خالد مصطفى يكتب: لا أكذب ولا أتجمل

الحقائق غالباً لاتعجب من يتهرب منها وأساسيات الخط الأول فى قطار التحليل السياسى ومن يستقل هذا القطار يجب أن يكون لديه رؤية مستقبلية للأحداث وتطوراتها فى المنطقة التى تخصص فيها ولله الحمد سبقت رؤيتى تحليلاتى للمتغيرات الدولية طوال العشرون عاماً الماضية حتى وصلت إلى درجة
(خبير فى الشأن الدولى) كنت حريصاً طوال هذه الفترة على المصداقية فى الرؤية وتحليل الأحداث ولم أنجرف يوماً لحساب طرف على طرف آخر وقد خسرتنى مصداقيتي أموالاً طائلة لأننى لاعباً أساسياً فى الملعب العالمى الأول للسياسة الدولية وتغيير أقدار الشعوب كنت حريصاً على كل كلمة وعباراتى دائما تُحسب بالجرام أتذكر فى اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية جلست على الكرسى فى منزلى بلندن مايقرب من 36 ساعة متواصلة عبر سكايب مع قنوات العربية والحدث والحرة الأمريكية وروسيا اليوم والغد وبعض المحطات المصرية وكان لزاماً علياً أن أواكب تطورات اليوم الأول وأكون مستعد لأى سيناريو من جانب معدى تلك القنوات ولم أستطع ترك الكرسى طوال تلك الساعات الصعبة حصلت خلال هذه الفترة على الثناء والتميز من كل معدى تلك القنوات فالكل يعلم مدى مصداقيتى ووضوحى التام ومواكبتى للأحداث بعناية وسردها بصدق وكأننى أعيش منذ سنوات فى منتصف تلك الأحداث لقد وهبنى الله تعالى الفراسة فى متابعة أى حدث على الساحة العالمية وأتذكر أننى كنت ضيفاً فى نشرة التاسعة مساءً بقناة bbc وكان معى فى نفس النشرة صحفى بريطانى ولما سمع بوجودى
قال لى أتابعك منذ فترة فأنت أفضل مما تحدث عن الشأن الأوروبى خلال الخمسين عاماً الماضية فشعرت بالفخر لأن الصدق هو الطريق الحقيقى للنجاح على الجانب الآخر كانت لديا الفرصة لجمع أموال طائلة من عملى لكننى إلتزمت بالخط الذى رسمته لمشوارى الإعلامى وتخطيت على العديد من الحواجز ورفضت أن تهان بلدى بأى شكل
من الأشكال وهذا مادفعنى لإقتحام قنوات الإخوان سواء بلندن أو فى تركيا وكنت ضيفاً ثقيلاً عليهم فى العديد من برامجهم وضحت لملايين المشاهدين فى الوطن العربى والعالم أن الصوت المصرى لا أحد يستطيع إسكاته بل وفندت المئات من الأكاذيب والسموم الإعلامية وأفشلت لهم مخططات كثيرة عبر العديد من البرامج ورفعت إسم مصر عالياً فى مشاركاتى معهم دون أن أسأل أحد عن ثناء أو شكر أو مقابل على الرغم من محاولات كثيرة بُذلت معى من جانب العديد من الجهات كلها بائت بالفشل لأن وطنيتى حسمت كل شيئ على الرغم من تطور علاقاتي مع كبار الساسة والمسئولين والإعلاميين إلا أننى كنت أشعر بالغربة أثناء زيارتى لوطني وكأن السادة المشرفين على الإعلام (على رأسهم الطير) وعندما قررت الإستقرار فى بلدى حاولت مراراً أن يكون لخبرتى الطويلة دوراً على الساحة المصرية لكن للأسف وجدت الأماكن مغلقة على من فيها وإقتنعت بأن لا أحد يريد النظر للخارج وماشيين بمبدأ قفلين بابهم على نفسهم وكافيين خيرهم شرهم الشيئ الغريب والمحزن كلما تتحدث مع أى مسئول عن أى شيئ جديد يقولك إحنا منفذين الفكرة دى من سنين وعندما تبحث من خلفه تجد أنه يكذب ويمتلكه الخوف من فكرة الإقتراب من الخارج فاكتفيت بالجلوس مع اولادى واصدقائى منذ مايقرب من ستة أشهر تابعت خلال تلك الفترة الصراع الحزبى والأحاديث اليومية للناس على القهاوي فاقتربت أكثر وبدأت أتابع الأحزاب وطريقة عملها وتجاوبها مع الناس فى الشارع فلم أجد إلا حزب
مستقبل وطن يستحق المتابعة دخلت على موقع الحزب تابعت اجتماعات اماناته اهتميت بفعالياته المتكررة شعرت بوجوده الحقيقى بين الناس لكنى فوجئت بأن هناك أكثر من خمسون حزباً لاتوجد لهم بصمة واضحة بإستثناء حزب أو حزبين آخريين فجذبتني منظومة مستقبل وطن وبدأت أتحدث عنهم فى العديد من مقالاتى لدرجة أن العديد من أصدقائي اتهمونى بالتحيز للحزب
على الرغم من وجود حزب جديد بدأت ملامحه
فى الظهور على الساحة السياسية لكن من خلال متابعتى الدقيقة فى الأشهر الماضية أصبحت مقتنعاً أن حزب مستقبل وطن صاحب رؤية واضحة ومصداقية أوصلته لمنطقة إنفرد بها بل ويصعب الإقتراب منها بالإضافة أنه يُدار بطريقة السياسة النظيفة من خلال مجموعة من الشباب الذين يتطلعون دائما إلى المستقبل وتتطابق نظرياتهم العملية مع رؤية القيادة السياسية
ومن يعرفنى يعلم تماماً اننى لا أحب النفاق
ولا أهوى الإقتراب من السلطة لكننى أعشق
من يعشق مصر واتغزل فيمن يسعى دائما خلف إستقرار الوطن ومن يعرفنى جيداً يعلم تماماً أننى لا أكذب ولا أحب أن أتجمل