وفيق نصير: في حديث مهم لإذاعة مونت كارلو الفرنسية: الاستهلاك المفرط خطر علي البيئة

قال الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، إن الزيادة السكانية المتسارعة تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه كوكب الأرض، موضحًا أن عدد السكان ارتفع من مليار نسمة إلى أكثر من 8 مليارات خلال 200 عام فقط، مما تسبب في ضغط هائل على الموارد الطبيعية وأثر بشكل مباشر على استهلاك الإنسان.

وأضاف نصير، خلال مداخلة هاتفية لإذاعة مونت كارلو الفرنسية، أن هذه الزيادة السكانية الكبيرة تعتبر في حد ذاتها أزمة عالمية، حيث تؤدي إلى ارتفاع معدلات استهلاك الماء، الطاقة، الغذاء، والملابس، وكلها موارد طبيعية محدودة تُستهلك بشكل مكثف، ما يؤدي إلى توليد نفايات ملوثة تساهم في تلوث البيئة، وتسبب تدهور الأراضي، التصحر، ونقص الموارد على المدى الطويل.

وأشار عضو البرلمان العالمي للبيئة إلى أن هذا الاستهلاك غير المستدام يؤدي أيضًا إلى زيادة الانبعاثات الحرارية وتفاقم ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري، مشددًا على أن التوسع في استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة وعدم الاتجاه نحو الطاقة البديلة يزيد من تعقيد الأزمة المناخية.

ونبّه إلى أن التعدي على الغابات والتوسع في التعدين واستخراج الموارد، أدى إلى تراجع حاد في التنوع البيولوجي، مما يهدد بتدمير العوامل الطبيعية التي يعتمد عليها توازن النظام البيئي.

وأوضح نصير أن تربية الأبقار من أجل اللحوم تمثل أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في زيادة الانبعاثات الحرارية واستهلاك كميات ضخمة من المياه، داعيًا إلى إعادة التفكير في أنماط الاستهلاك، خصوصًا مع الاتجاه المتزايد نحو الإفراط في استخدام السيارات والوقود الأحفوري، إضافة إلى الاستهلاك المفرط للورق الذي يؤدي إلى قطع المزيد من الغابات.

وأكد أن الزيادة السكانية، حتى في ظل وعي الأفراد بأهمية الترشيد، ستظل تمثل عبئًا كبيرًا لأن الكثرة العددية تطغى على المحاولات الفردية، مشددًا على أن هذا الوضع يُخرج خطط التنمية المستدامة عن نطاق السيطرة ما لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية.

ودعا عضو العالمي للبيئة إلى ضرورة رفع الوعي المجتمعي بدءًا من الأطفال في المدارس، لزرع ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية، مشيرًا إلى أهمية فرض ضرائب على السلع الاستهلاكية غير الضرورية، ووضع سياسات للحد من النمو السكاني، بما يضمن تخفيف الضغط على الكوكب.

واختتم نصير تصريحه بالتأكيد على أن العالم يواجه مفترق طرق خطير يتطلب تحركًا جماعيًا حاسمًا، قائمًا على التوعية والتشريعات والسياسات الذكية التي تضمن مستقبلًا آمنًا ومستدامًا للأجيال القادمة.