خالد مصطفى يكتب: الأحزاب وبصمة مستقبل وطن

تسببت أحداث يناير ٢٠١١ فى إحداث طفرة فى مجال العمل السياسى و فتحت المجال أمام العديد من الأحزاب الجديدة ظن الجميع أن وجود هذا الكم من الأحزاب سوف يعبر بالمشهد السياسي لمكان آمن لكننا فوجئنا بوجود عشرات الأحزاب الهشة التى ساهمت فى إرباك المشهد نظراً لوجود شخصيات سياسية ضعيفة أفرزتها تلك المؤامرة .. ؟
إختلط المشهد حينذاك من خلال مجموعات شبابية كانت ندور داخل شوارع سياسية ضعيفة للغاية عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة فى البلاد كانت لديه رؤى واضحة وإصرار على العبور بالجمهورية المتهالكة لجمهورية جديدة تمتلك كل المقومات الأساسية للدول المتقدمة وبالفعل بدأ فى عملية إنقاذ الدولة ثم وصل خلال إحدى عشر عاماً لمرحلة تطوير الدولة وأعاد لمصر هيبتها على المستويين الإقليمى والدولى وأثناء دوران عجلة الإنتاج ظهرت فى الأفق فكرة ظهور حزب مستقبل وطن ومن التجربة الإنتخابية الأولى أصبح للحزب بصمة فى الشارع المصرى إختفت على آثارها عدد كبير من الأحزاب الوهمية التى أسسها مجموعة من الشباب الممتلئ بأفكار تغيير نظام الدولة بمنشورات وسائل التواصل الإجتماعى ولم يتبقى من هوجة يناير إلا مجموعات حزبية متعددة لكنها غير قادرة على التواجد فى الشارع المصرى بإستثناء عدد قليل من الأحزاب التى إمتلكت المقومات الحزبية التى جعلتها تتواجد فى الحياة البرلمانية حتى ولو كانت نسبة مشاركتها لا تتعدى 5% من التمثيل البرلمانى.
على الجانب الآخر إستطاع حزب مستقبل وطن أن ينفرد بالمشهد وأصبح له وجود من خلال مكاتبه وأماناته ووحداته الحزبية فى كل شبر على أرض مصر وإنضم إليه خلال فترة بسيطة الصفوة من الشباب ورجال المجتمع والعديد من رجال الأعمال وخطى الحزب خطوات جادة وإلتحم بالمشكلات اليومية للمجتمع المصرى وساهم فى حل الآلاف منها خلال الفترة البرلمانية الأولى للحزب وفى إنتخابات 2020 بدأت مرحلة النضوج الفعلى للحزب وسيطر على الأغلبية فى مجلسى النواب والشيوخ إستحق من خلالها وبجدارة على رئاسة المجلسين ثم حدثت بعض التغييرات الطارئة فى بعض أمانات الحزب بغرض تجديد الدماء وتطوير الأداء فظهرت مجموعة من الشباب على الكراسى القيادية للحزب وكانت النظرة الأولى لهم ممتلئة بالإستهجان لكننا فوجئنا بعجلة الدوران داخل الحزب وأماناته المتعددة تسير بخطى ثابتة ووتيرة مُسرعة ساهم خلالها العديد من رجال الأعمال المنتمين للحزب فى إحداث طفرة تعاونية وفتحوا باباً للمساهمة الخيرية ووقفوا صفاً واحدة مع الدولة وتوجهاتها الناجحة فى الإهتمام بالوطن والمواطنين حيث بدأ حزب مستقبل وطن جولاته الميدانية لجميع المحافظات ليدخل السعادة لقلوب المئات من الفتيات والشبان المقبلين على الزواج وتجهيزهم تجهيزاً كاملاً وفتح المئات من المشروعات الصغيرة للأُسر المعيلة وفك كرب الآلاف من الغارمين والغارمات وتحديث وتجديد العديد من المستشفيات ودعم عشرات وحدات الإنعاش والعناية المركزة بالمستشفيات الحكومية فى مختلف المحافظات بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة مما ساهم فى الحد من قوائم الإنتظار فى العديد من المستشفيات وأدى ذلك لإنقاذ آلاف الأرواح كما ساهم الحزب فى تطوير منظومة العمل الشبابى وفتح الباب أمام آلاف الشباب وأعطاهم الفرصة لنشر أفكارهم والمساهمة فى المشاركة بالعمل الحزبى والتحرك الواعى بين الناس وأدى ذلك لوجود جيل كامل من الشباب بالحزب قادر على تحمل المسؤلية المجتمعية مع أى تطور مفاجئ.
إن الطفرة التى أحدثها الحزب بعد تولى أحمد عبدالجواد الأمانة العامة كانت حافزاً لكل الأحزاب حيث بدأ الجميع فى رسم صور جديدة وغير نمطية للعمل الحزبى وأصبح السباق يأخذ منحنى مختلف وبدأت الأحزاب فى عملية تطوير مستمر وشهد الشارع المصرى تحركاً واعياً من مختلف الأحزاب وأصبحت تجربة مستقبل وطن ملهمة للجميع وإن كانت هناك بعض الإنتقادات فلا يوجد إنسان كامل الأوصاف على وجه الأرض فمن خلال عملى فى السياسة الدولية لسنوات طويلة ببريطانيا وعدد من دول الإتحاد الأوروبى كانت الصراعات الحزبية فى تلك الدول حيث كان الصراع الإنتخابي ينحصر مابين حزبين
أو ثلاثة أحزاب فقط كنت أحلم أن أعاصر هذا المشهد فى مصر وبالفعل بدأ الحلم يتحقق إنحصرت الأحزاب الفاعلة حتى وصلت إلى عدد بسيط وأصبح لها تفاعل وإن كان قليلاً فى الشارع حتى ظهر مؤخراً حزب الجبهة الوطنية الذى إنطلق من مرحلة التأسيس إلى التكوين الفعلى والإنتشار بجميع المحافظات البعض منا يظن ان حزب الجبهة سيكون بديلاً لحزب مستقبل وطن وهذا الكلام غير معقول وغير منطقى بل سيكون لدينا حزبان كبيران يسيطران على المشهد الإنتخابى لسنوات طويلة بل سيساهمان فى إثراء الحياة السياسية بشخصيات مؤهلة وقادرة على النهوض والإرتقاء بالشارع والقضاء على مشاكلة المتكررة والتى تؤرق حياة الملايين من المواطنين إن إتساع الأفكار وتجدد الرؤى من خلال العقول المستنيرة التى ضمها الحزبين ستساهم فى إحداث طفرة تنموية تكون عاملاً مساعداً من عوامل نهوض الدولة خلال المرحلة القادمة وفى النهاية ومن خلال تجارب سياسية عديدة ساهمت فيها بكتاباتى ولقاءاتي التليفزيونية المختلفة أستطيع أن أؤكد بأن حزب مستقبل وطن قد وصل لمرحلة النضوج الفكرى والعمل المؤسسى القائم على خطط مدروسة سوف تجعله ينفرد بصدارة المشهد السياسى عن جدارة وإستحقاق.