فى حوار لـ"الميدان"..مؤرخ دولي يفجر مفاجأة: الملكة نفرتيتي ليست مصرية !


نفرتيتي وراء انتشار التوحيد فى مصر خلال عهد زوجها اخناتون
5 مليون مصري من أصول كردية الكشري أكلة كردية وليست مصرية
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وسعاد حسني وأحمد رمزي وأحمد شوقي أكراد علاقات نسب ومصاهرة بين الفراعنة والميديين أجداد الأكراد الوجود الكردي فى مصر الحديثة يمتد لأكثر من 350 سنة
معاناتنا لا تقل عن الفلسطينين ولكن لا أحد يسمعنا نريد التعايش مع العرب بما يحفظ حقوقنا الثقافية والتاريخية
عرف الأكراد طريقهم للإعلام العربي بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة وسط اتهامات تلاحقهم بالسعي لتقسيم الدول العربية وتفتيت حدودها وفق مخطط أمريكي صهيوني خاصة مع استفتاء 25 سبتمبر الماضي الذي نظمه إقليم كردستان العراق فى سياق محاولاته لتأسيس دولته الخاصة .
ورغم الإهتمام الغربي الكبير بالقضية الكردية يبدو الأمر جديدا على الشارع العربي والمصري تحديدا حيث يجهل الكثير من المصريين حقيقة الأكراد وتاريخهم رغم وجود الكثير من القامات المصرية من أصول كردية .
"الميدان" تحاول فك الشفرة الكردية والتعريف بالتاريخ الكردي وعلاقتهم بمصر والحضارة الفرعونية من خلال الحوار مع المفكر الكردي المعروف برادوست ميتاني .
- من هم الكرد ؟
الكرد شعب يعيش على أرضه المسمى بكردستان, بالرغم من ظاهرة التاثر والتآثر فيما بينه وبين شعوب المنطقة إنما له خصال مميزة في البنية والعادات والتقاليد واللغة ، يبلغ عدد الكرد أكثر من ستين مليونا ينتمون إلى العرق الأري الذي ينتسب إلى يافس أحد أبناء النبي نوح عليه السلام الذي ظهر في شمال كردستان عندما استوت سفينته فيه على جبل جودي في الألف السادس قبل الميلاد .
-ما الفرق بين الكرد والعرب ؟
ج- بالرغم من وجود صفات وثقافة مشتركة ومتشابهة بين الكرد والعرب جمعتها بينهما الطبيعة والمعيشة والدين الاسلامي في الفترات المتلاحقة الأخيرة إلا أن كليهما شعبان متميزان عن بعضهما البعض قومياً حيث لهما اختلافات أثنية, تاريخية , بيئية وجغرافية أيضاً.
الموطن الأصلي لإخواننا العرب هو شبه الجزيرة العربية , هذا الموقع الحار والجاف ذو المياه والمطر القليل الذي ترك عليهم صفات جينية موروثة خاصة بهم , بينما الموقع الاصلي للكرد هو جبال وسهول ووديان وفيرة المياه والمناخ البارد والمعتدل أكسبتهم صفات مغايرة عن أخوتهم العرب في البنية ولون البشرة والتي أثرت بدورها على التكوين الفيسيولوجي و الثقافي , هذا ما عدا الإختلاف في اللغة وكذلك إن الكرد آريين بينما العرب ساميين .
كيف تري اتهام الكرد بمحاولة تقسيم الوطن العربي ؟
الوطن العربي هو مقسم بنفسه على نفسه , هل نجح العرب يوماً ما في تحقيق وحدة ، ومتى كان الوطن العربي وحدة سياسية لكي يأتي الآن الكرد لتمزيق هذه الوحدة .
لماذا يطالب الشعب الفلسطيني بالاستقلال .هل هذا حلال له وحرام على غيره, ثم ما السبب الذي يجعل الكرد أحياًنا يطالبون بالاستقلال , أليس بسبب الظلم الذي يعرضون له . أليس بسبب سياسة الانكار لحقوقهم , بل اقصائهم كلياً من الحياة السياسية والوجود القومي لهم.
نحن الكرد مؤمنين ومقتنعين وفي ثقافتنا الجينية أن نعيش مع المكونات الاخرى في وطن مشترك يجمع بين طاقاتنا البشرية جميعاً , بغض النظر عن الشكل الديمقراطي لذلك الوطن , فيدرالي أو كونفدرالي أو غيرهما , شريطة توفر الثقة المتبادلة في ذلك , حينها لن يطالب الكرد بالانفصال.
ما حجم الوجود الكردي في البلاد العربية ؟
تكاد لا تخلو دولة عربية من الوجود الكردي وخاصة مصر , والأردن ,فلسطين , السودان وغيرها , لعدة أسباب : تجارية , تعليمية ,اجتماعية ولكن أهمها سياسية .
حدث انتقال الكرد إلى البلاد العربية مع حروب وتوسع الفرس في البداية أيام الأخمينيين ولكن قيام الدولة الأيوبية على يد الكردي صلاح الدين الايوبي وبنية جيشه وإدارته لعب الدور الرئيسي في ذلك , كما أن مساهمة الامراء الكرد بشبابهم ورجالهم في جيش السلطان العثماني سليم الاول في البلاد العربية زاد من تلك الظاهرة وكان للوالي المصري الكردي الاصل محمد علي باشا نصيب في تفاقمها .
لذلك يوجد عدد كبير من الكرد في مصر يتجاوز عددهم خمس مليون .
هل هناك تاريخ كردي في مصر ؟
نعم وباختصار قرابة قرنين من الزمن خلال العهد الأيوبي و قرابة (150) عام خلال حكم أسرة محمد علي .
7- هل تأثر الكرد بالمصريين ؟
نعم لدرجة اندماجهم في المجتمع المصري حتى الذوبان ولكنهم ادخلوا شيءً من ثقافتهم إليه كالكشري , ,الكمنجة واستخدام محمد علي باشا الاسماء الكردية العسكرية منها فرقة الطوبجية للمدفع ، البيادة للمشاة ، سواري للفرسان ...وغيرها من المسميات والعادات أيضاً
- ماذا عن العلاقات المصرية الكردية ؟
تظهر هذه العلاقة جلية منذ أيام الكرد القدماء والفراعنة , وبدأت مع الكاشيين الذين ظهروا في مناطق كردستان وسومر , فقد ساند الكاشيون فراعنة مصر في حروبهم مع الكرد الميتانيين في سوريا وكانت العلاقات الدبلوماسية مزدهرة بين الطرفين وتشهد زيارات متبادلة , حيث ألتقى الملك الكاشي كارا غانديش بالفرعون المصري تحتمس الثالث 1457 ق.م كما أن الملك الكاشي كوري كالزو أرسل أبنته كزوجة إلى الفرعون امنحوتب الثاني . وكذلك أن الملك الكاشي كادشمن خوربي الأول أقام علاقات الصداقة مع الفرعون امنحوتب الثالث وهكذا كانت العلاقات مستمرة , صداقة ومصاهرة مقابل الذهب المصري المرسل إلى الكرد بعد أن كانت العلاقة بين فراعنة مصر والميتانيين الكرد في كردستان وشمال سوريا علاقة عداوة وحروب , تحولت إلى علاقة سلم وصداقة ومصاهرة وذلك بعد فشل الفراعنة في اخضاع الميتانيين واحتلال سوريا بعد حملاتهم التي بلغت (17) حملة عسكرية على سوريا والعاصمة واشوكاني وخاصة في عهد تحتمس الثاني 1510ق.م وعهد حتشبسوت وتحوتمس الثالث 1436ق.م .
بعد قيادة الميتانيين للحلف السوري والانتصار على المصريين في معركة قادش اضطر الفراعنة إلى الاعتراف بقوة الميتانيين الهوريين والتعامل معهم سلمياً وتتويجها بعلاقات المصاهرة , حيث تزوج الفرعون المصري تحوتمس الرابع من أبنة الملك الميتاني ذات الاسم موتمويا وكذلك أراد الفرعون الكهل امنحوتب الثالث الزواج من كلوخيبا "نفرتيتي" أبنة الملك الميتاني آرتاتاتا ولكنه توفي لذا تزوج منها أبنه امنحوتب الرابع .
أما زمن الميديين الكرد ساند الفرعون المصري بسامتيخ الملك الآشوري ايشي شا ايشكوم ضد الكرد الميديين ولكن الملك الميدي كي اخسار تمكن من إلحاق الهزيمة بكليهما والقضاء على حلفهما وذلك بالقضاء على الأمبراطورية الأشورية واحتلال العاصمة نينوى عام 612ق.م . فبذلك زال الوجود العسكري المصري من بلاد الرافدين كلياً .
لماذا اختفت تلك العلاقات فى العصر الحديث ؟
بسبب غياب الدور السياسي الكردي الريادي للمنطقة في ظل قوى غريبة احتلالية كالفرس واليونانيين والروم البيزنطيين والرومان غابت العلاقات الكردية المصرية ولكنها ظهرت أيام الفاطميين , إذ تسلم الكرد مراكز ادارية وعسكرية منها قيادة الكردي احمد بن ضحاك للجيش المصري في وجه الروم وانتصاره علىهم في المعارك التي حصلت على نهر العاصي قرب قلعة أفاميا السورية في عهد الملك القادر بالله ، وكان الكردي حسن سالار سيف الدين وزيراً لظافر العبيدي وهو باني مدرسة الشافعية في الاسكندرية ولكن العلاقات الكردية المصرية جاءت مزدهرة إبان حكم الأيوبيين , هذه الدولة المترامية الاطراف والقوية التي اسسها صلاح الدين الايوبي الكردي الذي وحد بين الشام ومصر وجزء كبير من كردستان في الأجزاء الموجودة حالياً في سوريا والعراق وتركيا . في ظل صلاح الدين الايوبي كانت العلاقات متكافئة بين المكونات , في الإدارة والبناء والجيش والثروة والحقوق و بعيداً عن العنصرية والتدين الأعمى وكذلك التمذهب والقوموية . فكانت دولة الجميع , لذلك نقول كانت العلاقات الكردية المصرية علاقة دولة المواطنة وظلت هكذا حتى رحيل نجم الدين أيوب المسن زوج شجرة الدر التي رفض المسلمون قيادتها فاضطرت إلى الزواج من المملوكي عزالدين أيبك . للشهادة نقول هنا أن حكم الايوبيين لم يكن بطابع قومي , إنما بطابع اسلامي , حيث الثقافة الاسلامية السائدة حينذاك القائمة على والمساواة بين المكونات الدينية والمذهبية والاثنية وأن العلاقات الكردية المصرية ظلت ايجابية في ظل هذه الدولة الاسلامية أيضاً بين الامراء الكرد والمركز القاهرة حتى مجي العثمانيين الذين 1516م هؤلاء الذين غلبوا القومية والحجج السياسية على بنية الدولة الاسلامية , ففي عهدهم ساءت العلاقة بين الكرد ومصر ولكن بظهور محمد علي باشا 1805م أنعشت الآمال و فكانت له اتصالات مع الامراء الكرد إذ أنه كردي الاصل وهذا ما كشفه حفيده واسمه أيضاً محمد علي لمجلة المصور المصرية عام 1949م عندما قال نحن اكراد ديار بكر.
كما تخرج عدد كبير من الشبان الكرد في الجامع الازهر وكذلك وجود رواق باسم الكرد في ذلك الجامع التي وقفت خاتون خان الأيوبية مالها على التعليم فيها وكذلك على بناء ذلك الرواق.
خلال عهد جمال عبد الناصر صارت العلاقات ذات علامات بارزة بجانبها الايجابي في تأسيس إذاعة للكرد في القاهرة وعلاقاته المميزة مع القائد ملا مصطفى برزاني وكذلك بجانبها السلبي مع قضية الكرد في سوريا إبان الوحدة المصرية السورية 1958-1961 حيث الملاحقة للسياسيين الكرد ومثقفيهم من قبل المكتب الثاني في سوريا و مجزرة سينما عامودا 1960 التي راح ضحيتها اكثر من 280 تلميذ حرقاً . اما في المرحلة الراهنة أجد الموقف المصري الرسمي والمثقفين والساسة المسقلين ايجابياً من إدارتنا الذاتية في شمال سوريا , حيث لا تأخذ مصر منا موقف عدائي ولا تدعم الارهاب كما يفعله بعض الآخرين وتسمح إلى حد ما بنشاط سياسي وثقافي لكرد سوريا على أرضها والأجمل في ذلك أنها تدافع عن قضيتنا في وجه الاستبداد التركي وخاصة في مختلف وسائلها الإعلامية
هل هناك رموز مصرية كردية ؟
نعم وعديدون منهم : محمد علي باشا ,العقاد ,عائلة التيموري , أحمد شوقي , قاسم أمين, عبدالباسط عبد الصمد ,محمد عبده , محمود المليجي ,سعاد حسني ونجاة الصغيرة ,عادل أدهم , صلاح السعدني ,أحمد رمزي ,عمر خورشيد , وشيريهان, وغيرهم ، كما توجد قرى كردية في مصر , منها كفر الاكراد في محافظة الدقهلية في الوجه البحري , قرية الكردي قرب أسيوط , , قرية منشأة الكردي في محافظة الغربية .
- ما حقيقة نفرتيتي ؟
قبل اكثر من (15) عام كنت أعلم أن نفرتيتي كردية ولكنني لم أكن أعرف أن معنى اسمها كردي , إلا بعد أن قرأت في أحد أعداد مجلة روز اليوسف المصرية بأن معنى الاسم هو المرأة الحسناء قادمة , وفعلاً بفك الاسم هكذا يصبح : افرت – تي – تي , والآن في اللغة الكردية أفرت اسم للمرأة الحسناء و تي مازال يعني الجميل وتي الاخرى يعني قادمة.
فما قصة تسميتها بالاسم : حينذاك التنقل كان بطيئاً والمسافة بين واشوكاني في روجافا شمالي سوريا ومصر طويلة , فالموكب يتأخر في الطريق , بالإضافة إلى تجهيزها بالعدة والموكب أحتاج لمدة طويلة والفتاة كانت جميلة جداً , صيت جمالها سبق وصول موكبها لذلك كثر السؤال عن وقت وصولها إلى مصر والجواب أن الجميلة قادمة أي في اللغة الكردية افرتيتيتي , فصارت مع الزمن نفرتيتي.
تنتمي نفرتيتي إلى اسلاف الكرد وهي أبنة الامبراطور الميتاني آرتاتاما من سري كانية في غربي كردستان (شمال سوريا) اسمها الحقيقي "كلو خيبا" أي وردة الله . تزوجها الفرعون المصري امنحوتب الرابع في القرن (14) ق.م .
أثناء بقاء نفرتيتي في البلاط الملكي , وجدت عقيدة خاطئة تمارس من قبل الكهنة والفرعون الذي يجعل نفسه إله على الارض وأمون إله في السماء وذلك ماهو منافيا لعقيدتها . نجحت نفرتيتي في هداية الفرعون إلى معرفة الاله الأوحد في السماء وهو آتون أي الله مؤخراً والتخلي عن ألوهيته (بعض المصادر الدينية تقول كان ذلك بفضل النبي يوسف عليه السلام) فبدل الفرعون اسمه من امنحوتب إلى أخناتون أي خادم الاله. ولكنها وقعت في حرب دينيية مع كهنة آمون الذين انتقموا منها بعد وفاة أخناتون وأسروها مع إبنتها عنخس في غرفة حتى ماتت , بعد أن عادت البلاد إلى معتقدها السابق ، وهذه المعلومات وردت بعدة مصادر عربية وكردية مثل كتاب «الأكراد في مصر عبر العصور»، للدكتورة درية عوني ، كتاب أسلاف الكرد
وكتاب العلاقات السورية المصرية عبر التاريخ وكتاب الكرد وكردستان بجزأيه للعلامة محمد امين ذكي كتاب موطن الشمس .