الطريقة الشبراوية: مولد الإمام علي زين العابدين من أكبر الفعاليات الصوفية في مصر

قال الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، عضو المجلس الأعلى للصوفية خلال احتفالات الطريقة بمولد الامام علي زين العابدين اليوم، إن الاحتفال بمولد الإمام علي زين العابدين بن الحسين يُعد من أهم الفعاليات الصوفية والدينية الكبرى في مصر، ويحظى بمكانة خاصة لدى أتباع ومريدي الطرق الصوفية ومحبي آل البيت، لما يمثله الإمام من رمز للزهد والعبادة والخلق الرفيع.

وأوضح "الشبراوي" في تصريحات له اليوم، أن مولد الإمام علي زين العابدين لا يُعد مجرد مناسبة احتفالية، بل هو محطة إيمانية وروحية يتجدد فيها الارتباط بسيرة أحد أعلام آل البيت، الذي عُرف بلقب “زين العابدين” و“سيد الساجدين”، لما تميز به من كثرة العبادة والتقوى والصبر على الشدائد، خاصة بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها الأمة الإسلامية في تلك المرحلة من التاريخ.

وأضاف أن الطرق الصوفية في مصر تحرص على إحياء هذه المناسبة من خلال تنظيم عدد من الفعاليات الدينية والروحية، التي تشمل مجالس الذكر، وتلاوة القرآن الكريم، والابتهالات والمدائح التي تعبّر عن محبة آل البيت، إلى جانب عقد الندوات والدروس الدينية التي تتناول السيرة العطرة للإمام علي زين العابدين، وتسليط الضوء على مواقفه التي جسدت معاني العفو والتسامح والرحمة.

وأشار شيخ الطريقة الشبراوية إلى أن هذه الاحتفالات تسهم في نشر القيم الأخلاقية والإنسانية التي دعا إليها الإمام، وفي مقدمتها الصبر، والتواضع، وخدمة الناس، مؤكدًا أن التصوف الصحيح يقوم على تهذيب النفس وبناء الإنسان، وليس مجرد مظاهر أو طقوس.

كما شدد الشيخ الشبراوي على أن موالد آل البيت تمثل جزءًا أصيلًا من التراث الديني والثقافي المصري، وتسهم في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز روح التعايش والمحبة بين أبناء المجتمع، بعيدًا عن التعصب أو الغلو.

ويشهد مولد الإمام علي زين العابدين إقبالًا كبيرًا من الزائرين من مختلف محافظات الجمهورية، حيث تتوافد الأسر والمريدون للمشاركة في الفعاليات الدينية، في أجواء روحانية تعبّر عن عمق محبة المصريين لآل بيت النبي ﷺ، وتجسد استمرارية التراث الصوفي كرافد مهم من روافد الهوية الدينية لمصر.