قضية السويس... حين يُهان الشيب وتُصفع الكرامة!
لم تكن الصفعة التي وجّهها المدعو عاصم غريب إلى وجه رجل مسنّ في السويس صفعةً لشخصٍ واحد، بل كانت صفعة على وجه مجتمعٍ كامل، صفعةً لضميرٍ نام، ولإنسانيةٍ تُختبر كل يوم أمام مشهد القهر والعجز والصمت.
رجل تجاوز الستين، جسده أنهكه المرض، ووجهه ملامح الحياة التي لم تبقَ فيه إلا بضع خيوط من الكرامة، يخرج ليشتري دواءه، فيُقابل بالإهانة والضرب، لا لشيء إلا لأنه فقير، ضعيف، لا سند له إلا الله والعدالة.
أيّ ذنبٍ اقترفه شيخٌ خرج من بيته لا يحمل سلاحًا إلا ضعفه؟، وأيّ قلبٍ هذا الذي تجرأ على صفع وجهٍ شابت لحيته من الأيام؟، وأيّ مجتمعٍ هذا الذي يرى المشهد ويكتفي بالتعاطف خلف الشاشات؟
هذه الحادثة ليست مجرد “مشاجرة”، بل مرآة قاسية نرى فيها ما آلت إليه القيم المصرية الأصيلة التي كانت ترفع الشيباء فوق الرؤوس احترامًا.
كنا نقول: “اللي ملوش كبير يشتري له كبير”
لكن يبدو أن بعض النفوس باعت الكِبَر والحياء معًا في مزاد الطمع والغرور.
اقرأ أيضاً
بأسلوب كسر الباب.. ضبط متهم بسرقة منزل مالك معرض سيارات بحدائق الأهرام
السفير التركي: تركيا تواصل دعم غزة عبر مؤسساتها الرسمية والمجتمع المدني
للسيطرة الأمنية.. الداخلية تضبط 70 متهمًا بحيازة أسلحة نارية
رئيس جهاز العبور الجديدة يتابع استعدادات إجراء القرعة العلنية لأراضي القادسية والأمل والكيلو 48
وكيل الأزهر: الإيمان الأساس الذي يقوم عليه بناء الإنسان والمجتمع
”أمهات مصر”: مواجهة العنف بين الطلاب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع
باحث اقتصادي: رفع التصنيف الائتماني لمصر يعكس جدية الإصلاح وثقة المجتمع الدولي في مسار الاقتصاد الوطني
«مجمع إعلام الإسكندرية» يناقش المسئولية المجتمعية لحماية مرفق السكة الحديد
الشرطة السودانية تكشف خطة تأمين الخرطوم والولايات من المليشيات المتمردة
ضبط مصنعين للأسمدة الزراعية المغشوشة باستخدام مواد مجهولة المصدر بالقليوبية
ضبط مصنعين للأسمدة الزراعية المغشوشة باستخدام مواد مجهولة المصدر بالقليوبية
ضبط شخص أجنبي يدير نادٍ صحي بدون ترخيص لممارسة الأعمال المنافية للآداب بالجيزة
عاصم غريب لم يصفع رجلًا فقط، بل صفع وجدان أمة، وسقط في امتحان الرجولة قبل أن يسقط في يد القانون، فليس الرجولة أن ترفع يدك على شيخ، بل أن ترفعها لتسنده إن عجز، وتغطيه إن انكشف.
الغضب الشعبي الذي اشتعل على وسائل التواصل يجب ألا يهدأ حتى يُحاسب المعتدي حسابًا علنيًا، لا بالتراضي ولا بالتنازل ولا بجلسات عرفية.
لأن ما حدث ليس خلافًا شخصيًا، بل اعتداء على صورة الإنسان فينا جميعًا.
إذا سكتنا اليوم، فغدًا يُصفع أبونا، وبعده يُهان جارنا، ثم نصبح نحن أنفسنا ضحايا الضعف العام، حين يُصبح الباطل أقوى من صوت الناس.
هذه ليست قضية السويس وحدها، إنها قضية مصر كلها قضية العدالة، والرحمة، والكرامة.
قضية أن يبقى فينا حياء أمام الضعفاء، ورحمة في قلوبنا أمام المرضى، وخوف من الله قبل أن نمدّ أيدينا على أحد.
الصفعة التي تلقّاها ذلك المسنّ يجب أن تُحوَّل إلى صفعة للظلم، لكل متغطرسٍ ظنّ أن الفقر يُسقط عن الإنسان حق الاحترام، وليعلم الجميع أن الكرامة لا تُقاس بالمال، ولا تُشترى بالنفوذ، ولا تُسقطها يد معتدٍ مهما علت.
يا شعب مصر، يا أهل النخوة في كل أنحاء المحروسة،اجعلوا من هذه الحادثة بداية يقظة، لا مجرد موجة غضب عابرة، ارفعوا الصوت من أجل كل مظلوم، وكونوا صفعة مضادة، صفعة عدالةٍ وضميرٍ وقانون.
فلعل الله يجعل من هذه الفاجعة بداية صحوة مجتمعٍ لا يُهان فيه الكبير، ولا يُضرب فيه الضعيف، ولا يُدفن فيه الحق تحت أقدام القوة.




















العدد الجديد من جريدة الميدان «1027»
العدد الجديد من جريدة الميدان «1022»
غدًا العدد الجديد من «جريدة الميدان» في الأسواق
العدد الجديد من جريدة الميدان «983»
الميدان تنعى ببالغ الحزن الحاج نور أبوسمرة المعداوي وتتقدم بخالص العزاء لأسرة...
الميدان ينعي ببالغ الحزن عائلتي مرجان وأبو غانم في وفاة والده الأستاذ...
بالتفاصيل...طعن على الانتخابات البرلمانيه ٢٠٢٥ امام المحكمه الادارية العليا
الميدان تهنئ أفراح عائلات المعداوى والسماديسى بحفل خطوبة الدكتور حسن والأستاذة أريج