”الإسكندرية الغارقة ”مدينة عريقة تواجه خطر الأختفاء تحت الأمواج
الإسكندرية الغارقة
إيهابحبلص
تقف "عروس البحر الأبيض المتوسط" ومهد الحضارات العريقة، اليوم على مفترق طرق فبينما تحتضن المدينة تاريخًا يمتد لأكثر من ألفي عام، يشهد ساحلها تآكلًا متسارعًا يهدد بأبتلاع جزءً كبيرً من تراثها وحاضرها في أعماق البحر , ولكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن جزءًا كبيرًا من تاريخ هذه المدينة العظيمة يرقد صامتًا تحت أمواج البحر، يحكي قصصًا عن ملوك وملكات، وعن صعود وسقوط حضارات,نعم إنها الإسكندرية الغارقة، عالم من الآثار المذهلة التي تنتظر من يكتشف أسرارها كنوز دفينة في الأعماق ,
على مر القرون، تعرضت الإسكندرية لزلازل مدمرة وأمواج عاتية أدت إلى غرق أجزاء من المدينة القديمة، بما في ذلك أحياء كاملة وقصور ومعابد. ونتيجة لذلك، استقر تحت الماء عدد لا يحصى من الآثار التي تعود إلى عصور مختلفة، بدءًا من العصر الفرعوني مرورًا بالعصر البطلمي والروماني,
من بين أبرز الاكتشافات الأثرية الغارقة بالإسكندرية
مدينة هيراكليون وثونيس: هاتان المدينتان كانتا من أهم المراكز التجارية والدينية في مصر القديمة، وقد غرقتا في ظروف غامضة وقد كشفت التنقيبات عن معابد ضخمة وتماثيل مهيبة وأواني فخارية ونقود، مما يقدم لنا لمحة فريدة عن الحياة في تلك العصور,
وايضاً قصر كليوباترا تشير الدلائل الأثرية إلى وجود بقايا قصر كليوباترا الشهير تحت الماء بالقرب من الميناء الشرقي تخيلوا روعة اكتشاف الأعمدة والتيجان التي زينت يومًا قصر آخر الفراعنة وابو الهول والمسلات الجرانيتية الضخمة التى تم العثور عليها مغمورة في مياه مما يثير التساؤلات حول مواقعها الاأصلية وكيفية وصولها إلى قاع البحر
وكما تحمل أعماق الإسكندرية أيضًا بقايا سفن تجارية وحربية غارقة،كانت تحمل على متنها شحنات من الأواني والعملات والمجوهرات، وتقدم لنا معلومات قيمة عن طرق التجارة البحرية في العصور القديمة نافذة على الماضي ,
تمثل الآثار الغارقة بالإسكندرية كنزًا لا يقدر بثمن للمؤرخين وعلماء الآثار, فهي تقدم لنا معلومات مباشرة وملموسة عن الحياة اليومية والمعتقدات والفنون والهندسة المعمارية في العصور القديمة, كما أنها تثير العديد من الأسئلة حول أسباب غرق هذه المدن والأحياء، وتدفعنا إلى البحث والتنقيب لاكتشاف المزيد من الأسراروتحديات
إن استكشاف الآثار الغارقة يواجه تحديات كبيرة، بدءًا من صعوبة الوصول إلى المواقع وصولًا إلى التحديات التقنية لانتشال ودراسة وترميم هذه الآثار الحساسة,
بالإضافة إلى ذلك، تواجه هذه المواقع خطر النهب والتدمير بسبب الأنشطة البشرية والتغيرات البيئية ,
في محاولة لمواجهة هذا الخطر الوجودييقترح بعض الباحثون مجموعة من الحلول القائمة على الطبيعة مثل إنشاء الكثبان الرملية وحواجز نباتية على طول الساحل لمنع تقدم مياه البحر كما يؤكدون على أهمية تحسين إدارة المناطق الساحلية، وتطبيق تخطيط عمراني تكيفي، وتعزيز قوانين البناء
إن مصير الإسكندرية ليس مجرد قضية محلية، بل هو إنذار عالمي, فالعديد من المدن الساحلية حول العالم تواجه تحديات مماثلة بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر وتغير المناخ, ويتطلب إنقاذ الإسكندرية، وحماية تراثها وحياة سكانها، تضافر الجهود على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتبني حلول مستدامة وفعالة تضمن مستقبلًا آمنًا ومزدهرًا لهذه المدينة التاريخية العريقة .