صعود المنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم: هل هو وقت المجد؟


في السنوات الأخيرة، بدأت المنتخبات العربية تعيش صحوة كروية ملموسة في مختلف المحافل الدولية، خاصة خلال تصفيات كأس العالم. فقد استطاعت بعض الفرق أن تتصدر مجموعاتها، وتُقدّم أداءً لافتًا نال احترام المتابعين والنقاد. هذا الصعود لم يكن وليد صدفة، بل هو نتيجة عمل مؤسساتي متكامل جمع بين الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير المواهب الشابة، والاستفادة من المدارس التدريبية العالمية. جمهور الكرة في الوطن العربي بات متعطشًا لمزيد من الإنجازات، في ظل طموحات تتجاوز مجرد التأهل.
جو بت والتوقعات الجماهيرية للمراهنات على المنتخبات
في ظل الحماسة الكبيرة المحيطة بمباريات المنتخبات العربية، أصبحت منصات مثل جو بت محل اهتمام الكثير من محبي الرهانات الرياضية. هؤلاء يجدون فيها وسيلة لتوقّع النتائج والمشاركة العاطفية في دعم فرقهم، إذ تسمح المنصة بوضع رهانات على عدد الأهداف أو هوية الهداف أو نتيجة المباراة. ولأن أداء المنتخبات العربية صار متقلبًا بحسب المنافس والملعب، فإن ذلك أضفى طابعًا مثيرًا وغير متوقع على الرهانات، ما عزّز من شعبية مثل هذه المنصات.
العوامل وراء تطور المنتخبات العربية
لم يكن تطور المنتخبات العربية وليد الصدفة، بل جاءت هذه القفزة نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، من أبرزها:
-
التخطيط الفني والإداري: اتحادات الكرة بدأت تعتمد على مدربين ذوي خبرات دولية وقادة تقنيين يعملون وفق رؤية طويلة الأمد.
-
الاستثمار في الفئات السنية: العديد من الدول العربية استثمرت بشكل واسع في أكاديميات كرة القدم وبرامج النشء.
-
تحسين البيئة التنافسية: باتت البطولات المحلية أكثر قوة، ما وفّر بيئة تنافسية جيدة للاعبين المحليين.
-
الاحتراف الخارجي: سمح انتقال اللاعبين العرب إلى دوريات أوروبية وأمريكية بزيادة الخبرة والتطور الفردي.
أبرز المنتخبات التي تصدّرت المشهد العربي
خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة، برزت عدة منتخبات عربية بأداء فني عالٍ، ومن بينها:
-
المنتخب المغربي: الذي استطاع أن يبلغ نصف نهائي كأس العالم 2022، في إنجاز تاريخي للقارة السمراء والعرب.
-
المنتخب السعودي: بفوزه على الأرجنتين في مونديال 2022، فتح الباب أمام تصور جديد عن قدرته التنافسية.
-
المنتخب التونسي: رغم خروجه المبكر، قدّم مباريات قوية أظهرت نضجه الفني.
-
منتخب الجزائر: لا يزال من بين الأسماء المرشحة للذهاب بعيدًا في التصفيات المقبلة.
التحديات التي تواجه المنتخبات العربية
ورغم هذا التقدّم، لا تزال بعض العقبات تقف أمام مسيرة المنتخبات العربية، منها:
-
غياب الاستقرار الفني والإداري أحيانًا
-
ضعف منظومة الكشافين ومتابعة المواهب بالخارج
-
قلة التحديثات في البنية التحتية للملاعب والتجهيزات
-
تأثير الضغوط الإعلامية والجماهيرية في بعض الأحيان على اللاعبين
دور الجمهور في دعم المنتخبات
لا يمكن إغفال دور الجمهور العربي، سواء في الملاعب أو عبر منصات التواصل، في تشكيل الروح القتالية للاعبين. فقد أثبتت الجماهير أنها عنصر محفز ومؤثر، وخصوصًا حين يتعلق الأمر بالمباريات الفاصلة، حيث تتحول الملاعب إلى ساحات من الحماس والتشجيع الجنوني، وهذا ما يجعل المنتخب يشعر بقيمة القميص الذي يرتديه.
هل نرى أكثر من منتخب عربي في المونديال القادم؟
مع توسعة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 48 فريقًا، ازدادت فرص العرب في الحضور بقوة. وقد يكون مونديال 2026 فرصة ذهبية لرؤية أكثر من أربعة منتخبات عربية في البطولة، بل وربما منافستهم على أدوار متقدمة، إذا ما استمرت البرامج التطويرية بنفس الزخم الحالي.