ولاء عمران تكتب : من على شط الترعة… للحلم اللي بقى حقيقة


أنا بنت الريف، بنت قرية اسمها “ميت مزاح”.
عشت فيها، وعشت بيها… لكن جوايا كانت في عوالم بحالها.
وأنا صغيرة، مكنش عندي غير القلم والخيال.
واكتشفت إنهم مش أدوات… دول أصدقاء نجاة.
القلم كان صديقي الوحيد اللي بفضفض له، وكان دايمًا بيسمعني.
وخيالي… كان باب سري بفتحه وقت الألم، أعدّي منه لعالم أنا اللي برسم ملامحه.
كنت بكتب علشان ما أتكسرش، وبتخيّل علشان أعيش…
رغم إن كل حاجة حواليا وقتها كانت بتقول “لأ”.
وعلى شط الترعة اللي قدام بيت جدي،
كانت قعدتي المفضلة تحت شجرة الصفصاف،
اللي كانت بتضلل عليّا، وكانت بتحس بألمي وفرحي.
كل يوم أفتح الشباك وأصبح عليها، وقبل المغربيّة، أروح أقعد تحتها، أسند ضهري عليها…وأسرح بخيالي.
اقرأ أيضاً
بعد زيارات وجولات لـ14محافظة.. قيادات الأمانة المركزية بـ”مستقبل وطن” تزور محافظة الدقهلية.. وتتفقد قافلة طبية كبري لعلاج غير القادرين ضمن مبادرة «أنتِ عظيمة بصحتك»
مفتي الجمهورية يشارك في احتفالات محافظة الدقهلية بعيدها القومي
بالأرقام …. لأول مرة حوار مع ”وكيل وزارة صحة الدقهلية“ : مليون و940 ألف كيلوجرام نفايات طبية خطرة خلال 2024
صحة الدقهلية : ”حميات المنصورة” تفوز بالمركز الأول فى ” ماراثون مستشفيات الحميات ”
صحة الدقهلية...تنظم ورشة عمل ” لتأهيل الكوادر الطبية والاداريه لسد عجز ومساعدة مدير المنشأة الصحية”
في ذكري ميلادها.. تعرف على أبرز المحطات والأزمات في حياة كوكب الشرق أم كلثوم
إصابة 3 أشخاص في تصادم موتوسيكل مع توك توك بـ الدقهلية
لجنة اختبارات من نائب محافظ الدقهلية والسكرتير العام لاختيار رؤساء قرى جدد
فريق طبى بالمنصورة ينجح في إنقاذ مريض يعاني من ضعف شديد بعضلة القلب
بطل فيديو «اختطاف عريس الدقهلية»: «تعبنا قوي في تحضيره»، والأمن يكثف جهوده لضبطه
السجن 15 عاما لتاجر سيارات قتل شابا في الدقهلية
جهود أمنية لكشف غموض مقتل فتاة بعيار ناري بشرفة منزلها في الدقهلية
كنت بقعد قدّام الترعة لساعات كإني مجذوبة ، أو واحده ناديتها النداهة ، ظهري كان مسنود على الشجرة لكن روحي كانت بتجري في بلاد كتير، وتلف في شوارع عمري ما زُرتها، وتعيش حكايات ماحصلتش… لكن كنت حاسّاها بقلبي. بغنّي فوق مسارح،وبحاور نجوم ، وبعيش حياة من نور، كل ملامحها طالعة من قلبي الصغير…اللي كان بيحلم من جوّه وجعه.
وفي ليالي رمضان، لما كانت الفوازير تشتغل، مكنتش بتفرج كمشاهدة، كنت بادخل جوه التليفزيون،ألبس زي نيللي وشريهان،وأرقص وأغني وألف في الديكورات ، وكأن الخيال مدّ لي إيده…وسحبني لعالم سحري من الألوان والأنغام.
زمان ماكانش فيه نظارات واقع افتراضي ، لكن كان فيه خيال… سبق كل تكنولوجيا ، وكان بيكفيني أغمض عيني،
علشان أعيش جوّا الحلم وكأني بجد هناك.
مكنتش بهرب!
لكن كنت بحاول أخلق واقع أقدر أعيشه،وأقول لنفسي:
“استني… لسه في بكرة شبهك، وإنتِ اللي هتبنيه بإيدك.”
والمعجزة !! حصلت.
كبرت… وسافرت بلاد كتير،واشتغلت ، وحاورت، وشفت نيللي وشريهان ، واتصورت مع ويل سميث كمان ، وعشت جزء كبير من اللي كنت بشوفه بعنيا المغمّضة زمان.
الخيال كان البداية،بس الإصرار حوّله لواقع،
واكتشفت إني كنت رحّالة من وأنا طفلة…رحّالة بخيالي،
ولما كبرت… بقيت رحّالة في الدنيا،
ومازلت…
لإن جوايا لسه بنت صغيرة بتحلم من جوّه وجعها،
وبتحوّل كل ده لأمل… وواقع.
وعلشان كده، لو إنت بتقرأ الكلام ده دلوقتي،
وحاسس إنك تايه، أو لوحدك، أو محاصر بأفكارك…
صدقني:
الخيال مش هروب،
الخيال بداية الطريق… لو صدقته.
والقلم مش تسلية، ده سلاح وأمان.
إدي لنفسك فرصة ، زي ما أنا كنت بدي لنفسي كل يوم فرصة من على شط الترعة.
اللحظة اللي إنت فيها مش نهاية،، دي بداية حد جديد جواك…أقوى، وأصدق، وأجمل.
صدقك لنفسك هو أول خطوة،
والباقي؟
هيحصل… لما تصدّق وتحاول.