من ابن تاجر خردة للأب الروحي لبلطجية مصر
«أسطورة الإجرام ».. صبرى نخنوخ يروض النمور والأسود في مطعمه الجديد !


لا حديث في مصر الآن إلا عن أسطورة "المعلم صبري نخنوخ" وحفل افتتاح المطعم الخاص به والذي حضره "كبارات البلد" ، بحسب التعبير الشعبي الدارج ، بداية من السيدة المستشارة شبيهة الفنانة نادية الجندي ومروراً بالملابس الساخنة لمغنية أفراح الشوارع إياها وانتهاءً بفيديوهات الحيوانات المتوحشة من عينة النمور والأسود التي كانت "ترمح" وسط الحاضرين كما لو كانت "قطط سيامي" أو "كلاب لولو" .
والسؤال الذي يطرح نفسه بعنف في هذه الحالة التي نحن أمامها ، كيف سمح للمعلم "نخنوخ" باقتناء هذه الحيوانات المفترسة المجرم تهريبها وتربيتها قانوناً .. فما بالنا بظهورها في الحفلات والمخاطرة بحياة البشر على هذا النحو الاستعراضي للقوة بل والبلطجة على طريقة أفلام "عبده موتة" .
اقرأ أيضاً
يوسف و دويدار يهنئان صبري نخنوخ برئاسة ” فالكون ”
المستشار حسين محمود يهنئ رجل الأعمال صبري نخنوخ بتعافيه من وعكة صحية
المعلم صبري نخنوخ ينعي وفاة نجل النائب محمد المسعود
حسين محمود مستشار التحرير ورجل الأعمال صبري نخنوخ ينعيان عائلة الطرابيشى والليثي
مستشار التحرير حسين محمود يهنئ رجل الأعمال صبري نخنوخ بالزواج السعيد
صبري نخنوخ يتبرع بشنط وكراتين غذائية لمواجهة أزمة كورونا
المثير للدهشة أيضاً أن الأاساطير تحكي أن "المعلم" لديه أيضاً الثعابين السامة القاتلة في ترهيب خصومه وإخضاعهم لتنفيذ رغباته الـ(.....) .. وكنا حين نستمع لهذه الروايات ننأى به من "اتيان" كل هذه الأفعال "الشاذة" على المجتمع المصري و"الخارقة" لجميع القوانين بل والأعراف والتقاليد .. خصوصاً أن "نخنوخ" أصبح منذ سنوات مسئولاً عن أكبر شركة أمن وحراسات في البلد .
لكن .. وبعد أن شاهد الملايين، بأم أعينهم، هذه "الخروقات" القانونية والأمنية والأخلاقية ، بات الاحتمال الأرجح بصدق مقولة "الطبع غلاب" .. فالسجل الحافل للأسطورة يحكي أنه كان شغال تاجر خردة مع والده، وهذا في حد ذاته ليس عيباً ، لكنه فجأة تحول إلى صاحب لقب "عم أشقية مصر" وكبير البلطجية "اللي بيتعمله ألف حساب" وفي هذا خلط كبير بين المفهوم الذي يحاول تقديم نفسه على أساس أنه "فتوة" ، رغم انتهاء عصر الفتوات ، وبين ظهوره كبلطجي يعصف بكل القوانين ولا يهمه أحد .
ويعتبر صبرى نخنوخ.هو الاسم الأشهر تداولا في صفحات الجريمة بالجرائد المصرية منذ القبض عليه من أعقاب ثورة 25 يناير واتهامه بأنه «أخطر بلطجي في مصر».
صورت أحاديث الصحف المصرية صبري نخنوخ أحيانا على أنه المجرم الذي يقتني أسودا ونمورا في فيلته الخاصة لإرهاب خصومه أو استخدامها في أعمال بلطجة، لم توجه له تهمة من قبل، وأحيانا كمورد للعاهرات، وقد تم القبض على عدد من الفتيات داخل مسكنه أثناء القبض عليه، وهو أيضا - حسب الصحافة - تاجر سلاح ومورد بلطجة.
الأخطر من كل هذا هو اتهامه جينذاك بأنه «الطرف الثالث» الذي يقف وراء كل ما حدث من أحداث واضطرابات في مصر عقب الثورة وأنه المسؤول عن أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود وغيرها... بل والفتنة الطائفية في «صول» بمحافظة الجيزة.
النشأة والبدايات
صبري حلمي حنا نخنوخ ابن تاجر الخردة بمنطقة السبتية بالقاهرة واعتبره البعض بمثابة أسطورة البلطجة الشاملة التي تملك مفاتيح القوة في أقوى معانيها من المال والسلاح والرجال والنفوذ، تربّع على عرشها دون منازع حتى أصبح بمثابة الأب الروحي لكل بلطجية مصر من القاهرة لأسوان.
بدأ نخنوخ حياته عاملاً مع والده المعلم حلمي حنا نخنوخ تاجر الخردة المسيحي مع أخويه سامي وسعيد ، ونظراً لأن منطقة الستية تشهد صراعات كثيرة بين تجار الخردة استهوت صبري فكرة شراء الأسلحة النارية خاصة النوع الآلي منها، وبعد عودته من البدرشين بأيام نشبت مشاجرة بينه وبين بلطجي يسمّى جمال وردة صاحب كباريه بالهرم وتم القبض على نخنوخ في ملهى ليلي بالمهندسين، ولكن بعدما ألقي القبض عليه اعترف بشراء السلاح من تاجر بالجيزة، وعقب التحقيق معه تم الإفراج عنه ما أثار الانتباه.
عقب الإفراج عن نخنوخ في تلك الحادثة قرر أن ينتهج البلطجة بديلاً عن تجارة الخردة مهنة والده، وكان والده يمتك عقاراً بمنطقة بولاق مكوناً من خمسة طوابق، فخصّصه لاستقطاب البلطجية وتدريبهم والنزول بهم في حملات مكثفة بمحلات وسط البلد لفرض إتاوات على أصحابها، وعندما وجد استجابة سريعة قرر التوجه إلى شارع الهرم، ووجد الاستجابة أكثر فاعلية؛ إذ إن أصحاب محلات الهرم وجدوا أن تخصيص راتب شهري له سيقيهم شرّه، وعندما وصلت شهرة نخنوخ لرجال الداخلية في عهد حبيب العادلي، وزير الداخلية السابق في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، قام باستدعائه للاستعانة به في تسويد بطاقات الانتخابات لصالح اللواء بدر القاضي، رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، الذي كان العادلي يعتبره قدوته وصاحب الفضل عليه، وقرر ردّ الجميل له في ظل منافسة شرسة من أحد قادة جماعة الإخوان الإرهابية إضافة إلى منافسته من أحد رجال الأعمال المشهورين في تجارة السيارات، حتى اضطر نخنوخ ورجاله إلى حبس رجل الأعمال في معرض السيارات قبل الانتخابات بيوم.
وكافأه حبيب العادلي بعد ذلك بمنحه ترخيصاً لخمسة بنادق آلية، إضافة إلى استخراج بطاقة لنخنوخ بصفته مستشاراً لإحدى دول الكومنولث وتركيب أرقام دبلوماسية لسيارته ونسف ملفه الجنائي تماماً.
كما تداولت الأخبار اشتراك نخنوخ في حادثة كنيسة القديسين، لكن الصواب عدم حدوث ذلك وفقاً لعقيدته المسيحية.
من الحديدة إلى صاحب المليارات
وانتقل نخنوخ من حياةٍ بعيدةٍ عن الرفاهية إلى أحد أهم كبار المُلّاك، فهو يمتلك عدداً من المعارض للآلات الزراعية بمنطقة القللي وتوكيلات "هوندا" والمصانع الحربية وغيرها باسمه وشقيقه سعيد نخنوخ، بالإضافة إلى قطعة أرض كبيرة تتراوح ما بين فدانين إلى ثلاثة أفدنة بجوار قصر المسعود عند فندق الواحة طريق مصر الإسكندرية الصحراوي.
ومركب عائم بمنطقة العجوزة عبارة عن مطعم وديسكو، وبالإضافة إلى قصر كينج مريوط، فيلا أخرى بمنطقة بحيرة مريوط على تبَّةٍ عاليةٍ تطل على البحيرة، وفيلا بالساحل الشمالي، وفيلا بشرم الشيخ، وأخرى ببورتو السخنة، و26 "شاليه"، إلى جانب أراضٍ شاسعة بالإسكندرية ومحافظات أخرى أغلبها تم الاستيلاء عليه بوضع اليد، وكذلك أسطول سيارات يضم أحدث ماركات السيارات في العالم أهمها: "f600" و"همر h2" وسيارة ماركة "بي إم دبليو" سياحية وأخرى ملاكي.