خالد مصطفى يكتب: سر عداء الإخوان للرئيس

السبب الجوهري للعداء بين الإخوان والرئيس هو أن السيسي لبى نداء الشعب فى ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكم محمد مرسي أول رئيس من جماعة الإخوان يصل إلى السلطة في مصر حيث تعتبر الجماعة ما حدث حتى الآن انقلاباً عسكرياً على شرعية مرسى في حين نعتبره كأنصار للدولة ثورة شعبية دعمها الجيش لإنقاذ مصر من التفكك إذاً عداء جماعة الإخوان للرئيس عبد الفتاح السيسي ليس خلافاً على منصب أو موقف بل هو عداء جذري نابع من أن هذا الرجل هو الذي أسقط حلمهم التاريخي في السيطرة على الدولة وقاد ثورة شعبية أنهت مشروعهم إلى غير رجعة الرئيس السيسي لم يهزمهم في معركة سياسية بل هدم مشروعهم من الجذور وفضح خطورتهم على الدولة والمجتمع وعرّى حقيقتهم أمام الشعب والعالم فمنذ سقوطهم في مصر لم تقم لهم قائمة فالرئيس أصبح العقدة النفسية للجماعة في الداخل والخارج ورمزاً لفشلهم أمام أنصارهم إذاً عداء جماعة الإخوان للسيسى ليس مجرد خلافاً سياسياً أو خصومة وقتية بل هو ثأر أيديولوجي بين فكر يرى الوطن وسيلة ورئيس يراه غاية فالثورة لم تسقط رئيس اسمه مرسي بل أطاح بتنظيم دولي وتاريخ من التسلل وشرعية كانت تُهيأ لتغتال الدولة من الداخل وبعد ان أطاح الشعب بمرسي قادت الدولة المصرية حملة أمنية وقضائية ضد الجماعة شملت تجميد أموالهم حظر نشاطهم وتصنيفهم كجماعة إرهابية هذه الضربات أضعفت الجماعة بشدة داخلياً وخارجياً مما جعل السيسي عدواً وجودياً لها وذلك لتضارب المشروعين نظراً لأن مشروع السيسي ركز على الدولة الوطنية القوية ذات الطابع المدني والمركزية الشديدة ومشروع الإخوان ارتكز على الخلافة الإسلامية
أو الدولة الإسلامية العابرة للحدود وهو ما يتعارض مع فكرة الدولة القومية التي يتبناها الرئيس وقد تبنى السيسى أيضاً طريقاً واضحاً لتجديد الخطاب الديني ومحاربة الفكر المتطرف حيث يرى الإخوان في ذلك استهدافاً مباشراً لأفكارهم ومشروعهم الأيديولوجى وقد أصبح السيسي وبإمتياز رمزًا لفشل تجربة الإسلام السياسي في الحكم ليس في مصر فقط بل في المنطقة العربية والعالم هذا ما جعل جماعات الإخوان في دول أخرى تنظر إليه كخصم مركزي يجب إسقاطه إعلامياً وسياسياً ولكن بدأت الدولة المصرية تحت قيادة السيسي معركة جديدة إسمها معركة الوعى حيث شنت حرباً على الإرهاب الفكري والتغلغل الإخواني في مؤسسات الدولة والإعلام والمؤسسات الدينية كالأزهر ودار الإفتاء والتعليم وحتى الفضاء الإلكتروني قد أصبح ساحة صراع على العقول حالياً بين الدولة والإخوان مما جعل حلم التمكين أصبح مستحيلاً ذلك الحلم الذي بُني لعقود وسقط خلال عام واحد من حكم مرسي ولهذا يرونه عدواً كسر شوكتهم وكشف زيفهم أمام الأمة فالرئيس لم يواجه الإخوان كأشخاص بل كنظام وفكر وتنظيم فحرك الدولة بكل مؤسساتها لاجتثاث خلاياهم من الإعلام والتعليم والإدارة والدين مما أجهض حلمهم في التغلغل داخل الدولة العميقة فتجربة مرسي الفاشلة وارتباك الجماعة وكشف نواياهم العدائية أعطت السيسي مشروعية تاريخية لا كرجل عسكري فقط بل كمُنقذ للوطن وهذا ما لا يغفره له الإخوان بل وساهم ذلك فى إزدياد العداء مابين الرئيس والإخوان لأنه كشف زيفهم قبل أن يحاربهم فالسيسي لم يواجه الإخوان بالرصاص بل واجههم بالحقيقة ووضعهم أمام مرآة الشعب فبانت خيانتهم وتعرت نواياهم وانهار قناع الدعوة ليظهر وجه السلطة وفي عام واحد من حكمهم سقطت أسطورة الجماعة الربانية فظهر السيسي في لحظة الحسم ليقضي على ما تبقى من أوهامهم ولذلك لا يغفرون له أنه أنهى ما بنوه بالخفاء لعقود وعل اهم ماتميز به الرئيس فى هذه المعركة الوجودية أنه انتصر عليهم أخلاقياً وشعبياً قبل أن ينتصر أمنياً ولم يقنع الشعب بالقمع بل بالحقيقة فنزع عنهم القداسة وواجههم بخطاب وطني شفاف فخسروا الناس قبل أن يخسروا السلطة وكان فشلهم صاخباً سريعاً ومهيناً ونجاح السيسي رغم العواصف بات أمراً واقعاً ولذلك يمثل السيسي عقدة لا تُكسر أبداً في ذاكرتهم إذاً عداء الإخوان للرئيس السيسي ليس مجرد خلاف سياسي بل صراع وجودي وأيديولوجي فالسيسي يمثل مشروعاً مناقضاً تماماً لمشروع الجماعة ووقوف الجيش مع الشعب فى ثورة يونيو كان لحظة انهيار كبرى لطموح الجماعة بالسيطرة على الدولة وعداء الإخوان للرئيس السيسي ليس صراعا على سلطة بل صراع بقاء لأنه ببساطة كان أول من واجههم بلا خوف وانتصر عليهم وسيظل عداء الإخوان للرئيس هو عداء من نوع خاص عداء التيار الفوضوي للدولة عداء المشروع الظلامي لراية الوطنية عداء من خسر كل شيء على يديه ولا يزال يشاهده يبنى دولة عظيمة رغم أنفهم إنه العداء التاريخى الذي لا يُطفئه الزمن لأنه ببساطة انتصر عليهم في معركة كانوا يظنونها محسومة لهم