المصري القديم جمع بين محاسن الجمال و هيبة الجلال
كتب عبد الرحمن أبو عمر
لم يكن المصري القديم مجرد صانعٍ لحضارةٍ خالدة، بل كان فيلسوفًا بالفطرة، جمع بين جمال الحياة وهيبة الآخرة، فصنع مزيجًا فريدًا من الإبداع والإيمان، جعل حضارته تتربع على عرش التاريخ الإنساني حتى اليوم.
منذ أن بدأ الإنسان رحلته على الأرض، كانت مصر مهد الوعي الأول ومسرح البدايات الكبرى. هنا خطَّت يد المصري القديم أولى صفحات الخلود، وهنا بدأ التفكير في سر الوجود وما بعده.
أدرك المصري القديم أن الحياة الحقيقية تبدأ بعد الموت، وأن الدنيا ليست سوى رحلة مؤقتة نحو الأبدية. لذلك، لم يكن فنه أو علمه أو طقوسه خالية من إشارة إلى الإيمان بالبعث والحساب. فقد آمن بالدينونة وموازين الأعمال، ورأى في العدالة الإلهية الحدّ الفاصل بين النور والظلام، بين الفوز والخذلان.
ومن هذا الإيمان العميق، انطلق ليشيّد أعظم رموز الخلود؛ من المعابد إلى الأهرامات، من الجداريات إلى البرديات، في كل منها رسالة خالدة تقول إن الإنسان الفاني قادر على صنع الأبدية بالإيمان والعلم والجمال.
لقد كان تأثير النبي إدريس عليه السلام – أول من خط بالقلم – واضحًا في فكر المصري القديم، إذ أورثه الله علمًا سماويًا جعله يوازن ببراعة بين علوم الأرض وأسرار السماء، بين حضارة تُبهر الأبصار وإيمانٍ يملأ القلوب نورًا ويقينًا.
وهكذا، بقي المصري القديم رمزًا للإنسان الكامل الذي جمع بين عبقرية الفكر وسمو الروح، وبين إبداع الدنيا وجلال الآخرة.
إنها مصر التي عَلَّمت الإنسانية معنى الخلود، وجعلت من ترابها جسرًا يمتد بين الأرض والسماء.



















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
الكاتب الصحفي سيد دويدار ينعى والدة آل السيسي
الميدان تنعى ببالغ الحزن الحاج نور أبوسمرة المعداوي وتتقدم بخالص العزاء لأسرة...
الميدان ينعي ببالغ الحزن عائلتي مرجان وأبو غانم في وفاة والده الأستاذ...
بالتفاصيل...طعن على الانتخابات البرلمانيه ٢٠٢٥ امام المحكمه الادارية العليا