ترامب واللجوء تحديات السيادة العربية وسط أزمات المنطقة
بقلم : د . جمالات عبد الرحيم

شهدت الساحة السياسية مؤخرًا زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الأردن، حيث أجرى لقاءً مع الحكومة الأردنية. في هذا اللقاء، أشار ترامب إلى ضرورة فتح الأردن ومصر أبوابهما لاستقبال اللاجئين من غزة، وهو ما أثار حفيظة العديد من المراقبين والمحللين السياسيين. تساؤلات عدة تُطرح حول دوافع ترامب من وراء هذه الخطوة، وتأثيرها على الاستقرار في المنطقة.
إن تصريحات ترامب عن اللجوء تعكس رغبة مكشوفة في استخدام الدول العربية كممراتٍ للتعامل مع أزمات اللاجئين، دون مراعاة للاعتبارات الإنسانية أو الأمن القومي لهذه الدول. كيف يمكن لرجل مثل ترامب، الذي اعتاد على اتخاذ مواقف استفزازية، أن يطلب من حكومات عربية استيعاب أعباء جديدة تفوق قدرتها على التحمل؟ هذا يتجاوز الخطوط الحمراء، ويُظهر قلة احترام للسيادة الوطنية لهذه الدول.
مما لا شك فيه أن هذه التحركات قد تؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة. إن استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين قد يُعرض الحكومات العربية لضغوط داخلية، وقد يفتح المجال للصراعات بين الشعب والسلطات الحاكمة. إن الشارع العربي يمر بحالة من الحذر وربما الغضب بسبب تكرار السيناريوهات التي تُظهر العجز عن مواجهة التحديات الكبيرة. هنا، يأتي دور الحكومات في اتخاذ مواقف جريئة، بدلًا من الركود الذي قد يؤدي إلى انقلابات.
وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن ترامب وإدارته قد تخطيا الحدود في دعم سياسات الاحتلال، مما يصفة التدخل بشكل متزايد في الشؤون العربية. نتنياهو والحكومة الإسرائيلية تظهران تصرفات بلا رحمة، تتجاوز المعايير الإنسانية ضد الناس الأبرياء. إن الأمة العربية بحاجة إلى وحدة موقف لمواجهة هذه التحديات، وإلا سيتعرض الجميع لخسائر كبيرة.
اقرأ أيضاً
الجامعة العربية: ندعم الموقف المصري- الأردني برفض تهجير الفلسطينيين
تقرير أمريكي: تصريحات ترامب بشأن التهجير تعرقل السلام في الشرق الأوسط
برلمانية: تصريحات ترامب بشأن مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم مرفوضة وانتهاك للمباديء الدولية
قيادي بالوفد: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين تتناقض مع الحلول السياسية العادلة لحل القضية الفلسطينية
رسائل للرئيس ترامب للخروج من دوامة الصرع الفلسطيني/ الإسرائيلي
الفلسطينيون ردا على مخطط ترامب لتهجيرهم: «مستعدين نموت ولا نسيب أرضنا»
مدحت الكمار: تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينين قسريا جريمة إنسانية
اللواء سامح لطفي يرفض تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين لمصر والأردن
مجدي مرشد: تصريحات ترامب بشأن التهجير انتهاك صارخ للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
حزب الاتحاد يرفض تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين ويؤكد دعمه لموقف مصر الثابت
أحمد حلمي: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين مرفوضة تماما
أحمد بدرة: دعوة ترامب لنقل الفلسطينيين لمصر مرفوضة.. واصطفاف المصريين واجب وطني
وبالتزامن مع هذه الأزمات، تبقى الأمم المتحدة غائبة عن الصورة، وقدرتها على والحكم ومحاسبة الدول الجانية تحتاج إلى إعادة تفكير. العالم يتجه نحو المزيد من الفوضى في حال استمر تجاهل هذه المشكلة، وجعل من الدول الضعيفة ضحية للقرارات الجائرة.
يجب على الدول العربية أن تستعيد دورها الريادي والتاريخي في الدفاع عن حقوق شعوبها، وأن تواجه القوى الكبرى بمواقف تجاه قضاياها الأساسية. فهل يُعقل أن تظل الأمة العربية في حالة سبات بينما تواصل إسرائيل استبدادها، وشعوبنا تقاوم في حياتها اليومية من أجل البقاء والكرامة الإنسانية؟ إن الإسلام الحنيف قد دعا دائمًا إلى الحرية والكرامة، فهل آن الأوان لنستعيد هذ القيم؟