الأحد 13 يوليو 2025 06:33 صـ 17 محرّم 1447هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

المرأة والمنوعات

ولاء عمران تكتب : من على شط الترعة… للحلم اللي بقى حقيقة

 ولاء عمران مع الفنان العالمى ويل سميث
ولاء عمران مع الفنان العالمى ويل سميث

أنا بنت الريف، بنت قرية اسمها “ميت مزاح”.

عشت فيها، وعشت بيها… لكن جوايا كانت في عوالم بحالها.
وأنا صغيرة، مكنش عندي غير القلم والخيال.
واكتشفت إنهم مش أدوات… دول أصدقاء نجاة.
القلم كان صديقي الوحيد اللي بفضفض له، وكان دايمًا بيسمعني.
وخيالي… كان باب سري بفتحه وقت الألم، أعدّي منه لعالم أنا اللي برسم ملامحه.

كنت بكتب علشان ما أتكسرش، وبتخيّل علشان أعيش…
رغم إن كل حاجة حواليا وقتها كانت بتقول “لأ”.

وعلى شط الترعة اللي قدام بيت جدي،
كانت قعدتي المفضلة تحت شجرة الصفصاف،
اللي كانت بتضلل عليّا، وكانت بتحس بألمي وفرحي.
كل يوم أفتح الشباك وأصبح عليها، وقبل المغربيّة، أروح أقعد تحتها، أسند ضهري عليها…وأسرح بخيالي.

اقرأ أيضاً

كنت بقعد قدّام الترعة لساعات كإني مجذوبة ، أو واحده ناديتها النداهة ، ظهري كان مسنود على الشجرة لكن روحي كانت بتجري في بلاد كتير، وتلف في شوارع عمري ما زُرتها، وتعيش حكايات ماحصلتش… لكن كنت حاسّاها بقلبي. بغنّي فوق مسارح،وبحاور نجوم ، وبعيش حياة من نور، كل ملامحها طالعة من قلبي الصغير…اللي كان بيحلم من جوّه وجعه.

وفي ليالي رمضان، لما كانت الفوازير تشتغل، مكنتش بتفرج كمشاهدة، كنت بادخل جوه التليفزيون،ألبس زي نيللي وشريهان،وأرقص وأغني وألف في الديكورات ، وكأن الخيال مدّ لي إيده…وسحبني لعالم سحري من الألوان والأنغام.

زمان ماكانش فيه نظارات واقع افتراضي ، لكن كان فيه خيال… سبق كل تكنولوجيا ، وكان بيكفيني أغمض عيني،
علشان أعيش جوّا الحلم وكأني بجد هناك.
مكنتش بهرب!
لكن كنت بحاول أخلق واقع أقدر أعيشه،وأقول لنفسي:
“استني… لسه في بكرة شبهك، وإنتِ اللي هتبنيه بإيدك.”
والمعجزة !! حصلت.
كبرت… وسافرت بلاد كتير،واشتغلت ، وحاورت، وشفت نيللي وشريهان ، واتصورت مع ويل سميث كمان ، وعشت جزء كبير من اللي كنت بشوفه بعنيا المغمّضة زمان.
الخيال كان البداية،بس الإصرار حوّله لواقع،
واكتشفت إني كنت رحّالة من وأنا طفلة…رحّالة بخيالي،
ولما كبرت… بقيت رحّالة في الدنيا،
ومازلت…
لإن جوايا لسه بنت صغيرة بتحلم من جوّه وجعها،
وبتحوّل كل ده لأمل… وواقع.

وعلشان كده، لو إنت بتقرأ الكلام ده دلوقتي،
وحاسس إنك تايه، أو لوحدك، أو محاصر بأفكارك…
صدقني:
الخيال مش هروب،
الخيال بداية الطريق… لو صدقته.
والقلم مش تسلية، ده سلاح وأمان.
إدي لنفسك فرصة ، زي ما أنا كنت بدي لنفسي كل يوم فرصة من على شط الترعة.
اللحظة اللي إنت فيها مش نهاية،، دي بداية حد جديد جواك…أقوى، وأصدق، وأجمل.
صدقك لنفسك هو أول خطوة،
والباقي؟
هيحصل… لما تصدّق وتحاول.

قرية ميت مزاح محافظة الدقهلية ويل سميث