25 مدرسة ابتدائية ، و5 معاهد أزهرية ، 15 مدرسة إعدادية وثانوية .

    تشتهر « دلجا » بإنتشار الكتاتيب الرسمية وغير الرسمية على الرغم من التقدم التكنولوجي إلا أن الكتاتيب مازالت تواصل عملها بعضها تابع لوزارة الأوقاف وبعضها خاص إلا أن المشرفين على جميع الكتاتيب بالقرية من أبنائها ، يقول الشيخ جمال القمع ، رئيس قسم المساجد بإدارة دلجا ، إن القرية تضم نحو ٣٠ كتابا ً من بينها التابع للأوقاف أو غير تابعين للأوقاف إلا أن هذه الكتاتيب تنجح فى تخريج ما يقرب من ٧٠ إلى ٩٠ خريجا ً سنويا ً حافظا ً للقرآن الكريم والأحكام ، لافتا ً إلى أنه على الرغم من وجود نسبة للأمية بالقرية إلا أنه يوجد عدد كبير من الأهالي الأميين يحفظون القرآن الكريم بالأحكام بنظام التلقين ، كما أنه يأسرك مسجدها الكبير مسجد النصر الذي يختم فيه حفظ القرآن أطفال لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات ففى أقدم مساجدها تجد محفظى القرآن الكريم يرتلون آيات الله وخلفهم ابناء دلجا الحفاظ يرتلون بأصواتهم الندية يؤدون حق التلاوة على أكمل وجه .

    وعلى صعيد متصل تجد دلجا منبت للوحدة الوطنية التي عاش الأخوة المسيحيون رغم كثرتهم نسبيا ً في حمى إخوانهم المسلمين ، فبمجرد وصولك مدخل قرية « دلجا » ترى كنيسة دلجا التي تقام فيها صلوات الأحد منذ آلاف السنيين والتي وقف أهالي البلد مسلميين ومسيحيين يحمونها بعد أحداث كنيسة القديسيين خوفاً عليها . كما تضم القرية بداخلها عدد كبير من المساجد والكنائس بمختلف الطوائف ، حيث أوضح رئيس قسم المساجد بإدارة أوقاف دلجا إن القرية تضم عددا كبيرا ً من المساجد تشمل نحو ٧٥ مسجدا ً تابعا ً للأوقاف و٥0 مسجدا ً تابعا ً للأهالي ، لافتا ً إلى أن القرية تضم نحو ٦ كنائس بمختلف الطوائف وتوجد بمناطق متفرقة من القرية ، موضحا ً أن القرية هى الأولى على مستوى المحافظة التى تضم عددا ً كبيرا ً من المساجد والكنائس معاً .

    ومركزها الصحي الوحيد يتعطل عن العمل ، فيضطر الأهالي للجوء إلى المركز الصحي بديرمواس إذا حدث وتعرض أحدهم لأي أزمة صحية.

    ومن المعروف عن سيدات دلجا لا يجلسن بالمرة فى شوارع القرية فلا يوجد لدى سيدات القرية الإنتظار أمام المنازل أو الخروجكما في بعض القرى المصرية إلا  لغير الحاجة ، كما أن الفتيات يبدأن في إرتداء النقاب فى سن الخامسة عشر من عمرهن أثناء التحاقهن بالمرحلة الإعدادية ويستمر معهن إرتداء النقاب مهما بلغ سن السيدة وهى عادة تغلب على جميع نساء القرية عدا عدد قليل جداً منهن .

    على الرغم من التقدم التكنولوجي والتطور الذي نسج ملامحه على عالم الملابس إلا أن الزى الموحد لأهالي القرية من الرجال والصبية هو الجلباب الذى يصل سعره إلى ١٥٠ جنيها تكلفة حياكته ، فيما يقصد عدد قليل من الأهالي حياكة القفطان لإرتفاع سعره والذي يحرص على حياكته الأغنياء من أبناء القرية فلا يوجد كبير أو صغير بالقرية يرتدي سوى الجلباب المتعارف عليه بالقرية .

    ورغم تعدادها السكاني ، وحجم مساحتها ، إلا أنه لا يوجد بالقرية ، شعبة لجماعة الإخوان المسلمين ، ولم تعرف يوماً التنظيمات الجهادية ، أو تنظيمات الجماعة الإسلامية، مثل قرى " كحك " ، و" كوم الصعايدة " في محافظتي الفيوم وبني سويف ، وقرى " ناهيا " ، و" كرداسة "، و" أبو رواش " ، في محافظة الجيزة .

    ولم يخرج من بين أبناء دلجا مقاتلون في داعش أو القاعدة ، كانت قرية متدينة تعيش في أمان ، حتى قيام ثورات الربيع العربي كانون الثاني (يناير) العام  2011.

    كما أوضح العديد من أهالي قرية « دلجا » لجريدة « الميدان » ، إن وجود دلجا في الظهير الصحراوي للمحافظة جعلها واقعة أيضاً تحت سيطرة سماسرة تهريب البشر إلى ليبيا ، عن طريق طريق جبلي ، لا يعرفه سوى بدو الصحراء ، بدايته دلجا ، ونهايته واحة (الكفرة) جنوب شرق ليبيا ، وتلك الصحراء هي التي إستخدمتها التنظيمات المتطرفة في ليبيا للدخول إلى مصر لتنفيذ الإشتباكات المتكررة في منطقة الواحات والفرافرة ، وأيضاً مذبحة الأقباط في دير الأنبا صموئيل بمركز العدوة ، التي راح ضحيتها 29 شهيداً قبطياً ، وهو المثلث الذي يشترك مع قرية دلجا في نفس الحدود الصحراوية  .

    وإيبان سقوط حكم الإخوان بمصر وتحديدا ً في أواخر عام 2013 م فقد بدأت جماعة الإخوان المسلمين في فرض سيطرتها على بعض المناطق التي نجح التنظيم العنقودي للجماعة في إختراقها ، منها قرى كاملة تحولت إلى بؤر ساخنة ومشتعلة طائفياً ، تظللها راية جماعات حسبت نفسها على الإسلام تحت غطاء نصرته ، والدافع هو رفض عزل ما أسموه « بالرئيس المسلم » لتبقى تلك البؤر مجرد جزر منعزلة عن الدولة فى شكل إمارات إخوانية صغيرة ..  

    وحاولت جماعة الإخوان المتأسلمة منذ أكثر من ستة سنوات ماضية بسط نفوذها الكامل وبلا منازع على قرية « دلجا » وعزلها عن العامل بالعالم ومنع تدخل السلطات الحكومية في شأنها الداخلي ، وبدأت في إرتكاب أبشع الجرائم حتى أن بيوت الله تعالى لم تسلم من بطش تلك الجماعة  .

    وحينما تتحدث مع أهالي القرية عن تلك الفترة وأحداثها فإنك تعيد مجددا ً شريط من الذكريات المؤلمة على النفوس ، والتي تركت أثرا ً سيئا ً داخل الجميع ، ويسعون بكل البسل تناسيه أو بالأحرى محوه من الذاكرة بالكامل .

    ففي صباح الرابع عشر من آب (أغسطس) العام  2013، تحركت مجموعات منظمة ، مناصرة لجماعة الإخوان المسلمين ، في القرى التي يسيطر عليها فكر الإخوان ، هوجمت مراكز الشرطة في تلك المناطق ، وأحرقت الكنائس والأديرة ، ذُبح اثنا عشر ضابطاً وفرد شرطة في قرية كرداسة بمحافظة الجيزة ، وخلا منها التواجد الشرطي حتى إقتحمها الجيش في أيلول (سبتمبر) العام 2014 .

    وهناك في صعيد مصر، بقرية « دلجا » التابعة لمركز « ديرمواس » بمحافظة المنيا ، الواقعة على مشارف الصحراء الغربية ، تكرر نفس السيناريو ، غير أنّ الفارق بين جميع القرى التي حكمها أمراء الجهاد والجماعة الإسلامية والإخوان ، في مناطق نفوذ تلك التيارات ، إثر بيان الجيش في 3 تموز (يوليو) 2013 ، بعزل ، محمد مرسي ، الرئيس المصري الأسبق ، عن حكم البلاد ، وأن قرية « دلجا » تحولت إلى إمارة إسلامية ؛ لكن دون أمير!

    وقد أعتبرت قرية « دلجا » الإمارة الثانية للإخوان- بعد قرية « كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة » ، خصوصاً أن الأحداث الأخيرة فى القرية دفعت سكان القرية إلى الذعر من أي وجه غريب داخلها ، مما دفعهم إلى التعامل بشراسة مع كثيرين وتم إحتجاز أكثر من شخص وضرب شخص حتى كادت تزهق روحه لمجرد إشارة أحد أهالى القرية عليه بإعتباره أحد أفراد الشرطة التابعة للفريق «السيسى » آنذاك ، والتي كانت قد أعلنت القرية عدم تبعيتها له ولنظامه من خلال حث سكانها على عدم دفع أى ضرائب حكومية أو فواتير كهرباء ومياه وإتصالات تدعم إقتصاد « حكومة الإنقلاب »- على حد وصف أهالي القرية وقتها .

    وذكر العديد من أبناء القرية لجريدة « الميدان  » ، بأنه من عدم وجود تنظيمات لجماعات دينية متطرفة بالقرية ، إلا أنها كانت محاطة بشُعب الإخوان وتجمعات الجهاد والجماعة الإسلامية المنتشرة في محافظتي أسيوط والمنيا ، وآمن أبناؤها بدعوات تلك الجماعات ، وإن لم ينضموا لها رسمياً ، وأنّ دائرة العنف بدأت بالقرية مع خطاب العزل الذي ألقاه الرئيس « عبد الفتاح السيسي » ، والذي كان وقتها برتبة الفريق أول وشغل منصب وزير الدفاع ، في الثالث من يوليو الماضي لعام 2013 ، قامت الدنيا ولم تقعد ، حيث أن قبطياً من أبناء القرية ويدعى « نادي مهني مقار »  ، ابتهج بإسقاط حكم الإخوان ، بعد أن ألقى الفريق « عبد الفتاح السيسي » ، وزير الدفاع في ذلك الوقت ، بيانه بعزل الرئيس الإخواني « محمد مرسي » عن حكم البلاد ، فأطلق وابل من النار في الهواء محتفلاً ، من بندقية آلية كان يحملها ، مما استفز أهل القرية المنتمين الذين تجمهروا أمام منزله محاولين الفتك به ، فقام « نادي » بإطلاق الرصاص الحي وتفريغ بندقيته الآلية فى وجه أهالي القرية ، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة أشخاص ثم لاذ بالفرار ، القتيل كان من عائلة « الطايسة » العائلة التي  لمت شملها وذهبت إلى منزله وقامت بإضرام النيران فيه ، في الوقت الذي هجم فيه أهالي القرية على متجر أدوات كهربائية وسلع معمرة خاص بـــ « نادي مهني » القاتل الهارب ، ثم أقتحم أهالى القرية منزله وقاموا بإفراغه من محتوياته وسرقة مشغولات ذهبية ومبالغ نقدية وجهاز ابنه الذي تزوج منذ بضعة أيام قبل الحادث ، وتم إطلاق النار على زوجته التى أصيبت برصاصتين في البطن ، كما تم إقتحام منزل أخيه « إسحاق دانيال » ، والمتاجر المجاورة التى يمتلكونها حتى هربت عائلة « نادي » وكل أقباط القرية بعد ذلكلتبدأ قرية « دلجا » مسيرة من الأحداث استهلها مسلمو القرية بإحراق إستراحة كنسية تجاور مسجد « النصر » ؛ أقدم مساجد القرية ، وأكملوها بحرق بيوت الأقباط ، وفرض الجزية عليهم ، لأكثر من شهرين ، هي المدة التي بقيت فيها دلجا إمارة إسلامية ، خالية من أية سيطرة أمنية للدولة ، حتى اقتحمتها قوات الشرطة والجيش ، مصحوبة بالطائرات الحربية ، والمدرعات ، والمجنزرات ، والآليات العسكرية ، في 19 أيلول (سبتمبر) العام 2014.

    وبدأت الإشتباكات في « دلجا » قبل ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013 بيومين تقريباً ، عندما توجهت مجموعات من اللصوص ، مستغلين حالة الفوضى التي أنتابت الدولة في تلك الأيام ، وحاولوا سرقة منزل ذلك القبطي لعلمهم أنه صاحب تجارة كبيرة ، تقدر بالملايين ، هنا أمسك الرجل سلاحه مدافعاً عن منزله وعائلته ، فأصاب أحد المهاجمين ، الذريعة التي اتخذوها سبباً لحرق منزله ، وإطلاق النار على زوجته ، ثم خرجت مسيرات أخرى في الثالث من تموز (يوليو) العام 2013 وأحرقت استراحة تابعة لواحدة من كنائس القرية، وأجبرت المسيرات قوات الشرطة على ترك القرية ، وأستمرت التظاهرات حتى إقتحام قوات الشرطة لاعتصامي رابعة والنهضة في الرابع عشر من آب (أغسطس) العام 2014 .

    يروي القس أيوب يوسف ، راعي كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا ، أنه بعد خطاب الفريق أول « عبد الفتاح السيسي » آنذاك بعزل الرئيس الإخواني  « محمد مرسي » عن حكم مصر فوجئ بتجمهر أكثر من 500 من المتشددين أمام مبنى الخدمات الذي يقيم فيه ، والمكون من طابقين فوق بدروم ، أصدروا أصواتا ًهادرة قبل أن يكسروا الباب الخشبي للمبني وتبدأ عمليات نهب مكتبة هدايا بالكامل والمكتبة ومركز السمعيات والبصريات وسرقة 2 جهاز حاسب آلي وماكينة تصوير رقمية وطابعة ليزر وأورج ، كما نهبوا أربعة فصول لحضانة كنسية وأخذوا الأبواب والشبابيك الخشبية والمراوح ، ونهبوا قاعة القديس يوسف البتول التي أنتهى  تشطيبها قبل الإقتحام بشهر واحد وحتى لعب الأطفال والأسلاك الكهربائية .

    ورغم تواجد خدمة أمنية تبلغ نحو ستة أفراد أمن بجانب شيخ الخفراء لكنهم انسحبوا أمام أمواج البشر .

    وتابع يوسف قائلا ً ، بعد أن تأكد المقتحمون أنهم أجهزوا علي كل ما في المكان سكبوا بنزينا ًعلى مراتب أسفنجية و3 آلاف كتاب كانت بالمكتبة وأحرقوا المكان وأنا محبوس بالطابق الثاني العلوي من المبنى وبدأت في الإختناق من سحب الدخان الكثيف فدلفت لسطح المبنى أنتظر الموت ، لكن أحد الجيران المسلمين ، ويدعى أحمد توني سيف النصر ، صاحب مقهى ، دعاني للإحتماء بمنزله ، وتمكنت من الوصول إليه عبر السطوح .

    ولم تستجب قوات الدفاع المدني أو تصل للبلدة سيارة إطفاء واحدة لتستمر النيران في الاشتعال حتى الرابعة من صباح اليوم التالي .

    وفي غياب الأمن ، أستمرت الاعتداءات علي نحو 20 بيتا ً مجاورا ًللكنيسة ملك لأقباط يقطنها حوالي 43 أسرة ، كما دمرت ورشتي لحام ومتجر أدوات صحية ومكتبة هدايا ومحل ترزي و2 سوبر ماركت ومحل مجوهرات وأماكن أخري جميعها يملكها مسيحيون .

    وكان رد مطرانية المنيا للأقباط الكاثوليك على كل هذا العنف هو توجيه مباشر من المطران الأنبا بطرس فهيم للقس أيوب يوسف بإقامة إفطار محبة في شهر رمضان بالمكان المحروق لتكون رسالة محبة للآخر مفادها أن محبتنا أقوى من الكراهية والعنف والوقيعة . وتم الإعداد للإفطار إلا أنه ألغي بتوجيهات أمنية خوفا ًمن وقوع أعمال عنف تستهدف المدعوين والمنظمين .

    وعلي مقربة من مبنى الخدمات المحروق لكنيسة مارجرجس الكاثوليكية ، يوجد أقدم مبنى كنيسي في محافظة المنيا وهو دير السيدة العذراء والأنبا إبرام الأثري .

    يقول القس سلوانس لطفي ، أحد رعاة الدير ، أن الدير هو منطقة كنسية أثرية يعود تاريخها لنهايات القرن الرابع أو بدايات القرن الخامس الميلادي أي أن عمرها نحو 1600 سنة ، وهو يقع بوسط قرية دلجا ويضم ثلاث كنائس الكنيسة الأهم هي كنيسة السيدة العذراء مريم وهي أثرية ينخفض مستواها عن سطح الأرض ، وكنيسة أخرى كبيرة حديثة علي اسم مارجرجس ، والكنيسة الثالثة الأحدث علي اسم القديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة .

    هذا الدير تعرض للهجوم في الثامنة من صباح الأربعاء الدامي .

    كما قال أحد أهالي القرية  ، رفض ذكر اسمه ، إنه سمع نداءات خرجت بمكبرات الصوت بالقرية تطالب المسلمين بالخروج للجهاد ونصرة المسلمين بدعوى أن إخوانهم يقتلون برابعة والنهضة ، فتجمع نحو ثلاثة آلاف من الغاضبين ، بينهم ملثمين يحملون أسلحة نارية ، أمام الدير من مختلف الأعمار حاملين مواسير حديدية ضخمة وكسروا الباب ، لتستمر أعمال النهب ثلاثة أيام متتالية حتى مساء الجمعة ، ويمتد العنف لنحو خمسة وعشرين منزلا ًمجاورا ً لأقباط ، وهاجموا جميع كنائس القرية ، أحرقوها بالكامل ، وسرقت 25 أيقونة أثرية من دير السيدة العذراء الممتد عمره إلى 1600 عام .

    وتجسدت المأساة الإنسانية الأكبر في قتل والتمثيل بجثة حلاق قبطي يدعي إسكندر طوس ، والبالغ من العمر 60 سنة ، بدعوي أنه قاوم المسلمين عندما هاجموا بيته . وقال عدد من أقباط القرية أن طوس قتل بسلاح أبيض بعد أن تغلب عليه مهاجموه وآخرون قالوا أنه ذبح كالشاه .

    وأوضح  بعض من أهالي القرية كانوا شهوداً عيان على الخراب الذي حل بالقرية إثرى فض إعتصامي رابعة والنهضة  ، أنهم رأوا مهاجمي منازل الأقباط يقيدون ساقي طوس بحبل بعد أن لفظ أنفاسه ويسحلونه بواسطة جرار زراعي في شوارع القرية دون مغيث ، لينتهي المطاف به فوق كومة من القمامة تتوسط مقابر القرية دون أن تتمكن أسرته من تغسيله أو دفنه ودون أن تتم الصلاة عليه . ولما وجد أعراب يقطنون بالقرب من القرية جثة القتيل في العراء حفروا حفرة لمواراة جثمانه لحفظ إنسانيته .

    وقال عدد من خدام الدير ، أن السيارات الربع نقل والعربات الكارو لم تنقطع عن التردد علي الدير من باكر الأربعاء حتى مساء الجمعة تنقل الغنائم المنهوبة المتمثلة في كل محتويات كنائس الدير بدءًا من المقاعد وحتى بلاط ورخام الحوائط والأرضيات ، ثم تلا ذلك الحفر في أرضية الكنيسة الأثرية التي دمرت تمامًا والبحث عن كنوز خيالية موجودة أسفلها .

    الأدهى أن هؤلاء فرضوا إتاوات على منازل الأقباط بحجة الحماية وبدعوى أنهم لجان شعبية .

    وأسرد بعض من أهالي القرية ، بأن جماعة الإخوان المسلمين ومناصريهم الذبن كانوا يتحكمون في مقاليد الأمور بالقرية قاموا بفرض الجزية على الأقباط بالقرية مبالغ وصلت إلى عشرة آلاف وعشرين ألف ، تدفعها العائلات القاطنة في كل شارع بالقرية ، وإذا حاولت أسرة قبطية ترك القرية فعليها أن تدفع مقابل تركها ترحل آمنة .

    وأضافوا ، بأن العديد من أبناء دلجا قد أشتركوا في إعتصامي رابعة والنهضة ، المئات ، وقتل البعض منهم في أثناء فض الإعتصام ، وعاد بقيتهم إلى القرية في نفس يوم الفض مكوّنين مجموعات قادت تظاهرات مسلحة ضد الدولة استمرت بشكل يومي ، وخطب فيهم عاصم عبد الماجد ، عضو الجماعة الإسلامية الهارب الآن في قطر ، وقد اختبأ في القرية لبعض الوقت قبل هروبه إلى ليبيا .

    وأثرى سيطرت جماعة الإخوان ا لمسلمين ومناصريهم على قرية « دلجا » وجد عدد ليس بالقليل من المسجلين خطر والبلطجية ، وهم كانوا لهم تجارتهم الخاصة ، فكما يتاجر الإخوان بالدين ، يتاجر هؤلاء في المخدرات والأسلحة ، كما أن العديد من أهالي القرية في ذلك الوقت من يحمل السلاح ، وفيهم من يقف ليؤمن مداخل القرية من هجوم قوات الأمن التى فشلت كل محاولاتها لدخول القرية ، أو القبض على أي من المسجلين ، وتلاحظ وجود الإخوان داخل هذه القرية بكثافة ، وهو سر لجوء بعض قيادات الإخوان إلى هناك هربا ً من الملاحقة الأمنية ، فقرية « دلجا » أصبحت معقلاً لإخوان الصعيد ، الإخوان عن قناعة شديدة ، وكذلك كانوا ينظمون مسيرات داخل القرية ، مرة بالحمير ومرة أخرى بالدراجات النارية دعما ًللرئيس المعزول ، وتعلن مقاطعتها للحكومة الحالية والنظام الحالي معلنة عن أكبر إعتصام مغلق منذ عزل الرئيس مرسي ، وبها منصة رئيسية ، المنتمون لجماعة الإخوان الذين جاءوا من كل شبر لدعم إخوانهم من ناحية ، ومن ناحية أخرى ليرابطوا في أنسب مكان بالنسبة لهم ، « فدلجا »  مكان غير مرصود أمنياً ، كما أن جميع التقارير الأمنية وقتها حذرت من إندلاع كارثة حال محاولة إقتحام قرية  « دلجا »  .

    قرر أنصار مرسى المحسوبون على التيار الإسلامي إخراج أفراد الأمن من قرية « دلجا » ، معلنين عن إمارة إخوانية خالية من الأقباط والشرطة والغرباء ، وقام أهالي القرية التابعة لجماعة الإخوان بإقتحام قسم شرطة « دلجا » ومحاصرته بالأسلحة الثقيلة حتى هرب أفراد الأمن بعد إصابة عدد منهم ، بعدها تم إفراغ قسم الشرطة من محتوياته إنتقاما ًمن شرطة السيسي على حد زعم أحد أهالى القرية ، وبعد عمليات سرقة وسلب ونهب طالت كل محتويات قسم الشرطة بما فيها مسجد داخل قسم الشرطة لم يتركوا فيه باباً خشبياً أو حلية معدنية ، لم يشفع بيت الله عند أصحاب التدين الشكلي الذين زعموا أن من قام بذلك هم البلطجية والمسجلون خطر، رغم أن بعض أهالي القرية أكدوا لنا أن الهجوم على القسم كان بقيادة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين . كان أمرا ً صعباً ، خصوصا ًأنه يقع على مدخل القرية القابع بها مجموعة مسلحة للتأمين . هذا وقد أحترقت جدران قسم الشرطة بأكلمها ، وسيارات الشرطة تفحمت ، حتى النباتات والنخيل إشتعلت ، وصار لا يوجد أثر لأي من محتويات القسم جدران فقط . وعلى الأرض وجد ملفا ً كبيرا ً أحترق جزء كبير منه ، وبفحصه تبين أنه لمجموعة من أهالي دلجا مسجلين خطر فئة « ب » تجارة أسلحة ومخدرات ، منها : « عبده صالح مقيدم » وأخيه « فتحي صالح مقيدم  » ، و « جابر مهران أحمد » .

    وقد قررت السلطات الأمنية بالدولة وقتها تحرير « دلجا » من قبضة الإخوان وأنصارهم وألا يكون لجماعة الإخوان أي إمارة إسلامية بمصر ، وإثبات أنه لا أحد فوق هيمنة وسيطرت الدولة المصرية على مقاليد الأمور بالبلاد  ، وأستعادت الدولة لهيبتها ومكانتها  من جديد .

    وقالت مصادر أمنية ، إنه جرى خلال عملية تحرير « دلجا » التي شاركت فيها مروحيات عسكرية ومدرعات للشرطة ، توقيف نحو 70 شخصا يشتبه في انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين وللجماعة الإسلامية المتشددة التي تحالفت مع مرسي وتوعدت بالقتال لإعادته إلى الحكم .

    وبدأت عملية إقتحام « دلجا » فجر يوم الأثنين الموافق 16 ستمبر لعام 2013 م الماضي بعد استغاثات ومطالب شعبية ورسمية بضرورة إعادة الأمن إلى « دلجا » ، وهو ما سبق أن أكد عليه قبل يومين  من الإقتحام الرئيس المصري المؤقت آنذاك المستشار « عدلي منصور » خلال إجتماعه مع عدد من رؤساء الأحزاب والتيارات السياسية ، وتوجيهه السلطات الأمنية بضرورة بسط السيطرة الأمنية على القرية وتأمين الممتلكات والسكان بها .

    وأكد بعض من أهالي القرية كانوا شهود عيان على الأحداث ، إن قوات الأمن بدأت بإطلاق نار مكثف بشكل تحذيري ، وإن العشرات من أنصار الرئيس المعزول « استسلموا » أمام قوات الجيش ؛ حيث بدأت بعد ذلك عملية تفتيش للمنازل .

    وأضافوا ، بأن أهالي القرية ، الذين عاشوا في رعب بسبب سطوة المتشددين والمسلحين ، طيلة أكثر من أربعة أسابيع وقتها ، استقبلوا قوات الجيش والشرطة بمظاهر الفرح والتهليل .

    وأضاف أحد سكان القرية لجريدة  « الميدان » : « كنا نموت كل يوم ألف مرة بسبب إحتلال الإرهابيين شوارع القرية ومداخلها .. كنا نخشى من وقوع مواجهات في الشوارع حين تأتي قوات الأمن ، لكن الله سلم » .

    وأفرد بعض أهالي القرية قائلين ، إن المسلحين تركوا وراءهم ، وطيلة شهر من ترويع أهل القرية، « أسرا مهجرة ، وبيوتا ً وكنائس محترقة ، ومحال منهوبة ، وشوارع خربتها المتاريس والحواجز » ، موضحين أن آثار طلقات الرصاص بادية على الجدران في عدة شوارع في القرية ، مما يعني أن الأهالي - من المسلمين والمسيحيين - كانوا يعيشون في رعب من سطوة المسلحين ، مشيرين إلى أن عدد المسيحيين بالقرية يبلغ نحو 20 ألفاً .

    وبعد دخول قوات الأمن من عدة محاور بمساعدة مروحيات كانت تراقب الموقع ، تمكنت من تحرير القرية بعد أن كانت الجماعات المتشددة تمهد لإعلانها « إمارة إسلامية » .

    وأن عدد كبيرا ًمن التشكيلات الأمنية ، أحكمت السيطرة على جميع مداخل القرية وعددها 32 مدخلاً ، كما قامت بالسيطرة على نقطة الشرطة المحترقة وسط ترحيب شديد من الأهالي الذين هتفوا : « الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة » .

    وقد أعلنت قوات الأمن فرض حظر التجوال بالقرية أثرى إقتحامها وتطويق قريتي البدرمان وزعبرة المحيطتين بقرية دلجا ، وغلق الطريق المؤدي لمركز ديروط التابع لمحافظة أسيوط والقريب من القرية ، خشية فرار المطلوبين ، بالإضافة لإنتشار الأكمنة الأمنية والمرورية بكل الطرق المحيطة بالمنطقة .

    وقال مصدر أمني ، إنه جرى القبض على أكثر من 50 متهماً، صدرت بشأنهم أوامر ضبط وإحضار من النيابة العامة من المتورطين في إقتحام وحرق مركز شرطة دير مواس ونقطة شرطة دلجا ودير السيدة العذراء والأنبا إبرام الأثري وبيوت المسيحيين بالقرية ، بالإضافة إلى نحو 20 آخرين من المشتبه بهم، مشيرا ًإلى عثور القوات على « أسلحة وخطط لتفجيرات إرهابية بحوزة المتهمين خلال الحملة » .

    جدير بالذكر أن محافظ المنيا وقتها كان اللواء صلاح زيادة محافظا ً للمنيا ، واللواء أسامه متولي مديرا ً لأمن المنيا .

    وطرحت أحداث دلجا استفساراً مهماً ، عن الأفكار المتطرفة التي أنتشرت في القرى المصرية ، على خلفية سيطرة دعوات التيارات السلفية والإخوانية والجماعات خلال العقود الأخيرة ، بداية من العام 1975، عندما أخرجهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات من السجون ، وحتى العام  2013؛ فإن كانت القرية لا تضم بين جدرانها أي تنظيم أو مكتب إداري تابع لأية جماعة متطرفة ، فكيف استحال أهلها لأفراد يسعون لفرض إمارتهم الإسلامية بالقوة ، وبذلك الشكل المنظم ، دون أن يكون هناك أمير يقودهم ؟!

    المنيا الميدان الاخوان الارهابية الامن

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    السبت 10:45 صـ
    7 صفر 1447 هـ 02 أغسطس 2025 م
    مصر
    الفجر 03:37
    الشروق 05:15
    الظهر 12:01
    العصر 15:38
    المغرب 18:48
    العشاء 20:15